بحلول رمضان 1438 (2017) تكون مؤسسة الشعبي للأعمال الاجتماعية قد أكملت عقدا زمنيا من تقديم 1000 حصة سنويا (بقيمة إجمالية تقدر ب 20 مليون سنتيم سنويا ) من المساعدات الرمضانية لفائدة فقراء مدينة تيزنيت . هذه المساعدات التي تم الشروع في تخصيص حصة منها لمدينة تيزنيت بمناسبة رمضان 1429 (2008) بأمر من المرحوم ميلود الشعبي .وقد تساءل العديد من المتتبعين في ذلك الحين وما يزالون يتساءلون عن طبيعة العلاقة التي تجمع بين ميلود الشعبي رحمه الله و مدينة تيزنيت ، خاصة وأن هذه المساعدات ليست معممة على كل المدن المغربية ، كما أن شركات ميلود الشعبي ليس لها أي تواجد بتراب إقليم تيزنيت .
الحقيقة تكمن في أن فضل هذه العملية الإحسانية يرجع إلى روح الفقيد المرحوم المقاوم والقيادي الاتحادي الحاج الحبيب الفرقاني التي جمعت بمناسبة الجنازة المقامة للمرحوم يوم السبت 23 غشت 2008 بمقبرة الشهداء بالدار البيضاء كلا من الحاج عبد الله مصدق و الحاج ميلود الشعبي والأستاذ عبد اللطيف أوعمو . و نظرا لكون الجنازة أقيمت أسبوعا قبل بداية رمضان 1429 (فاتح سبتمبر 2008) بادر الحاج عبد الله مصدق ، بحكم العلاقات التاريخية التي تربطه بالحاج ميلود الشعبي ، ليستفسره عن إمكانية إدراج تيزنيت ضمن البرامج الإجتماعية لمؤسسة الشعبي .
فكان رد الحاج ميلود الشعبي رحمه الله أن مؤسسته تقوم بعملية بمناسبة رمضان سيعمل على تخصيص 1000 حصة لتيزنيت . بعدها اتفق كل من الحاج عبد الله مصدق مع الأستاذ أوعمو على تخصيص الثلث لأولاد جرار والثلثين لمدينة تيزنيت . وهكذا كان ، فبعد أسبوع من جنازة المرحوم بالله المقاوم والقيادي الاتحادي الحاج الحبيب الفرقاني حلت بمدينة تيزنيت شاحنتان من الحجم الكبير تابعتان لمؤسسة ميلود الشعبي محملتان بألف حصة من المساعدات الغذائية . فطرح مند الوهلة الأولى مشكل تخزين هذه المواد إلى غاية تبليغها لمستحقيها ، فوضعت البلدية مخازنها الحديثة الإنجاز بالمستودع البلدي الجديد بطريق دوتركا لحل هذا المشكل . فبعد التفريغ مباشرة تم شحن وتوجيه حوالي ثلث الحصص إلى أولاد جرار ، فيما تم توزيع الحصص الباقية على أعوان البلدية والإنعاش الوطني وفقراء المدينة المقترحين من طرف جمعيات الأحياء الذين لم يستفيدوا من دعم مؤسسة محمد الخامس ، وكان ذلك تحت إشراف جمعية الأعمال الاجتماعية لموظفي ومستخدمي بلدية تيزنيت و بتنسيق مع السلطة المحلية وأعوانها . و بمناسبة رمضان 1430 (2009) ، الذي حل بعد انتخابات يونيو 2009 وظهور وجوه جديدة بجماعة تيزنيت ، أرسلت من جديد مؤسسة ميلود الشعبي نفس حصة السنة التي سبقتها إلى المدينة ، فبعدما طرحت حصة أولاد جرار اختلط الأمر على الملتحقين الجدد بالجماعة معتبرين(ات) أن هذه المساعدات عبارة عن هبة لفائدة جماعة تيزنيت ، وهو ما دفع بهم (ن) إلى تولي توزيعها بشكل مباشر .
مما أثار حفيظة المعارضة آن ذاك ( الأغلبية في يومنا ) متسائلة خلال دورات المجلس عن قبول الجماعة لهبة لم تكن موضوع مداولات للمجلس. أمام هذا الصخب وسوء الفهم تنازل الحاج عبد الله مصدق عن الثلث الذي تم الاتفاق على تخصيصه لأولاد جرار وعوض ذلك بتمويل حصص من ماله الخاص في حدود ما تسمح به قدرته المالية لفائدة بعض المعوزين من أولاد جرار . كما عرفت عملية التوزيع اصطدامات واتهامات لم تكن في الحسبان ، اضطر من تولى عملية التوزيع على صعيد المدينة بعد تهميش جمعية الأعمال الإجتماعية لموظفي بلدية تيزنيت إلى الرجوع خلال رمضان 1431 (2010) إلى الصيغة التشاركية الأولى عن طريق تكليف جمعية الأعمال الاجتماعية لموظفي بلدية تيزنيت بتسلم هذه المساعدات وتوزيعها على أعوان البلدية الرسميين والمياومين وكذا أعوان الإنعاش الوطني التابعين للعمالة العاملين بمدينة تيزنيت بالإضافة إلى توزيعها على جمعيات الأحياء بالمدينة بتنسيق مع القسم الاجتماعي التابع للبلدية ، فيما بقي دور الجماعة مقتصرا على توفير اللوجستيك كما تحول محل التخزين المؤقت من المستودع البلدي إلى بهو مستودع ملعب المسيرة لكرة القدم منذ ذلك التاريخ . لقد كان لهذه العملية ، خاصة في صيغتها التشاركية ، آثارا إيجابية مباشرة وغير مباشرة على تطور العمل الإجتماعي والإحساني بالمدينة والذي كان مقتصرا على ما تقوم به الخيرية الإسلامية بتيزنيت برئاسة الحاج عبد الله مصدق إلى غاية 2003 (تاريخ الانقلاب على الشرعية بهذه المؤسسة العريقة) ، وما تقوم به مؤسسة محمد الخامس (حوالي 350 حصة سنوية) ، أو ما يقوم به بعض تجار الدين لأغراض سياسية ، غالبا بطرق سرية وأحيانا بشكل علني لدر الرماد في العيون .
