فجر المكتب الإقليمي للجامعة الوطنية للتعليم FNE بتيزنيت المسكوت عنه داخل قطاع التعليم على مستوى إقليم تيزنيت في ندوة صحفية عقدتها النقابة،مساء أمس الإثنين 18 أبريل الجاري،بفضاء أكراو أنامور،، ويتمثل الأمر في كشف ما اعتبرته انتكاسات و تجاوزات خطيرة همت العديد من ملفات الشأن التعليمي بالإقليم .
و حضر هذه الندوة الصحفية بالإضافة إلى ممثلي المنابر الإعلامية المحلية و الجهوية ،الكاتب الإقليمي للجامعة الوطنية لموظفي التعليم و اعضاء من جماعة تيزنيت عن أحزاب التقدم والاشتراكية و الاستقلال و الاتحاد الاشتراكي و الاتحاد الدستوري، و بعض اباء وأمهات و أعضاء من جمعية آباء وأمهات تلاميذ مدرسة الوفاء .
وخلال هذا اللقاء الإعلامي،الذي عرف نقاشا مهما وجريّئا غير مسبوق في تناول الشأن التعليمي بالإقليم، أماط ” مصطفى النحايلي”، الكاتب الإقليمي للجامعة الوطنية للتعليم FNE، اللثام عن العديد من “التجاوزات ” التي يتخبط فيها القطاع إقليميا جراء ” التدبير الاستفرادي للمديرية وا نعزاليتها عن باقي مكونات المنظومة” .
و جاء في كلمة الكاتب الإقليمي أن مديرية التعليم لجأت لتكليفات دون مراعاة مطابقة تخصص الأساتذة للمواد التي تشكو من الخصاص بمجموعة من المؤسسات بالإقليم وخصوصا بالتعليم الثانوي التي تشكو من خصاص في أطر التدريس، لدرجة أن بعض المواد لم يدرسها التلاميذ لمدة أكثر من شهرين.
و كشف المتحدث ذاته، أن التكليفات التي تباشرها المديرية يطغى عليها طابع المحاباة لجهات معينة، حزبية، نقابية، جمعوية… وما يزكي طرح النقابة هو رفض المديرية منحها المعطيات المتعلقة بتدبيرها للموارد البشرية، بل أكثر من ذلك، سجلت النقابة عودة “الأشباح ” لمديرية تيزنيت، في إطار ما اعتبرته النقابة “صفقات تبادل مصالح، وإظهار الولاء لأطراف حزبية وغيرها” .
و بخصوص المراكز الرياضية ، اعتبر الكاتب الإقليمي ان المذكرة التي أصدرتها المديرية في هذا الشأن إقصائية للطاقات كونها تشرعن لإقصاء أي أستاذ بدعوى عدم وجود إمكانية تعويضه،اضافة الى أنه بعد أن تمت جميع مراحل الانتقاء على علتها، مرورا بالمقابلة الشفوية، لم يتم الإعلان لا على نتائج الانتقاء الأولي، ولا نتائج الانتقاء النهائي، ولم يتم البث في الطعون…
و انتقدت النقابة المهلة التي أعطتها المديرية كأجل لإعداد ملف الترشح للأستاذ المصاحب حيث تم إعطاء أسبوع واحد، اضافة إلى يضيف الكاتب الإقليمي إلى عدم توصل معظم الأساتذة بالمذكرة إلا في اليومين الأخيرين .
واعتبر النقابة أن هذه المذكرة أصدرت على المقاس بهدف انتقاء أساتذة وأستاذات بعينهم، رغم أن المذكرة المنظمة تنص على المزاوجة بين عمل القسم ومهمة المصاحبة، إلا ان المذكرة الإقليمية، وفق الكاتب الإقليمي ، تركت بابا لتدخل منه وتمنح التفرغ للمحظوظين والمنعم عليهم وتبييض الوضعية غير القانونية للأشباح، كما حدث مع الفوج السابق، ودون أن نجد لحصيلة عملهم أي أثر.
وأشار الكاتب الإقليمي أيضا في حديثه ، لأساتذة التربية الدامجة، و أكد على أن الفئة تتحمل العناء وتضاعف المجهودات لتدريس فئة من أبناء الشعب التي تحتاج لرعاية خاصة، و أورد أن بدل تشجيعهم ومساندتهم وتسهيل مهمتهم النبيلة، تجدهم يشتكون التضييق على عملهم وإرهاقهم بإثقال جداول حصصهم، ضدا على منطوق المذكرات التي تنظم عملهم، لدرجة ، يضيف الكاتب الإقليمي ، ان العديد منهم يفكر في طلب الإعفاء من هاته المهمة، والأكثر من ذلك،يضيف المتحدث ، تعمل أطراف داخل المديرية على إقصائهم ككفاءات راكموا تجربة يجب استثمارها وتوسيعها، ليطفو على الواجهة أشخاص لسرقة مجهوداتهم، وتسويقهم على انهم المختصون في هذا النوع من التدريس.
