إسهاما من المجتمع المدني النشيط بجماعة اريغ نتهالة بدائرة تافراوت في المجهودات المبذولة للارتقاء بالمنظومة التربوية وبجودة التعلمات،قام فاعلون جمعويون من أبناء المنطقة بمبادرة اجتماعية وتربوية هامة لفائدة تلميذات وتلاميذ ملحقة الثانوية الإعدادية الأطلس بجماعة تاهلة، تمثلت في انجاز مشروعين تربويين عبارة عن مكتبة مدرسية وقاعة للاعلاميات،ساهم في تأهيل فضائهما وترميمه وتجهيزه بالكتب والمراجع والطاولات،نسيج جمعوي فاعل من الجماعة ممثلا بالجمعية الامازيغية آزا للثقافة والرياضة والبيئة وجمعية رجاء تهالة ومجموعة تهالة ضواحي تافراوت بتعاون مع المجلس الجماعي لتاهلة.
كما ساهم أحد المحسنين من أبناء الجماعة، وهو الاستاذ الحاج أحمد المشتالي احد قدماء تلامذة مجموعة مدارس سيدي عبد الرحمان الجشتيمي التي تحولت مركزيتها إلى مقر لملحقة الإعدادية بعد إحداث مدرسة جماعاتية بمركز الجماعة،أستاذ مبرز للفيزياء ومدير سابق لثانوية مولاي يوسف بالرباط وحاليا يعمل مديرا عاما لمؤسسة عليا للأقسام التحضيرية ابن غازي بالعاصمة، في تجهيز قاعة الإعلاميات المحدثة بالملحقة بمعدات معلوماتية عبارة عن ثمان حواسيب مكتبية كاملة التجهيز واللوازم وطابعة ومجموعة من الكتب والمراجع المدرسية، إسهاما منه في تجويد العمل التربوي والتعليمي بالمؤسسة .
وتميز حفل تسليم هذه المعدات المعلوماتية بحضور السيد القائد الإداري للمنطقة ممثلا للسلطة المحلية والسيد رئيس المجلس الجماعي لتاهلة، وممثلين عن النيابة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني (المنسق الإقليمي لبرنامج جيني ورئيس مكتب الاتصال) والسيد مدير الثانوية الإعدادية الأطلس بتافراوت والسيد الحارس العام للملحقة بتاهلة ومقتصد الإعدادية والمحسن الحاج احمد المشتالي والسيدة رئيسة جمعية آزا للثقافة والرياضة والتنمية وممثلي الفعاليات الجمعوية وفاعلين تربويين من هيئة التدريس. وقد عبر صاحب المبادرة عن سعادته بهذا العمل الخيري الذي يدخل في إطار الاعتراف بالجميل ورد الاعتبار للمؤسسة التعليمية وأساتذتها اللامعين الذين تتلمذ على أيديهم في بداية مشواره الدراسي وتعلم منهم أبجديات القراءة والكتابة وطرق التعلم، واعتبرها مناسبة سانحة للمساهمة في الرفع من المستوى المعرفي والتكويني لتلامذة الجماعة وتوفير شروط مناسبة لاشتغال الأطر ودعم جهودهم في التأطير وتنشيط قاعات الإعلاميات للاستفادة من التكنولوجيات الحديثة في الإعلام والاتصال. وصرح في ختام كلمته بحفل التسليم بانه يفكر حاليا في تنفيذ مشروع رائد بمنطقة تافراوت والنواحي هدفه محاربة هدر مدرسي (ضمني) من نوع اخر يسجل بالمؤسسات التعليمية ، يظهر من خلال تدني مستوى التلاميذ المتفوقين من سلك الى أخر ومن سنة الى أخرى،حيث يتقهقر مستواهم وينطفا توهجهم ويقل إشعاعهم بسبب ظروفهم الاجتماعية ومناخ تمدرسهم مما ينعكس سلبا على نتائجهم وتوجيههم الجامعي بعد الباكلوريا ويقلل من حظوظهم في ولوج المدارس العليا،الأمر الذي دفعه إلى التفكير في مشروع احتضان الكفاءات التلاميذية ورعايتها ومواكبتها في جميع مراحل مسارها الدراسي وتوفير جميع شروط الدراسة والتاطير اللازمين لتكوين جيل من المتميزين اصحاب الكفاءات والمهارات العالية بامكانهم ولوج المدارس والمعاهد العليا بسهولة وضمان مستقبلهم المهني .
