الجمعة 8 نوفمبر 2024| آخر تحديث 12:32 07/22



تافراوت : هكذا قتل الإهمال وطول الانتظار “رقية ” التي لدغتها أفعى

تافراوت : هكذا قتل الإهمال وطول الانتظار “رقية ” التي لدغتها أفعى

pageرجة نفسية قوية عمت جل ساكنة دائرة تافراوت  حين عم خبر وفاة بنت دوار أيمور  ليلة عيد الفطر  بمستشفى الحسن الثاني بمدينة آكادير جراء لدغة ثعبان ، خبر أتى من خارج تافراوت رغم أنه خرج منها لتتناسل بعده الروايات و الأقاويل ، وخاصة على صفحات شبكات التواصل الاجتماعي ، لكن المخيف في الأمر هو عدد الحالات الخطيرة التي تمر بالمركز الصحي للمدينة  دون أن يسمع لها خبر ، فلولا وفاة المرحومة لما علمنا بتفاصيل مأساتها ، ولما عم الخبر كل الأرجاء .
رقية في عقدها الخامس غير متزوجة وتقطن دوار أيمور التابع إداريا للجماعة القروية تاهلة  دائرة تافراوت إقليم تيزنيت خرجت يوم الخميس 9 يوليوز 2014 بعد صلاة الفجر مباشرة وهي صائمة لجمع حبات ثمرة الأركان التي نضجت وحان قطافها ، خرجت باكرا وهي لا تكاد ترى تفاصيل ذلك الصباح الصيفي الحار علها تملئ كيسها قبل شروق اشعة الشمس الحارقة لتعود أدراجها  الى بيتها ، وعند أول أركانة ، توغلت بين أغصانها كما عهدت ذلك لسنوات طوال لتسمع فحيحا ما إن التفتت لتتبين مصدره حتى انقض ثعبان سام على يدها اليمنى .
هكذا حكا لنا السيد سعيد  من دوار أكرسيف الذي رافق المرحومة منذ الساعات الأولى من ذاك الصباح  الى المركز الصحي لتافراوت ، وما لا يمكن تصوره حسب ما حكت المرحومة للسيد سعيد وهي في الطريق للمركز الصحي أن الأفعى بقيت ملتصقة بيدها مدة طويلة رغم كل محاولاتها للتخلص من أسنانها بكل ما أوتيت من قوة ، حتى أنها عضتها هي الأخرى بأسنانها من شدة الألم ، ولم ينفعها إلا حجر دكت بها رأسها الملتصق بيدها حتى اختلطت دماء الأفعى بدماء رقية . هرولت المرحومة عائدة الى الدوار والأفعى بيدها بحثا عن وسيلة نقل تقلها الى مركز تافراوت فلم تجدها ما اضطرها لقطع كيلومترين مرورا بدوار تافكمات لتصل لدوار أكرسيف لتدق باب البقال صاحب المحل التجاري الذي وصلته على الساعة السادسة صباحا ليصدم بما فتح عليه باب منزله ، ولم يتردد لدقيقة بل خرج بملابس نومه وحملها على سيارته قاصدا تافراوت ليجد المركز الصحي مقفل الأبواب ولا من يجيب على نداءاته لأكثر من نصف ساعة .
وانطلقت رحلة العذاب إلى مدينة  أكادير لتصل رقية على الساعة الثانية عشر زوالا لمستشفى الحسن الثاني بعد أن  غزى السم القاتل جسمها حيث كشفت الفحوص الأولية التي خضعت لها أنها تعاني من ارتفاع في سيولة الدم، فيما تلقت العلاج والإسعافات الأولية، والتي شملت تزويدها بأدوية مضادة للسموم، وأدوية أخرى مضادة لسيولة الدم ، ونوهت مصادر طبية بأن سم الأفعى أدى إلى فشل معظم وظائف أعضاء جسم الضحية،  حيث أدخلت وحدة العناية المركزة، إلا أنها لم تستجب للعلاج على مدار الأيام التسعة ، قبل أن تفارق الحياة . يوم الجمعة على الساعة  السابعة مساء ليلة عيد الفطر ليعود جثمانها الطاهر لتافراوت وما كان ليعود لولا أن أحدهم دفع  مبلغ الألف وسبعمائة درهم واجب سيارة نقل الموتى من أكادير الى مدينة تافراوت لتدفن عصر يوم السبت بمقبرة دوارها أيمور .
هكذا كانت قصة رقية التي ودعت حبات الأركان ونسيم صباح شعاب قبيلة تافراوت  جسدا كله أمل وحيوية لتعود جثمانا لا روح ولا أمل فيه ، دعونا أهل تافراوت نبكي حالنا وشماتة الركبان فينا ، فلا عاشت قلوب لم تبكي رقية ولا عاشت شوارب رجال سترقص وتلهوا بعد أيام بساحات تافراوت وصدى صيحات وأنين رقية لا زال يملئ الأفاق والأعالي .

