ذ. سعيد رحم
هل تقامر وزارة التعليم على أجساد وصحة أطفال المغاربة ؟!
إليكم كرونولوجيا العبث…
1-المدير الإقليمي للتعليم بتيزنيت يوم الجمعة 23 فبراير يوجه رسالة إلى مديري المؤسسات التعليمية يدعوهم إلى توقيف مؤقت لتقديم عصير الفواكه المقدم في إطار الاطعام المدرسي..وتتناقل مواقع الكترونية الخبر ( تناقلت الخبر فقط دون تحقيق في ماوراء الخبر والمسكوت عنه..).
2- يوم الثلاثاء 27 فبراير البرلمانية نزيهة أباكريم ( وهي بالمناسبة أستاذة اللغة الانجليزية في ثانوية المسيرة الخضراء بتيزنيت ومناضلة جمعوية تعرف جيدا مايعتمل داخل القطاع ولم تخرج من مختبرات اطفال انابيب الريع الحزبي والمالي، وهي من الاستثناءات القليلة جدا داخل برلمان الأعيان ورجال الأعمال) توجه سؤالا كتابيا حول المطاعم المدرسية الى وزير التعليم بنموسى..ويتضمن اسئلة حارقة حول المطاعم المدرسية و واقعة توقيف تقديم عصير الفواكه بتيزنيت..
3- في نفس يوم طرح السؤال البرلماني، اي الثلاثاء 27 فبراير في منتصف النهار ، المدير الإقليمي للتعليم بتيزنيت يدعو مجددا الى استئناف تقديم عصير الفواكه في المطاعم المدرسية بناء على تحاليل مخبرية دون تسمية المختبر !!
ومباشرة بعد ذلك تتناقل المواقع الالكترونيه الوطنية خبر استئناف تقديم العصير في الفواكه كقصاصة جافة وعادية جدا!
هذه الكرونولوجيا لاشك أن اللامسؤولية والعبث يطلان منها بوجههما القميء ..
وهذه بعض الأسئلة…لماذا لم تصدر مديرية التعليم بتيزنيت توضيحا حول اسباب نزول المراسلة الأولى ؟! ماذا حدث بالضبط وأدى الى صدور المراسلة الأولى وتوقيف تقديم عصير الفواكه؟! هل ماسمته المديرية عصير الفواكه و مايقدم حقا هو عصير الفواكه ام مجرد مشروب علما أن onssa تحدد بشكل واضح الفرق بينهما؟! لماذا سارعت المديرية الى إلغاء المراسلة الأولى في نفس يوم طرح السؤال الكتابي ؟! هل تعرضت لضغوطات من طرف الشركة المنتجة للعصير ام المراسلة هي استباق للجواب على سؤال البرلمانية ؟! هل هناك حقا تحاليل مخبرية خضع لها عصير الفواكه المقدم للأطفال انجز في عطلة نهاية الأسبوع ؟! هل هو مختبر خاص أم onssa ؟! لماذا لم تذكر مديرية التعليم اسم المختبر ؟! هل تستطيع المديرية أن تنشر تقرير المختبر ؟! ما موقف وموقع onssa ومصالح الصحة المدرسية ووزارة الصحة في هذه النازلة؟!
لماذا لم تصدر وزارة التعليم بلاغا توضيحيا والاكتفاء بمراسلات إدارية عوض مخاطبة الآباء و الأمهات حول النازلة وسلامة الإطعام المدرسي وصحة التلاميذ وكأننا أمام ملف وموضوع إداري؟!
اسئلة كثيرة أخرى لاتقل أهمية عن الأسئلة السابقة..حول طبيعة المواد المقدمة في المطاعم المدرسية ، هل هي أصلا صحية ولاتشكل خطرا على صحة الأطفال ؟! وكيف هي ظروف تخزينها في المؤسسات التعليمية ؟! ولماذا تم الاستغناء عن اليد العاملة في المطاعم المدرسية وتكليف الأساتذة بتوزيعها؟! وكيف تدبر صفقات المطاعم المدرسية؟!
أسىئلة تحتاج أجوبة..لأن الأساتذة اليوم يتجهون الى الاحجام عن القيام بمهام الاطعام المدرسي التي ليست من مهامهم وليسوا على استعداد لتحمل تبعاتها القانونية والصحية والاخلاقية.. والآباء بدروهم يصرون على حث أطفالهم بالالتزام بقواعد التغذية السليمة والصحية ولو قدمت لهم في “مدارس الانصاف والجودة والدولة الاجتماعية “..ورأي عام يسائل مصير صفقات المطاعم المدرسية ومآلاتها وشبهات هدر المال العام…
تعليقات