رئيس الجماعة القروية ورئيسة الجمعية التنموية الشريكة في المشروع ثمنا في كلمتهما بالمناسبة ، مبادرة هذا الفاعل الجمعوي والتربوي ابن بلدتهم وغيرته على منطقته، منوهين بدعم باقي الشركاء والمحسنين في تأهيل المؤسسات التعليمية ودعم التمدرس ودعم النقل المدرسي بالجماعة .اما ممثل النيابة، فقد شكر جميع المساهمين في تحقيق مشروع المكتبة المدرسية وقاعة الاعلاميات وتجهيزهما بالوسائل والمعدات، خاصة وان النسيج الجمعوي والمجالس المنتخبة والمؤسسات المواطنة بمدينة تافراوت ودائرتها ونواحيها عنصر داعم وأساسي للمنظومة التربوية ولاغنى للمؤسسات التعليمية عنها، مؤكدا أن البرنامج الوطني لإدماج تكنولوجيا الاتصال والمعلوميات في التعليم المعروف اختصارا ببرنامج جيني يعطي أهمية بالغة لتفعيل القاعات المتعددة الوسائط، وانه جهز العديد من المؤسسات التعليمية بالمعدات والوسائط الرقمية المساعدة للعمل التربوي داخل الفصول الدراسية،كما جهز الإدارات التربوية بحقائق متعددة الاستعمالات valises multimédias وساهم في ربطها بشبكة الانترنيت لتسهيل مهامها الإدارية والتربوية، كما فتح المجال أمام كافة الأطر للاستفادة من التكوينات الاشهادية والرفع من كفاءاتها المهنية في مجال استعمال هذه التكنولوجيات الحديثة، كما نوه بمشروع الخزانة المدرسية الذي سيساهم في إغناء الرصيد اللغوي للمتعلمين وترسيخ السلوك القرائي لديهم .
من جهته، عبر مدير الثانوية الإعدادية الأطلس أثناء حفل التسليم، عن غبطته الكبيرة بهذه الالتفاتة الطيبة من مختلف الفاعلين والتي تروم تحسين جودة التعليم بالجماعة، مؤكدا حاجة المؤسسة لمثل هذه الفضاءات التربوية المفيدة والضرورية للعملية التعليمية، والتي من شانها المساهمة في تفعيل مشروع المؤسسة، مؤكدا استعداد جميع المؤسسات التعليمية للانفتاح على محيطها الاقتصادي والاجتماعي واحتضان جميع المبادرات الهادفة لتنمية التعليم.
السيد ممثل السلطة المحلية قائد قيادة تهالة في كلمته بالمناسبة، ثمن روح الشراكة والتعاون والتضامن بين مختلف المتدخلين من مجتمع مدني و مؤسسات عمومية وخاصة ، شكر جميع الداعمين من نيابة إقليمية لوزارة التربية الوطنية بتيزنيت وجمعيات المجتمع المدني ومجلس جماعي وكل الفاعلين الإداريين والتربويين بالجماعة، وهنأهم على انجاز هذا المشروع التربوي الهام الذي ستكون له نتائج ايجابية على مستوى التمدرس ومحاربة الهدر المدرسي، خصوصا وأن جماعة تهالة معروفة بأنها من بين الجماعات التي لاتعرف هدرا مدرسيا بفضل انخراط مجتمعها المدني النشيط ودعم أبنائها وحيوية ساكنتها المحلية وجهود أطرها الإدارية والتربوية، مؤكدا أن التنمية الاقتصادية والاجتماعية تنطلق من الانسان، وان قطاع التربية الوطنية من القطاعات المحركة للتنمية المحلية ورافعة أساسية لتطور المجتمع، مشددا على أهمية الشراكة والتعاون لتنفيذ المشاريع ، مشيرا إلى أن السلطة المحلية بكافة مكوناتها رهن إشارة جميع المتدخلين لتسهيل عملهم وتنفيذ مشاريعهم لما فيه خير الجماعة وساكنتها.
يشار الى ان المنسق الاقليمي لبرنامج جيني اشرف في نهاية الحفل على تركيب بعض الحواسيب وتشغيلها وتجريب الربط بالانترنيت في اجواء احتفالية بحضور الشركاء واطر المؤسسة من اساتذة واداريين.
تعليقات