على مدى يومين كاملين، من ليالي الشهر الفضيل، استفاد العشرات من أبناء مدينة تيزنيت من تنويهات وتشجيعات وجوائز مهمة، تقديرا لجهدهم الدراسي، ونجاحهم في الحصول على المراتب الأولى بالمؤسسات التعليمية بإقليم تيزنيت.
المحتفى بهم يستحقون هذا النوع من التشجيع وأكثر، كما يستحق القائمون على تنظيم مثل هذه الالتفاتات تصفيقا حارا من كل الآباء والأمهات، على اعتبار أن هذه الالتفاتة ما هي إلا وسيلة لتحفيز فلذات أكبادهم على المزيد من العطاء، وتشجيع أقرانهم على المضي في نفس المسار.
إن المتأمل في مسار التفوق الدراسي بتيزنيت يدرك بما لا يدع مجال للشك أن هذا المسار في تصاعد مستمر، بحكم العطاءات والتضحيات التي يقدمها الآلاف من رجال ونساء التعليم، الذين يحترقون كالشمعة لإضاءة سماء الناشئة، فإليهم جميعا كامل التقدير والاحترام، ومن علمني حرفا صرت له عبدا، يقول المثل.
لكن العديد من متتبعي احتفالات هذه السنة، يتساءلون عن السبب الرئيسي وراء عدم تنسيق جهود الراغبين في تكريم التلاميذ وتحسيسهم بأهمية التتويج في إحدى المحطات الأساسية في حياتهم، فالحفلات تتكرر في المدينة بنفس الشكل والمضمون، وتحتاج – حسب هؤلاء- إلى تجديد وإبداع في طريقة العرض والأداء.
والعديد من المتتبعين الذين تجاذبنا معهم أطراف الحديث يتساءلون عن السر وراء انفراد النيابة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بحفلها، وانفراد بلدية تيزنيت بحفلها، وانفراد بعض الجمعيات المحلية بحفلها، في ظل وجود ميثاق للمدينة المربية صادق عليه المجلس الحضري في إحدى دوراته العادية، فلماذا لا يتمثل المعنيون روح هذا الميثاق ويتجاوزوا حروبهم الصغيرة، في سبيل تقديم منتوج مشترك يجمع الجهود ويبعث برسائل ذات حمولة رمزية وإيجابية للناشئة المحتفى بها.
إنها مجرد فكرة قابلة للنقاش، وإن كنت شخصيا أحبذ تنويع المنتوج، وفسح المجال أمام الإبداع في صفوف الهيئات والمؤسسات، من أجل أن يحتفي كل طرف بأجيال المستقبل وبطريقته الخاصة، الأمر الذي سيعود بالنفع العميم على المدينة وأبنائها، ويضفي عليها طابعا من الحيوية والنشاط.
إن الهدف الأسمى لأي تعبير بالاحتفاء، يتلخص في تحسيس الناشئة بتقدير خاص، وبالتفاتة المجتمع إليهم جراء العطاءات التي قدموها في ليالي السهر والتعب، الأمر الذي يكسبهم شحنات إضافية، تعينهم على الاجتهاد أكثر بالمستويات العليا.
فهنيئا لفلذات أكبادنا بهذا التتويج المستحق، ورمضان مبارك سعيد…
بقلم : محمد الشيخ بلا
تعليقات