توصلت تيزبريس برسالة استغاثة لكل القوى والضمائر الحية بالمدينة من مكتب المدرسة الحسنية العلمية العتيقة بالمسجد الكبير بتيزنيت، يتحسر ويستنكر فيها ما تتعرض له المدرسة من مخطط خطير وممنهج يروم طمس معالمها ودفن كنوزها. هذا المخطط يتجلى في التهديد بتحويل فصولها الدراسية إلى دكاكين تجارية، وكذا هدم المطعم المدرسي لتوسعة المرافق الصحية التابعة للمسجد الكبير الذي انطلقت أشغال ترميمه منذ منتصف يناير الماضي دون أن نعلم هل فعلا يشتغل المقاول المشرف على تجديد معالمها وفق تراخيص منحت له من طرف السلطات المكلفة بالتعمير تسمح له بكل هذه التوسعات التي يرغب فيها هذا المهندس أم يشتغل فقط وفق أجندة بعض المتربصين بهذه المدرسة من أجل استئصالها بالرغم من العرض التربوي والاجتماعي الذي تقدمه لعدد كبير من الطلبة وفي كلتا الحالتين تبقى هذه المؤسسة معرضة للإقبار وبالتالي طمس أهم معلمة حضارية وتاريخية ودينية وعلمية بالمدينة وينتسب اسمها إلى باني المغرب الحديث ، فبعد أن أصبحت المدرسة بفضل الله وبمجهودات المكتب الحالي للجمعية في دينامكية منقطعة النظير، يتجلى ذلك في الرفع من مستوى جودة الخدمات المقدمة للطلبة وتزيين فضاءها وإحداث مرافق صحية جديدة بها، بعد ما كانت إلى عهد قريب تحتضر،هذا النجاح – تضيف الرسالة – لم يستسغه شخص له ارتباط بالمهندس يعمل بالليل والنهار سعيا وراء إقفال هذه المدرسة إلى الأبــــد ، فمنذ خروجه منها صاغرا لم يترك بابا إلا طرقه ولا جمعا إلا اخترقه وفرقه ولا صندوقا إلا وتولى أمره دون تورع ولا استحياء. لذا نطالب الجهات الوصية والسلطات المحلية بحماية هذه المنارة العلمية والقلعة المتينة الأبية لأنها تسمو عن أن تكون محلا للصراع ومجالا تحكمه الأهواء والطباع. فالمحافظة عليها واجب، وإبعاد هذا الخطر أوجب قبل فوات الأوان ، فأنقذوا هذه المعلمة العلمية العتيقة لأنها تعتبر جزء مهما من ذاكرة هذه المدينة المربية.
عن الجمعية: