دعت جمعية “هي وهو سِيّان” التي أنشأت بمدينة تيزنيت سنـة 2003 جميع المستفيدين مــن دروس محو الأمية إلى نيل الشهادات المدرسية بالمغرب.
وقالت رشيدة أبا كريم رئيسة جمعية هي وهو سيان، في تصريح لـ”المغربية” أن الهدف من محو الأمية بالمغرب لا يمكن تحقيق أهدافه إلا بنيل الشهادات المدرسية، التي تثبت مستـوى المستفيدين بعد متابعة الدروس لسنوات معينة.
وأكدت أباكريم أن الرغبة والإرادة القويــة هو أهـم الأدوات التي يمكن أن يتزود بهـا المستفيدون من دروس محو الأمية، مشيرة إلى أن الجمعية منذ إطلاقها برنامــج “تعلم لتُفيد” سنة 2006 حققت نجاحا بالنسبة لعدد من الحالات لم يمكن ليتحقق لولا المتابعـة اليوميــة والجدية في الدراسة.
في هذا الاتجاه تحدثت الفاعلة الجمعوية عن حالة امرأتين انقطعتا عن الدراسة لمدة حوالي 40 سنة، وتزوجتا وأنجبتا أبناء ثم أحفادا لتحصلتا على شهادة الإجازة، في ظرف لا يتعدى 7 سنوات موضحة أن هذه الحالتين كانتا تتوفران على الشهادة الابتدائية، وبعد التحاقها ببرنامـج الجمعية سنة2006 تمكنتا من نيل شهادة التعليم الإعدادي سنة 2007، ثم الثانوي أو الباكلوريا سنة 2010، لتنالا بعد ذلك شهادة الإجازة في الأدب الفرنسي سنة 2013.
وكانت هذه الحالة كفيلة بإثارة انتباه عدد مـن الحالات التي كانت منخرطة في الجمعية، لتهتم بدورها في نيل الشهادات المدرسية، تقول الفاعلة الجمعوية، التي تحدثت عــن حالات نالـــــــت الشهادات الابتدائية، بعدما كانت لا تحسن الكتابة والقراءة.
تنخرط حاليا بين 6 حالات و10 حالات كل يـوم ثلاثاء وكل يوم خميس فـي الجمعيـة التـــــي يوجد مقرها في تيزنيت، تقول الفاعلة الجمعوية، مشيرة إلى أن هناك أيضا مـن يتصل من أجـل الاستفادة من خدمات الاجتماعية من مدن أخرى من قبيل مكناس وفاس والدارالبيضاء.
حددت الفاعلة الجمعوية العمل الذي يجري تقديمــه في المرافقة وأوضحت أن الراغـب فــــي اجتياز الامتحانات عليه أن يعتمد على وزارة التربية والوطنية ويضع برنامجا زمنيا محددا كــل يوم من أجل الدراسة داخل بيته.
كما أشارت إلى أن دعوة جمعية هي وهو سيان موجهة للمرأة والرجل فـي جميــع المناطـــق المغربية، من أجل تقديم ترشيحاتهم فـــي الامتحانات الإشهادية التـــي تطلقــها وزارة التربيـــة الوطنية، ضمـن لائحة المتبارين الأحرار.
بدورها، أكدت زينب أباكريم، أمينة مال جمعية هي وهو سيان فــي تصريـح لـ”الصحــــــراء المغربية” أن الجمعية أطلقت برامجها في البداية، من أجل المساهمة في المجهود الاجتماعــــي المبذول عـــلى صعيد مدينة تيزنيت كمحو الأمية وتوعية المواطن، لترفع من اهتمامها إلى مدن مجاورة مـــــن قبيل أكادير، وتوسيع دائرة المستفيدين من خدماتها، وتدعو حاليا إلى تعميم هــذه الخدمات عـــــلى الصعيد الوطني.
يجري إقناع المستفيدين من خدمات محو الأمية لنيل الشهادات المدرسيـة، مــن خلال رفـــــع ضرورة رفع نسبة التمدرس بالمغرب حتى يتمكن من الاستفادة من عدد مــن الخدمـات التــــــي تقدمها الدول الأجنبية، تقول زينب أباكريم، التي أكدت أن نسبــة الأميــــة تحدد مثلا إمكانيــــــة الاستفادة من القروض الأجنبية.
وتحدثت الفاعلة الجمعوية عـن وجود إشكالية التنقل بالنسبة لبعض الحالات الراغبـــة فــــــي اجتياز امتحانات المستوى السادس بالنسبة في تيزنيت إلى مدينـة أكادير، لأن هناك أسرا لـــــــم تسمح بتنقل أفـــراد أسرتها من مدينة إلى أخرى من أجل التباري لنيل الشهادات المدرسيـة فـــي الوقت الـــذي أكـدت الجهات المسؤولة عن قطاع التعليم في تيزنيت ضرورة توفر10 حــــالات من أجل التباري في تيزنيت بدل أكادير.
