يشهد مجال أدرار تحولات عميقة مست جميع جوانب الحياة ، و قد كان موضوع التراث اللامادي من بين ما استأثر باهتمام الباحثين و المهتمين بالشأن الثقافي ، بهدف تشخيصه و تعميق البحث في جوانبه المختلفة ، في أفق توظيفه و استثماره في مناحي و اتجاهات مختلفة .
ان للتراث اللامادي بمجال ادرار تجليات شتى ، رغم طغيان الجانب الشفهي عليها ، و يشمل الظواهر الأسطورية و الغنائية و الأقوال المأتورة و الحكائية و العادات و التقاليد ، لعبت كلها دورا حاسما في الحفاظ على هوية و مقومات الانسان و المجال ، كما تساهم بشكل أو بآخر في التنمية الاقتصادية و السياحية بالمنطقة ، هذا التراث اللامادي يتأثر بتطور المجتمع المحلي مما ينعكس عليه ايجابا و سلبا .
ان مجال أدرار بالجنوب المغربي ، خاصة مجال قبائل اداولتيت ، غني بمظاهر هذا التراث اللامادي ، مما يفرض قراءة متأنية لكل تلك المظاهر و تنوعاتها ، و رصد أشكال التحولات التي مست تطوره ، وكذا انعكاساتها على مختلف المستويات و الأصعدة .
في هذا الاطار ، و نظرا للأهمية البالغة التي يكتسيها هذا الموضوع في تنمية المجتمع من مختلف الأصعدة ، و تعزيزا للرصيد الذي راكمته جمعية الشعلة للتربية و الثقافة في مقاربة السؤال الثقافي و الاشتغال عليه ، و استكمالا لمشروع توثيق التراث اللامادي بالجنوب المغربي ، و الذي بدأ شوطه الأول بتنظيم الدورة الأولى للملتقى الجهوي للثقافات اللامادية بمدينة زاكورة ، حيت تم الاشتغال على تراث واحة درعة تحت مسمى ” التراث اللامادي بواحة درعة …من الاحتفالية الى الاستثمار ” ، يعتزم المكتب الجهوي لجمعية الشعلة بتنسيق مع الفرع المحلي بأنزي تنظيم الدورة الثانية للملتقى بمركز أنزي تحت شعار : ” جوانب من التراث اللامادي بمجال أدرار ” و ذلك يوم الأحد 17 أبريل 2016، من خلال مقاربة و دراسة المحاور الفرعية التالية :
مقومات الهوية
الاشكال الغنائية بمجال أدرار
الشعر و الشعراء بمجال أدرار
رصد العادات و التقاليد بالمنطقة
الأقوال المأثورة الشعبية
تعليقات