وشدّد ” مصطفى النحايلي ” على أن الوساطة الاجتماعية والفعل الاحتجاجي المكفول دستوريا، وخصوصا للهيئات والمنظمات ومنها النقابات، تسعى المديرية لإقباره، وذلك من خلال لقاءات وحوارات يغلب عليها الطابع الديماغوجي، وأيضا من خلال سلوك أقل ما يقال عنه ، يضيف المتحدث ،انه تحقيري للشركاء الاجتماعيين، عندما يغلق المدير الإقليمي أبواب المديرية على النقابات خلال احتجاجها، على ما هو محلي إقليمي، لكن حين يكون الاحتجاج على الملفات الوطنية تجد باب المديرية مفتوحا، مفارقة وسلوك يفقد النقابات صورتها امام الشغيلة التعليمية، بهدف إضعافها و تنفير هاته الشغيلة من الانخراط في العمل النقابي.
وكشف الكاتب الإقليمي على أن تدبير الشأن التعليمي بالإقليم يطغى عليه الاستفراد والانعزالية عن باقي مكونات المنظومة، بحيث ، يضيف المتحدث ، تحس في بلاغات ومنشورات المديرية بالرغبة الجامحة لإظهار الذات، وتلميع الصورة، شكليا فقط، مما يجعل الكثير من الأساتدة يشعرون بنوع من الانفصام بين الواقع الذي يشتغلون فيه وبين الصورة التي يراد تسويقها عن الوضع التعليمي بالإقليم، ناهيك عن الًأصداء التي تصل الرأي العام حول عدم الانسجام بين رؤساء بعض المصالح والمدير الإقليمي، هذا الصراع الذي يذهب ضحيته نساء ورجال التعليم، والدي يظهر جليا من خلال إقصاء بعض مسؤولي المصالح وتعويضهم بحلقة ضيقة تنفرد بالقرارات الحاسمة، وتستهدف بشططها نساء ورجال التعليم بحس انتقامي في مقابل التودد لاطراف حزبية ولوبيات المال والأعيان .
و أوضح المتحدث ذاته ، أن طلبات اللقاء التي تقدمها النقابات للمدير الإقليمي، تصبح استجداء، تجعل تحقق الاستجابة لها مكسبا في حد ذاته، بحيث في حالة الـــ FNE كنقابة، لم يتم الاستجابة لطلبها الاول إلا بعد قرابة شهر، أما طلبها الثاني فلم يتم إعارته أي اهتمام.
و استغرب الكاتب الإقليمي في معرض كلمته ، التدبير غير المفهوم بعد إحداث مدرسة الفضيلة بمنح الأساتذة تكليفات مؤقتة عوض انتقال من أجل المصلحة على اعتبار أن المديرية قامت بنقل التلاميذ أيضا، وبالتالي وعلى غرار مجموعة من الحالات المشابهة ومنها المدارس الجماعاتية، يتم نقل التلاميذ مع أساتذتهم.
و ختم المتحدث هذه الخروقات بالحديث عن قرار تنقيل المساعد التقني لمدرسة الوفاء التي اشتغل بها لمدة أكثر من 15 سنة إلى مدرسة المستقبل التي تتوفر على مساعد تقني أصلا، خارج الضوابط و المساطر القانونية ، وهي حالة وصفها الكاتب الإقليمي بالإستثنائية و الشاذة و التعسفية حرمت مدرسة الوفاء التي تقع في حي شعبي، من خدمات المساعد التقني الذي يعتبر المخاطب الأول والأخير للأمهات والأباء في ما يخص أمن أطفالهم، والأكثر من ذلك انهم يخططون لتشريده مع أسرته، بإرغامه على إفراغ السكن، واليوم يطالبونه بأداء مبلغ 12000 درهما.
ولفت الكاتب الإقليمي انتباه الحاضرين ، إلى أن فئة المساعدين التقنيين هي الفئة الهشة على مستوى هرمية النظام التعليمي، و أكد أن من بين الحقوق المكفولة لها، الحركة الانتقالية، وبالتالي فالتنقيل خارجها هو تعسف وشطط، .
وشدّد ” النحايلي ” أن نقابة الـــ FNE أخدت على عاتقها التصدي لهذا القرار، و لن تسمح بأن يسجل عليها التاريخ تهاوننا وتقصيرنا في هذا الملف و إلا فالصمت ، يضيف المتحدث ، تعبير على أن النقابة نشرعن لقرارات كارثية .
و مباشرة بعد هذه المداخلة للكاتب الإقليمي للجامعة الوطنية للتعليم FNE ، و التي تحدث فيها عن جملة من الخروقات في ملفات و قضايا تدبير الشأن التربوي التعليمي، اعطيت الكلمة للحاضرين و ممثلي المنابر الإعلامية ، حيث عرفت المداخلات نقاشا عميقا طرح من خلاله المتدخلين جملة من القضايا ،و تخللته شهادات و كلمات لأمهات و آباء في حق المساعد التقني المتضرر من تنقيله من مدرسة الوفاء الى مدرسة المستقبل .
تعليقات