يبحثون عن لقمة العيش بين أنياب الأفاعي، مُتشبثين بحرفة قاتلة، يقولون إنّها بركة من الأجداد، انهم “عيساوة”، مروضو الأفاعي الذين يُخاطرون بحياتهم في سبيل خلق الفرجة وكسب الرزق.
” حسـن” واحد من هؤلاء، التقته ” تيزبريس”،و هو عائد من عملية صيد ثمينة عبارة عن أفعى ” الكوبرا” ، اصطادها بعد سقوطها داخل مياه خزان مائي لأحد المشاريع الفلاحية المتواجدة بأحد الدواوير بالقرب من جماعة تيغمي دائرة أنزي اقليم تيزنيت.
العيساون “حسن”، الذي كان يتأبطا صندوقا خشبيا،دخلنا معه في حديث حول أسرار و مخاطر هذه المهنة التي يتعاطى لها العشرات من المواطنين بالإقليم ،و أكد أنه يشتغل في هذا المجال و له خبرة فيها لأكثر من 30 سنة حيث تعلم فنون تدريب التعابين وصيدها و يتقن التعامل مع الأفاعي السامة والتمييز بين كافة أنواعها ودرجة خطورتها وسميتها.
ويوضح المتحدث ذاته: ” ما يتم اصطياده من أفاع نقوم ببيعها للمختبرات لاستخراج بعض العلاجات منها”.
و عن سعرها في متوسط الأحوال، أكد حسن أنه يتراوح بين 400 درهم إلى 600 درهم للأفعى الواحدة من نوع ” الكوبرا ” .
ويُتابع حسن : “اعتني بالأفاعي داخل المنزل، فهي تتطلب أكلاً خاصاً (كبد البقر ، بيض ، لحم.. )، ومصاريف أخرى، لكي تنجح في الحفاظ عليها في صحة جيدة إلى حين جمع عدد كاف لعملية البيع “.
ويروي العيساوي حسن في السياق نفسه في حديث للموقع عن رحلاته في البحث عن الأفاعي السامة: ” أقضي في بعض الأحيان أياما وسط الأحراش والأراضي الزراعية لتتبع أثر الأفاعي السامة بحذر و بوسائل بسيطة و محدودة، وأقوم بملاحقتها داخل جحورها “.
وصرّح حسن لموقع ” تيزبريس “، أنه يتلقى كل شهر مجموعة من الإتصالات من عدد كبير من سكان مختلف المناطق بالإقليم، يطلبون منه المساعدة لإستخراج و القبض على الثعابين التي يعثرون عليها في منازلهم أو حقولهم أو في بعض البيوت المهجورة.
الحسين كافو – تيزبريس
تعليقات