تم اليوم الاثنين 11 يونيو 2018 تنصيب السيد محمد جاي منصوري مديرا للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة سوس ماسة، بمقر الأكاديمية، برئاسة السيد يوسف بلقاسمي الكاتب العام للوزارة، وبحضور السيدات والسادة المديرين الاقليميين ومدير المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين لجهة سوس –ماسة ورؤساء الأقسام والمصالح وأعضاء هيئة تنسيق التفتيش الجهوي، وممثلي الهيئات النقابية والتعليم المدرسي الخصوصي.
وفي كلمة له، شكر السيد المهدي الرحيوي، المدير المكلف السابق بالأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة سوس – ماسة، الحضور الوازن والنوعي في حفل تنصيب السيد المدير الجديد للأكاديمية، وعلى تفضل السيد الكاتب العام للوزارة بالإشراف المباشر على تنصيب السيد محمد جاي منصوري مديرا للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة سوس ماسة، بعد الثقة الذي حظي بها من قبل السيد الوزير ومن قبل المجلس الحكومي ليوم الخميس الماضي.
وبسط السيد الرحيوي مسار تدبيره لهاته الأكاديمية للمساهمة بفعالية في إرساء التحول النوعي الذي تعرفه المنظومة التربوية، وفي وضع لبنات وأسس التدبير الجهوي لجهة سوس ماسة منذ فبراير 2016 ، بما تطلبه ذلك من جهد ومثابرة ونكران ذات جماعي بمعية كل مسؤولي القطاع بالجهة من مختلف المواقع والمسؤوليات، وعلى رأسهم السادة المديرون الإقليميون. شاكرا صنيعهم بسابغ التقدير والعرفان.
واستحضر السيد الرحيوي، مسار 28 شهرا من التدبير الجهوي، عكست حجم انتظارات جهة سوس ماسة وشساعتها، تم استيعابها لتأمين الانخراط الجماعي في مسار الإصلاح الذي يتعزز يوما بعد يوم داخل جهة مبادرة بكفاءاتها ورجالاتها ونساءها وشركائها ومحتضنيها، فصارت سوس ماسة مرجعا في مشاريع وطنية ودولية من قبيل: التربية الدامجة والأقسام المشتركة والتعليم الأولي والهندسة المنهاجية والمرصد الجهوي للعنف في الوسط المدرسي والإنصاف في التربية والجودة في التربية غير النظامية ومدرسة الفرصة الثانية ومشروع القرائية من أجل النجاح والمراكز الرياضية والمهارات الحياتية وغيرها من المشاريع.
وشدد السيد الرحيوي على أن لحظة اليوم، لحظة استعادة النفس، نفس جديد لمواصلة الإصلاح، وفق توجهات الرؤية الاستراتيجية، مما يتطلب منا أن نعمل جميعا، كل من موقعه ومسؤوليته، على استنهاض الهمم وتنمية المبادرات وتشجيع التجارب والمشاريع وترصيدها، حتى لانخلف موعدنا مع التاريخ ومع هذا الورش الحيوي والمصيري، ورش إصلاح منظومة التربية والتكوين، مؤكدا على فريق عمل سوس –ماسة ملتزم بالعمل إلى جانب السيد محمد جاي منصوري مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة سوس ماسة في مواصلة المسار، مسار أوراش إصلاح منظومة التربية والتكوين.
أما السيد يوسف بلقاسمي الكاتب العام للوزارة، فتقدم بالتهاني للسيد محمد جاي منصوري على الثقة التي حظي بها على رأس الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة سوس ماسة، متمنيا له كل السداد والتوفيق في هذه المهمة.
وقدم السيد الكاتب العام للوزارة في كلمة حفل التنصيب، المسار المهني للسيد محمد جاي منصوري المدير الجديد، الذي راكم تجربة بالقطاع تناهز 32 سنة، زاوج فيها بين العمل التربوي والممارسة التدبيرية.
