حركة غير عادية، شهدها مدخل قاعة الفندق استعدادا للإحتفال ب “إيض يناير” 2964، فكل طلبة ماستر السياحة والتواصل بلباس تقليدي أصيل، يسارعون الخطى لإدخال الأطباق، التي تكلفوا بتحضيرها، للمكان المخصص لوضعها قبل تقديمها خلال الحفل الذي يوشك على البدء، خاصة أن عرضها وتقديم نبدة عنها لحضور الحفل يشكل أهمية خاصة خلال الأمسية الفنية المبرمجة.
هذا ما ميز بداية حفل إيض يناير المنظم، مساء الإثنين بقاعة أحد الفنادق بأكادير، من طرف جمعية الطلبة والباحثين في السياحة والتواصل بكلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة ابن زهر بتعاون مع جمعية سوس ماسة درعة للتنمية الثقافية، للإحتفاء برأس السنة الأمازيغية “إيض يناير 2964” من خلال تقديم ما يقارب 200 طبق؛ أعتمد في إعدادها استحضار التقاليد الموروثة من خلال الحفاظ على الموروث الثقافي للطبخ المغربي القديم، باعتباره هوية تميز المغرب و تغني تعدده، وأيضا من أجل إعادة الإعتبار للتقاليد الأمازيغية في الاحتفال واستقبال السنة الجديدة.
وعلى عادته للسنة الرابعة من التنظيم هو احتفاء ليس كغيره، جمع برنامج الحفل في طياته أجواء الرقص الشعبي بجهة سوس ماسة درعة، بمشاركة فرقة إسمكان وفرقة أحواش إحاحان وفرقة ولاد يحي من هوارة، وأداء فرقتي إمازلن وبزنكاض لمجموعة من الأغاني الخالدة مرفوقة بعروض للرقص الأمازيغي من أداء طلبة الماستر، أيضا شهدت بداية الحفل عرضا موجزا عن احتفالية “إيض يناير” قدمه الحسين اليعقوبي الأستاذ الباحث بجامعة ابن زهر؛ أبرز فيه أهمية المناسبة ودلالاتها واختلاف الاحتفال بها بين منطقة وأخرى.
تلا العرض تكريم الفنانة، ذات الأصول الأمازيغية والمتألقة بخارج الوطن، زهرة هندي بالإضافة إلى عرض أطباق الأكلات بين حضور؛ جمع كل أطياف المجتمع الأكاديري وبجميع طبقاته، وكان تقديم الأطباق على على ثلاث مراحل على طول برنامج الحفل، مرفوقا بشروحات حول أسمائها ومكوناتها، ليختتم الحفل بمراسيم التذوق الجماعية للأطباق الأمازيغية والمغربية الأصيلة وخاصة منها الجنوبية، بالإضافة لأطباق إفريقية من السينغال والنيجر ساهم من خلالها الطلبة الأفارقة بماستر السياحة والتواصل في الإحتفاء برأس السنة الأمازيغية.
وشكل هذا الحفل فرصة لتكريم مجموعة من الشخصيات، والإشادة والتنويه بالمجهودات القيمة التي قاموا بها سواء على مستوى النهوض بالثقافة الأمازيغية أو تشجيع مختلف المبادرات، التي تعنى بمجال العمل الثقافي والإجتماعي؛ جمعية الطلبة الباحثين والمهنيين في السياحة وشريكتها في التنظيم جمعية سوس ماسة درعة للتنمية الثقافية، اختارتا لهذه السنة ابراهيم الحافظي رئيس جهة سوس ماسة درعة ومحمد المودن رئيس جمعية سوس ماسة درعة مبادرة وأستاذتا التعليم العالي زهرة مكاش وشادية درقاوي والفنانة القديرة فاطمة تبعمرانت.
وكما جرت العادة كل عام تقريبا،ً تميز الحفل في نهايته بمراسيم التذوق الجماعية لأشكال من الأطباق الأمازيغية والمغربية الأصيلة وخاصة منها الجنوبية، بالإضافة لأطباق افريقية ساهم من خلالها الطلبة الافارقة بماستر السياحة والتواصل في الاحتفاء برأس السنة الأمازيغية، وكانت مناسبة اغتنمها الحضور للتعبير عن اعتزازهم بالمشاركة في هذا الطقس في جو جماعي من الفرح و الابتهاج.
الحسين شارا
تعليقات