جمال الشهيد –  تافراوت ( بتصرف ) 







تعليقات

  • نحن لا نناقش أحدا في حياته الشخصية و باسمه الخاص أو نناقشه في حياته الشخصية في مقالنا ، إننا نناقش نواتج سيكولوجية السلطة ـ ليس كموضة في النقاش و لكن كضرورة ملحة لمناقشة سيكولوجية السلطة كحجر الزاوية و كشجرة تخفي الغابة على المواطنين / ات و تحجب عنهم حقيقة مسؤوليات الدولة حتى تذهب حقوقهم الأساسية أدراج الرياح و يلتزموا الصمت جراء الفعل السيكولوجي للسلطة ـ مناقشة سيكولوجية السلطة في جدلية وثيقة مع مسؤوليات الدولة تجاه الشعب ، ـ و لأننا نريد نريد تصوير الأشياء على حقيقتها بدل تضخيم إنجازات السلطة في مختلف المجالات ، و تبخيس الرأي الآخر ، ، و التقليل من شأنه و تسفيهه أحيانا ، نحن لا ندعو إلى المساس بأمن السلطة بقدرما ندعو السلطة لفتح حوار صريح مع المواطن في إطار إدارة السلطة / تدبير السلطة لتأتي بعد التوصيات التي ستنبثق من الحوار سلطة التدبير التي ستلزم الجميع ؛ خاصة و أننا نعلم أن كل سلطة ترفض المعارضة و تضطهدها فهي ـ سيكولوجيا ـ سلطة غير شرعية ؛ مع العلم أن المعارضة من ـ “من حيث المبدأ ـ حال طبيعي من أحوال الإنسان ملازم لأي سلطة أو تسلط على الإنسان ، أو لأي خضوع يطلب منه ، ـ إراديا أو غير إرادي ـ لقوة ما ، بلأ إن المعارضة جزء مكمل لظاهرة ممارسة السلطة نفسها و لولا تلك المقاومة لامتدت السلطة إلى غير حدود و لأمكن أن يظل الجميع خاضعين لمن جهز و أعد بشكل أفضل لا ستعمالها ، و قد يتحول هذا اليقين إلى يقين (قلي) ينفي أي أثر للمعارضة كما هو الحال في الدين ـ إذ الدين وحده هو الغير ممكن مناقشته ، إننا نناقش سيكولوجية السلطة (سلطة السلطة ) حال كونها تمارس في قبيل أنظمة الطفرة و التحولات و التي تقود إلى المفاجآت أو تؤدي إليها كنتيجة منطقية لفعلها و تفاعلها مع الواقع و الناس و مع الواقع و الأحداث ، و هي سلطة السلطة أو سلطة الطفرة (حيث ؛ الأفراد .. الإستبداد .. الطغيان ..) و هي السلطة التي تقوم لتحكم و توجه لتستبد و تدير شؤون الحكم لفرض هيبتها و هيمنتها و سلطانها على الناس ؛ و حيث ترتبط مؤسسات الدولة و أجهزتها بشخص أو بأشخاص .. غالبا ما يأتون إلى السلطة بشكل غير ديموقرلااطي عن طريق التغييرات الفجائية التي تحدث نتيجة القوة و الإلزام كالتغيير الذي تقوده الحركات و الإنقلابات العسكرية و الثورات من أجل الوصول إلى السلطة ” .