بعد صدور مذكرة تقضي بتغيير اسم مجموعة مدارس المختار السوسي بمركزية أيت وافقا بإقليم تيزنيت، أصدرت عائلة المختار السوسي الكريمة بيانا استنكار توصلت به “تيزبريس” يحمل توقيع رضى الله عبد الوافي المختار السوسي ممثل الأسرة والمسؤول عن تراث والده العلامة رضى الله محمد المختار السوسي، وفي ما يلي نص البيان:
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه
شكر واستنكار
أما بعد :
بادئ ذي بدء أشكر لكم بالخصوص غيرتكم ووطنيتكم وحبكم لأبينا وأبيكم مفخرة سوس والمغرب والعالم العربي والاسلامي رضى الله سيدي محمد المختار السوسي ،
باسم الخاص وباسم أسرة وعائلة والدنا ، نود أن نعرب لكم عن شكرنا الخاص لِما دونتموه عن الخبر المشؤوم المتعلق بالذين يريدون الإساءة لسمعة والدنا ، بتغيير اسم مدرسة أيت وافقا إلى اسم آخر غير الذي عليه الآن ، ويحصل هذا في الوقت الذي أجمع فيه الكل على ترسيخ الأمازيغية وتسريع إخراج قوانينها ، إذا بثلة لا غيرة لهم يودون محو اسم عَلَم أمازيغي كان من أشد المدافعين عنها ، أليس هو من أحيا تاريخها وتاريخ رجالاتها العلماء والفقهاء والصوفية والشيوخ والقواد ، وأبان عن كثير من مؤلفاتهم ووثائقهم ومخطوطاتهم والتعريف بأسرهم العلمية والثقافية ، ألم يقل رحمه الله في كتبه :
(( … الحقيقة أنني ألقيت بين عيني منذ نفيت إلى هذه البلاد، أن أجعل لها شأنا في القرن العشرين، ولا أقول إنني أكوّنه تكوينا، بل أبعثه من مرمسه، فإن شأن جزولة كائن حي موجود منذ مئات السنين، وكنت دائما أقول: إنني سأقدم غدا على من هم إلي، ولابد من هدية أقدمها بين يدي نجواي، فأفضل ما أقدمه، إحياء طرف شاسع كبير من المغرب، فلهم أؤلف، ولإفادتهم أسهر، ولأفكارهم صنعت كل ما أصنع، وأنفق كل ما أنفق، وكثيرا ما أرفع عقيرتي قائلا: شاءت الأقدار أن أكون في سوس، فلأكن في سوس، ولأكن حيا بعمل يحيي كل ما اندثر من سوس كلها، إذن ما حملني على كل هذا إلا إقرار عيون من أشتاق إليهم، إشتياق المقرور إلى الجمر، والصديان إلى العذب الزلال… هذا وإنني – أنا ذلك السوسي المولع بالتاريخ منذ نشأته لأبذل كل ما في إمكاني للكتابة عن بادية سوس، منذ نفيت إليها في مختتم 1355هـ، إلى أن أفرج عني الإفراج التام مختتم 1364هـ، توفرت على ذلك، وجمعت فيه جهودي، ومن لم يتوفر على شيء ويجمع فيه جهوده، فقلما يعطيه حقه من البحث…. ـ انتهى كلامه ـ ))
أهكذا يكون جزاء من أراد الخير لأبناء قطره ؟ فوالله لن يحقق الله مسعاهم وسيبقى اسم والدنا مخلدا ، فمهما فعلوا فلن يمحو أثره ، وكيف لهم ذلك وهو الذي اعترف له الجميع بكل ما قام به ، ولاتزال مؤلفاته تُطبع وتلقى استحسانا لذى الكل.
وبحسب روايتكم في تدوينتكم ، والتي مفادها أن سبب هذه الضجة ، هو وجود مدرستين في إقليم تزنيت تحملان اسمه ، وما الضرر في ذلك ـ وهذا قليل في حقه ـ وهو ليس بعذر للذين أرادوا تغيير اسم مدرسة جماعة أيت وافقا التابع لها دوار إلغ الدوكادير مسقط رأس والدنا .
فما على المسؤولين ـ السلطويين ـ إلا ترك الحالة على ما هي عليه ، وأن لا يقوموا بهذا الانقلاب الثقافي ، ونحن أسرة والدنا نستنكر هذا ، ونقف بجانب كل الغيورين على اسم والدنا ، من أشخاص ذاتيين ومعنويين ، وجمعيات وكل طوائف المجتمع ، ليس دفاعا عن والدنا ، بل عن رمز من رموز هذا الوطن الحبيب ، أعطى له الشيء الكثير وإن لم ينل بعد حقه الأوفى ، وعمله البطولي طوال حياته شهد له بها أعلى هرم في بلدنا ، سيدنا المنصور بالله محمد السادس حفظه الله ، الذي أطلق اسمه على الفوج العسكري المتخرج عام 2001م ، وعلى اسمه كذلك على سد شاكوكان عام 2002م ، واستقباله لممثل الأسرة وتسلمه المجموعة الكاملة لمؤلفات والدنا في زيارته لتافراوت بداية تسلمه للسلطة في 31 أكتوبر 2001م ، ومن أقواله حفظه الله :
(( وقد قررنا أن نطلق على فوجكم اسم : محمد المختار السوسي ، فقيه سوس العالمة الذي تجسد سيرته المأثورة التحام مقومات الهوية المغربية بتعدديتها الثقافية الجامعة بين التجذر في التراث الأمازيغي العريق ، وبين الإيمان الراسخ بالاسلام وبلغة القرآن ، مع تشبع بالروح الوطنية المجاهدة ، في سبيل الحفاظ على الوحدة الوطنية التي تسمو فوق كل اعتبار ، وبذلكم شخص النموذج للعلامة المغربي ، والوطني الغيور ، الوفي للعرش العلوي المجيد )) .
سيدي : لا يسعنا في الختام إلا قول : { حسبنا الله ونعم الوكيل }
رضى الله عبد الوافي المختار السوسي
الرباط : 19 مارس 2016م
كما تنشر “تيزبريس” صورا حصرية لها علاقة بالموضوع
تعليقات