واستهل السيد منصوري مشواره المهني بمزاولة مهنة تدريس العلوم الفيزيائية لمدة حوالي 07 سنوات، ليمارس بعد ذلك مهام تنسيق التفتيش الجهوي التخصصي لمدة سنتين.
وأكد السيد الكاتب العام على أن التجربة التي اكتسبها السيد محمد جاي منصوري خلال المرحلة الأولى من مساره المهني، أهلته لولوج مناصب المسؤولية، من خلال تعيينه مديرا إقليميا بإقليم تاونات، حيث زاول هذه المهمة لمدة حوالي 07 سنوات، قبل أن يتم تعيينه مديرا للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة مكناس- تافيلالت سابقا، وهي المهمة التي مارسها لمدة حوالي 03 سنوات، واستمر فيها إلى غاية أن لم يعد لهذه الأكاديمية وجود بعد أن تم دمجها في أكاديمية فاس مكناس، في إطار إرساء التقسيم الجهوي الجديد للمملكة.
والسيد محمد جاي منصوري حاصل على دبلوم المدرسة العليا للأساتذة، ودبلوم مفتش التعليم الثانوي، واستفاد من دورات التكوين المستمر.
وتتطلع الوزارة لأن يعطي تعيين السيد محمد جاي منصوري دينامية جديدة لتدبير شؤون الأكاديمية الجهوية، لجعلها قادرة على مواكبة التحديات المطروحة، وخاصة ما يتعلق بتفعيل الاصلاح المنبثق عن الرؤية الاستراتيجية 2015-2030.
وأثنى السيد الكاتب العام للوزارة على السيد المهدي الرحيوي بقوله: لا تسعنا الكلمات لنوفي السيد المهدي الرحيوي حقه، وعلى كل ما قام به خلال فترة تكليفه بتدبير شؤون الأكاديمية، وهي المهمة التي باشرها بكل مسؤولية وكفاءة عاليتين، بما سمح بتأمين استمرارية العمل على مستوى هاته الأكاديمية في ظروف جد عادية. فله منا كل الشكر والتقدير والثناء على ما بذله من عطاء لخدمة قطاع التربية والتكوين على مستوى هذه الجهة، مما يتعين الحرص على تثمين التجربة التي اكتسبها السيد المهدي الرحيوي خلال هذه الفترة لما فيه خير منظومتنا التربوية ومشروعها الإصلاحي.
وأكد السيد الكاتب العام على أن المرحلة الراهنة تقتضي توفير كل مستلزمات تفعيل وإنجاح أوراش الإصلاح، وهو ما يستلزم، كإجراء محوري، التوفر على مخطط عمل جهوي متكامل ومندمج ومتعدد السنوات، ينطلق من الأهداف الاستراتيجية للاصلاح، ومن مخطط العمل الوطني، ويستحضر الخصوصيات الجهوية والمحلية، مع العمل على ترجمة هذا المخطط الجهوي إلى مخططات عمل إقليمية، وبرامج عمل سنوية، يتم تفعيلها وتتبع وتقييم منجزاتها.
ودعا السيد الكاتب العام للوزارة لبذل المجهودات الضرورية، من منظور التمييز الإيجابي، من أجل تقليص الفوارق بين مختلف الجماعات، وضمان مقعد دراسي لكل بنات وأبناء الجهة البالغين سن التمدرس، والاحتفاظ بهم داخل المؤسسات التعليمية، على الأقل، إلى غاية متم التعليم الالزامي.
وبنفس القدر من الأهمية، يوضح السيد الكاتب العام، يتعين إيلاء الاهتمام للجوانب التربوية، حتى نتمكن من تعميم تعليم بمواصفات الجودة لفائدة بنات وأبناء الجهة.
كما تقتضي المرحلة مواصلة تعزيز قدرات الريادة والقدرات التدبيرية على المستوى الجهوي والمستويات الاقليمية والمحلية، من أجل ضمان تأطير ومواكبة وتتبع فعال لتنزيل أوراش الإصلاح.
