
إرتأت جريدة ” تيزبريس ” أن تحضر مراسيم حفل العزاء لـــــ “محمد أوزي” الملقب بـ”أبوقال واتاي”الذي أقيم يوم أمس بزنقة الحدادة ، هذه الأخيرة التي كان يتخدها ” أبوقال” مأوى له طيلة حياته مند أزيد من 60 سنة .
وبمجرد دخولك لهذه القصبة “قصبة إمزيلن” التي عُلق في مدخلها لافتة كُتب عليها : “لن ننساك يا محبوب تيزنيت محمد أوزي أنت عظيم .. خدمة للأحياء والأموات”، تتراى لك حركة غير عادية بجل المنازل التواجدة بهذا الحي القديم ، فمند الساعات الأولى من صباح أمس الكل منهمك في تحضير هذا الحفل ليكون في مقام هذه الشخصية التي تلتصق بها ذكريات الساكنة التيزنيتية بمختلف أعمارها .
ونصبت خيام للمناسبة و فُتحت كل منازل الحي في وجه من اتى لتقديم التعازي لساكنة “زنقة الحدادة” التي عاش فيها الراحل “محمد اوزي” وشباب هذا الحي الذين لبسوا بالمناسبة أقمصة تحمل صور المرحوم .
وقد حضر عامل إقليم تيزنيت أيضا حفل هذا العزاء مرفوقا ببعض الشخصيات بالمدينة .
رحم لله الفقيد وانالله واناآليه راجعون
….بكت النساء والاطفال …واقيم العزاء وحضره الكبير والصغير من المسؤولين.ولربما بعض الوجهاء واغنياء المدينة .هذا كل جميل…..
ولكن……..سؤالي…اين كننتم والفقيد عريانا…اين كنتم وهو يتلوى جوعا …سعدتم في بيوتكم بين ابنائكم .وعاش الفقيد شاردا معزولا….
ايها المسؤول ايها الغني اعد للسؤال جوابا… فورب السماء انك امام ربك بحضلور الفقيد ستسأل.
ايها المسؤول….اعلمك واخبرك ان بالمدينة امثال الفقيد لاتبخل عليهم لتصلح تقصيرك امم ربك
ومن تاب واصلح من بعد ظلمه فان الله غفور رحيم.
عذرا تيزنيت انت خائنة:
خرجت الينا العديد من الكتابات تصف متشرد قيد حياته بالإنسان والذاكرة والرمز وبعده ظهر عامل المدينة رفقة كبار اطر الدولة بالمدينة البادية للترحم على ابوقال وتاي أو ما ترجمته برميل شاي…
الراحل عاش طيلة حياته متشردا بين ازقة المدينة الضيقة يتصيد بقايا كؤوس الشاي على موائد نخبة المدينة ليروي عطش الظلم والقهر وغذر الزمن .
الزائر لتزنيت اليوم يكتشف براميل متفجرة بالمدينة وعلى رأسها مافيا العقار التي تشرد المواطنين ولوبيات التجار الذين جعلوا الحياة بالمدينة مستحيلة ؛ لم تعد منازل تيزنيت تسر الناظرين ولم تعد ازقتها نظيفة ولم تعد تغري الزائرين .
إذا ارادت ساكنة ومؤسسات تزنيت ان يغفر لها ابوقال وتاي ظلمها عليها أن تعتني بالجيران ذوي البشرة السمراء الذين يأكلون العفن بالمدينة.
إذا ارادت تيزنيت عفو ابوقال وتاي عليها انتشال متشردي المدينة ووضعهم في مرافق صحية تليق بآدميتهم.
إذا ارادت تيزنيت ان تغسل يديها من دماء ابوقال وتاي عليها محاربة اسعار العقار التي تفوق ناظرتها في كوريا الجنوبية واسبانيا وعليها ان تجد مكان للفقراء في ظهرنيها.
قمة الديماغوجية ان نتظاهر بالعطف ونحن نقتل كل يوم عشرات ابوقال وتاي…
ما لا يعلمه التزنيتيون ان قلوبهم بدأت تتحجر ونسوا يوما ان اغنياءهم اليوم كانوا في السابق متشردين في ازقة باريس الباردة غير أن عطف وقانون الدولة الفرنسية جعلهم اليوم يشيدون الفيلات ويقودون افخم السيارات عوض ان يكونوا ابوقالن لقهوة بفرنسا