السيد الرئيس المحترم ؛
تحية الاحترام والتقدير ، وبعد من قلب مدينة تافراوت ،نوجه اليكم هذه الصرخة المعبرة عن تساؤلات وتطلعات ساكنة” ادرار” متسائلين معها ، في نفس الوقت متى ستهب رياح الزلزال الشمالي على مناطق” ادرار ” المنسية ؟
السيد الرئيس، لا شك انكم على علم بالمشروع الفلاحي الهام بهضبة ” اداداس” بجماعة تاسريرت دائرة تافراوت إقليم تيزنيت ، ذلك المشروع الفلاحي الضخم ، ثمرة الاتفاقية الهامة بين المملكة المغربية ودولة قطر والذي يندرج في إطار البرنامج العام لتنمية المراعي وتنظيم الترحال بالجنوب ، والممول بهبة قطرية تقدر بالملايير.
السيد الرئيس ، إن الملابسات المحيطة بعملية تنزيل هذا المشروع والتعثر الخطير المصاحب لتنفيذ مراحله ، بعد مرور أكثر من ثلات سنوات على توقيع الاتفاقية المذكورة ، يستدعي اطلالة من قضاة مجلسكم الموقر لإجراء افتحاص دقيق يشفي غليل الساكنة ويلقي الاضواء على ما شابه من خروقات وما اعتراه من اختلالات ويجيب بالتالي على التساؤلات التالية :
1) – كيف تم القفز على الإجراءات والمساطير المعمول بها أثناء البداية في تنزيل هذا النوع من المشاريع ؟
– 2) لماذا لم تقم المديرية الاقليمية للفلاحة بتزنيت بإخبار السلطات المحلية والجمعاتية المعنية بالمشروع وفي مقدمتها دائرة تافراوت وقيادةاملن والمجلس الجماعي لتاسريرت، خاصة وأن منطقة أداداس ،الحاضنة للمشروع ،تقع تحت نفوذها الترابي .
– 3) كيف تم ضرب القوانين الجاري بها العمل عرض الحائط وذلك بعدم إشعار ذوي الحقوق والمالكين للأراضي بمنطقة أداداس سواء عن طريق نشر إعلانات أو بيانات بمقر الجماعات المحلية او بواسطة الوسائل الاعلامية الأخرى المعمول بها ؟
– 4) ثم لماذا تم الشروع في تسطير الحدود ورسم مواقع الأراضي المدرجة في المحمية الرعوية في غياب ذوي الحقوق المعنيين ؟
– 5 ) من هم الأشخاص ، او الجهات التي كانت وراء توجيه المديرية الإقليمية ، اثناء عملية تسطير الاراضي ، مستغلة بذلك اليافطة الإدارية لوزارة الفلاحة كذريعة للترامي على املاك الغير .
– 6 ) هل تم فعلا إنجاز محضر قانوني لهذه العملية الخطيرة ، وإذا كان الأمر كذلك ، فمن هي الجهات والأطراف الحاضرة والموقعة .؟
— 7 ) ثم ما هي المقاييس التي تم اعتمادها للفرز بين الاراضي التي صنفت بكونها رعوية وتلك التي اعتبرت فلاحية ومع ذلك ادرجت ضمن المحمية الرعوية ! وما هو السر الكامن وراء إقصائها من المحمية ،بعد مرور مدة ليست بالقصيرة على انطلاق المشروع، وبعد أن احتسبت نسبتها كأساس لتوزيع أطنان من الشعير على المقربين !؟
– 8 ) أليس ذلك نتيجة طبيعية للعلاقات المشبوهة بين ممثلي المديرية الإقليمية للفلاحة بتزنيت وبعض المنتخبين الفاسدين ، بالمجلس الجماعي لتاسريرت ،تلك العلاقات التي غدت المحسوبية والزبوبية في توزيع الأعلاف وتسليم المعدات الفلاحية وتحديد نسبة الاراضي الخاصة بكل دوار من دواوير تاسريرت .
السيد الرئيس ،إننا نعرض عليكم هذه التساؤلات لأنها طرحت نفسها بشكل حاد،خصوصا وان المشروع لا يزال يراوح مكانه بعد انقضاء المدة الزمنية المحددة للإنجاز ؛
فلا شيء على ارضية الواقع : لا مقاطع طرقية ، لا ألواح الطاقة الشمسية ؛ وحتى النقط المائية التي طبل وزمر لها خلال اللقاء التواصلي بتاسريرت أصبحت في خبر كان .
أما سيارة الإسعاف وحافلة النقل المدرسي وحاوية المياه المخصصة للرحل ، فقد تركت تتآكل تقادما في سوق جماعة تاسريرت ؛
وبخصوص حكاية التعاونية الفلاحية الموعودة ، فلا زالت رهينة المضاربات الدائرة أطوارها بين النوادي والمنتجعات السياحية بأكادير ومقاهي العاصمة الرباط .
والنتيجة المأساوية لمشروع ضخم رصدت له الملايير ، سيدي الرئيس ، هي :
خلاء وقفار وساكنة مغلوبة على أمرها تعاني من ويلات الحروب في مواجهة “إجاكان”او الرعاة الرحل الذين بشروا بالجنة على أرض أداداس القاحلة .
لهذا ، السيد الرئيس ، وتماشيا مع روح توصيات التقرير الأخير للمجلس الأعلى للحسابات ، والتي ينبغي أن يمتد تأثيرها إلى كل ربوع المملكة ، وحتى لا تسير عجلة النهضة التنموية المغربية بوتيرتين ، واحدة تدفع إلى الأمام والثانية ترتد إلى الوراء ، نلتمس منكم إيفاد قضاة مجلسكم الموقر للتحقيق في كل الاختلالات التي سبق ذكرها والكشف عن الأسباب الحقيقية الكامنة وراء تعثر هذا المشروع الهام الذي علقت عليها ساكنة “أدرار” كل الآمال .
ودمتم في خدمة الصالح العام ، والسلام .
تعليقات