وفي ختام كلمته، أكد السيد الكاتب العام للوزارة، على أن كسب تحديات الاصلاح تتطلب تظافر جهود جميع الفاعلين والشركاء على صعيد هذه الجهة، لأننا مدعوون جميعا، كل من موقعه، لتوفير شروط ومقومات التعبئة الوطنية والانخراط المكثف، لتسريع وتيرة الانجاز، طبقا لأهداف الرؤية الاستراتيجية، وانتظارات صاحب الجلالة من المنظومة وتطلعات ساكنة الجهة.
وأهاب السيد الكاتب العام للوزارة بالجميع تقديم كافة أنواع الدعم الممكنة لتيسير مهمة السيد محمد جاي منصوري، وتمكينه من بلورة المشروع الجهوي لتجسيد الاصلاح عل صعيد الجهة.
أما السيد محمد جاي منصوري، المدير الجديد للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة سوس ماسة، فعبر عن سعادته واعتزازه بتجديد الثقة من قبل السيد وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي لتقلد مهمة مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة سوس ماسة، وهو الاقتراح الذي حظي بمصادقة مجلس الحكومة المنعقد يوم الخميس 07 يونيو 2018، شاكرا السيد الوزير ولجميع أعضاء حكومة صاحب الجلالة، وعلى رأسهم السيد رئيس الحكومة.
وأشار السيد مدير الأكاديمية أن سعادته بالثقة الغالية لا يوازيها إلا رغبته القوية وعزيمته للنهوض والارتقاء بقطاع التربية والتكوين بهذه الجهة العزيزة من وطننا الحبيب تماشيا مع التوجيهات الملكية السامية المتضمنة في الخطاب الملكي السامي لـ20 شغت بمناسبة تخليد ذكرى ثورة الملك والشعب، وانسجاما مع المرتكزات الواردة في البرنامج الحكومي 2017/2021، الذي يرتكز على ثلاثة محاور أساسية، أولها تحقيق الانصاف وتكافؤ الفرص في ولوج التربية والتكوين، وثانيها تطوير النموذج البيداغوجي وتحسين جودة التربية والتكوين، وثالثها تحسين حكامة منظومة التربية والتكوين تحقيق التعبئة المجتمعية.
ووعد السيد المدير على أن هاته المرتكزات سيتم تفعيلها ميدانيا من خلال أجرأة مشاريع الرؤية الاستراتيجية 2015/2030، وتنفيذ مخطط الوزارة في المجالين الاستراتيجي والتنظيمي ومجال المؤسسة التعليمية.
واعتبر السيد المدير أن المؤشرات التربوية بهذه الجهة تبدو مطمئنة، ولا تبتعد كثيرا عن المعدلات الوطنية في جزء كبير منها، إلا أنها في حاجة إلى التطوير والتحسين، خاصة ما يتعلق بالارتقاء بالتعليم الأولي، والتعليم الخصوصي، وتحسين مؤشر التكرار والانقطاع.
وخلص أن التحدي كبير والرهانات قوية على مستوى الجهة، والمتأمل لها يستشعر جسامة المسؤولية لرفع التحدي وربح الرهان، لكن الكفاءات المتوفرة سواء بالأكاديمية، والتي وقفت على جزء منها، أو بالمديريات الاقليمية لمن شأنها أن تساهم في تذليل الصعاب والتغلب على المعيقات، وذلك من خلال تبني حكامة تدبيرية تقوم على التواصل الفعال والتعبئة وربط صرف الميزانية بأهداف واضحة تفضي إلى تعاقد بين مختلف مستويات التدبير على المستوى الجهوي، وهو ما سيشكل منطلقا لبناء مخطط جهوي متعدد السنوات يأخذ بعين الاعتبار تدارك أوجه القصور التي تم تسجيلها من خلال الدراسة التشخيصية، بهدف تطوير منظومة التربية والتكوين بالجهة.
تعليقات