إننا نناقش سيكولوجية السلطة كعقل سياسي بمحددات و تجليات ينتتج منتوجا اجتماعيا و اقتصاديا من نوع ما ؛ نناقش هذا العقل السياسي الذي يختزل سيكولوجية السلطة و يعمد إلى العمل بسلطة الإدارة بدل إدارة السلطة ـ ولو داخل كوكتيل الإيديولوجيات التي يستغرقها و لا تستغرقه ـ نناقش هذا على ضوء الكوارث التي تلحق المواطنين جراء سلوكات السلطة السيكولوجية على جميع الأصعدة و مختلف المجالات ؛ مرة أخرى نحن هنا لا نناقش الأشخاص و لكننا نناقش السلطة التي هي من أصلها سلطة الشعب على أرضه و موضوعة كأمانة في قبضة سيكولوجيات تنتج لنا الكوارث ؛ من كارثة الهجوم على مرافق سياحية بتونس و تركيا و كارثة طان طان و كارثة بوزنيقة واد اشراط و كارثة ـ قناديل ساحل تطوان و كارثة فيضانات سوس و كارثة بنت جدي رقية أيت السي بأيمور تهالة دائرة تافراوت … … إننا و إذ نناقش سيكولوجية السلطة ـ و نحن واعون كل الوعي أننا نقضي و نرزح تحت الأمر بتنفيذ عقوبة إيديولوجية لا ندري منتهاها بعد ـ فإننا ننوه بالسيد و الأخ إبراهيم أوشهيد ـ كفاعل جمعوي و منتخب ببلدية تافراوت ـ مطلبك اليوم عل قناة البريهي ، بعد أن قضت إحدى بنات جدي الأعلى ـ دادا عبدالله أوسعيد ـ بأيمور بسبب لذغة أفعى و حرمانها من الإستمرار في الحق في الحياة بعرقلة الحق في التداوي و العلاج بالمركز الصحي بتافراوت و الميؤوس من خدماته وقبل أن تقضي رغم أنها قتلت و حملت معها مصل الأفعى التي لذغتها . وكما عرفناكم زميلا في الدراسة بمواقف شجاعة أإدعوكم إلى البقاء على نفس المبادئ بعيدا عن تأثير سيكولوجية السلطة ؛ فالدولة شيء و السلطة شيء آخر ؛ و على السلطة ألا تحجب عن الناس الدولة و ما عليها من واجبات تجاه أبناء الشعب الذين يشكلون مكونها الأساسي على تراب لوطن و عليها أن تحارب التمييز في تقديم الخدمات في إطار ” إدارة السلطة ” بدلا من ” سلطة الإدارة ” ، و تمكين كافة مؤسسات الدولة من الإضطلاع بمسؤولياتها ، بإلزام الدولة مؤسساتها علىأن تقوم بمسؤولياتها كاملة غير منقوصة . و بهذه المناسبة الأليمة و المصاب الجلل ـ الذي لا راد لقضاء و قدر الله ـ أتقدم شخصيا بتعازي الخالصة لعائلتنا الكبيرة بأيمور ـ تيظاهرين ـ و لأسرتنا الصغيرة أيت السي في وفاة ابنتهما الغالية بأيمور مرقد جدي الأعلى ـ دادا عبدالله بن سعيد ـ تغمدهما الله برحمته و أجزل لنا الصبر في فقدان بنت جدنا الراحلة و إنا لله و إنا إليه راجعون .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.