وجاء في رد على أسئلة طرحتها “المغربية”، من الجمعية نفسها أن “هي وهو سِيّان، جمعيــة اجتماعية ثقافية تربوية. تأسست في 2003 بتيزنيــت، إثر حدث سياسي يتعلق بعدم مناصفــــــة المرأة في اللوائح الانتخابية في استحقاقات شتنبر 2003 بجماعة تيزنيت”، مشيرة إلى أن “هــي وهو سِيّان، ليست جمعية نسائية ولا حقوقيــة، ولا تنتمي لأي حزب سياسي ولا لأي تنظيـــــــم نقابي”.
وذكر المصدر نفسه أن “هي وهو سِيّان، أسستها الشقيقات أباكريم بنات ربيعـــة الدغيرنـــــي والمقاوم الراحل الحنفي أباكريم، وتتميز بكونها جمعية تسيرها النساء فكرا وعملا ويدبرن جميع شؤونها. وضعن لها مبادئ وأهداف سطرنها في قانونها الأساسي”.
من بين الأهداف المسطرة مـن طرف الجمعيـة، يقول المصدر نفسه. العمل يدا في يد، رجالا ونساء، ضد كل ما يقل من شأن المرأة والرجل معا. وإقامة علاقة تعاون وتعارف مع الجمعيات والمؤسسات الوطنية والدولية التي يمكن أن تسعى لمساعدة الجمعية على تحقيق أهدافها. إضافـة إلى المساهمة في المجهود الاجتماعي المبذول على صعيد مدينة تيزنيت كمحو الأمية وتوعيـــة المواطن.
وذكر المصدر نفسه أن جمعية “هي وهو سِيّان” تريد أن ترى مغربا دون أميٍــة. خاصـــة أن محـو الأمية مسطرة في قانونها الأساسي وتؤمن بأن برنامج”تعلّم لتُفيد” الذي أطلقته الجمعيـــــة لمعالجة الأمية والهدر المدرسي ومخلفاته، بعد أن سطرت مراحله وأهدافه ووسائله، هو الحـــل الناجـــع لمعالجة هذه المعضلات.
وأكد المصدر أيضا أن الأمر يتعلق بمشروع التكوين الذاتي بالمصاحبة في صفوف الرجـــال والنساء في مختلف الأعمار، إذ يسلك فيه المرء للتعلم مسلك المتمدرس طالب العلم معتمــــــــدا مناهج وزارة التربية الوطنيـة، ويجتاز الامتحانات لنيل الشهادات فـي فئة الأحرار. وقال أيضـا أن المتعلم في هذه الحالة يعتمد أساسا على نفسه، يدرس داخل بيته مستعينا بمن حولــه مــــــــن المتعلمين. ويجتهد ليبلغ ثماني ساعات من الدراسة والتعلم في اليوم،ويرتب وقته حسب استعمال الزمن الذي يناسبه.
تعمل جمعية “هي وهو سِيّان”، حاليا في تفعيل هذا البرنامج محليا والتعريف به وطنيا. وفـي هذا الإطار، وزعت الجمعية توزيع ما يناهز 100 نسخة مـن دليل هذا البرنامج على الجهــــات والمصالح المعنية بمحو الأمية في كل من تيزنيت وأكادير ومراكــش والدار البيضاء والربــــاط بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، في الفترة الممتدة ما بين 23 فبراير و 04 مارس الماضيين.
وتلقت جمعية “هي وهو سِيّان” ردود فعل وانطباعات إيجابية جدا مــن لــدن المهتميــن بعــــد اطلاعهم على دليل برنامج “تعلّم لتُفيد” الذي تنتظر الجمعية تعميمه على صعيد المغرب.
يجرى حاليا تفعيل برنامج ” تعلّم لتُفيد ” في جهة سوس ماسة درعة وتستقبل الجمعيـة مــــــن خارج الجهة من حين لآخر مكالمات هاتفية من سكان مراكش والدار البيضاء ومكناس وكلميـــم وفاس والرباط ممن سمعوا عن البرنامج وعن مريم وأم الرضى. إذ يستفسرون عن هذه التجربة الفريدة من نوعها وعن شروط أو كيفية الانخراط في البرنامج للاستفادة ما يمنحــه مــن فرص التعلم ونيل الشهادات.
التعريف بالبرنامج ما زال في بدايته يتابع المصدر نفســـه، وتسعــى الجمعية لنشــر فكـــرة البرنامج وتبليغ غير المتمدرسين بأنه بإمكانهم الترشيح لاجتياز الامتحانات فـي فئة الأحــــــرار للحصول على الشهادات المدرسية، مثلهم مثل الممدرسين وسيلتهم في ذلك دراسة مقــــــــررات وزارة التربية الوطنية.
خديجة بن اشو – المغربية
تعليقات