لكن منذ 2008 و بفضل مساعدات مؤسسة ميلود الشعبي لتيزنيت حدثت التطورات التالية :
– تلبية طلبات الحالات الإجتماعية التي لم تتمكن السلطات المحلية من إضافتها للإستفادة من مؤسسة محمد الخامس نظرا لمحدودية العدد المخصص لجماعة تيزنيت
– استفادة كافة أعوان البلدية وأعوان الإنعاش الوطني من دعم اجتماعي هم في أمس الحاجة له نظرا لمحدودية دخلهم
– تحويل البلدية المساعدات التي كانت تخصصها للأعوان بمناسبة رمضان إلى دعم دار الطالب والمدرستين العتيقتين بالمدينة وكذا دعم وتطوير الإفطار الجماعي ببهو ضريح سيدي عبد الرحمان بدعم من الفعاليات الإقتصادية بالمدينة . استفادة معدل 250 إفطار في عين المكان ومثل ذلك العدد محمول emporté / .
– ظهور عمليات إفطار جماعي أخرى بعدة نقط من المدينة – مبادرة عدة فعاليات اقتصادية بالمدينة على تخصيص حصص رمضانية محاكاة لمؤسسة الشعبي سواء على صعيد المدينة أو على مستوى الجماعات القروية
– مبادرة جمعيات الأحياء المشاركة في عملية توزيع حصص مؤسسة الشعبي إلى القيام بعملية تشخيص الحالات الإجتماعية القاطنة على مستوى الحي الذي تشرف عليه الجمعية وتطوير اهتمامها بالعمل الإجتماعي بمناسبة رمضان وخارج رمضان
– مساهمة جمعيات الأحياء في البحث عن موارد إضافية للرفع من عدد الحصص التي توزعها على مستوى الحي بعدما تبين لها عدم كفاية حصتها من مؤسسة الشعبي لتغطية كل الحالات الاجتماعية المستحقة على مستوى الحي.
ماذا حدث منذ رمضان 1438 (2016) ؟
رجعت حليمة إلى عادتها القديمة ، وذلك عن طريق :
– تهميش جمعية الأعمال الاجتماعية في عملية الأشراف على العملية من بدايتها إلى نهايتها.
– طغيان تدخل إدارة الجماعة و مسؤوليها المنتخبين في العملية وهذا ما يطرح من جديد علاقة الجماعة بالعملية ومسألة قبول هبة والتصرف فيها بدون مداولات المجلس وقبوله لها ، كما يسائل السلطات المحلية والإقليمية بشأن دورها الرقابي فيما يتعلق باحترام القوانين الجاري بها العمل و صيانة الجماعة من كل استغلال يضرب مصداقية المرفق العام
– تقليص حصة الأعوان الرسميين والمياومين وعمال الإنعاش من حصة كاملة إلى عونين في حصة واحدة. – تراجع العمل التشاركي مع المجتمع المدني ، مما دفع عدة جمعيات لمقاطعة هذه العملية بعد تسجيل المحسوبية والزبونية وتفضيل جمعيات “محظوظة” على حساب أخرى رغم تواجد هذه الأخيرة بأحياء أكثر هشاشة.
– مطالبة المستفيدين (ات) من تقديم معلومات خاصة واستغلال هذه المعلومات والبيانات لأغراض انتخابوية.
– انقطاع بعض حالات الإفطار الجماعي المهمة بالمدينة ، شارع بئر انزران نموذجا (طريق كلميم). – ظهور بوادر استحواذ طيف سياسي على العملية من خلال تسلل أدرعه الجمعوية والدعوية بقوة إلى لائحة الجمعيات المستحوذة على نصيب الذئب من هذه المساعدات وتوجيها بشكل انتقائي إلى فئات معينة من ساكنة الجماعة. ما العمل ؟
– إرجاع الأمور إلى نصابها من خلال : – تمكين كافة الأعوان الذين يكابدون طيلة السنة في الحر والشتاء ، خدمة لساكنة المدينة نظافة وتطهيرا وبستنة وحراسة و صيانة مختلف التجهيزات الجماعية بالمدينة سواء التابعين للبلدية أو التابعين للإنعاش.
– تكليف جمعية الأعمال الإجتماعية لموظفي ومستخدمي بلدية تيزنيت بهذه العملية.
– إشراك كافة جمعيات الأحياء في هذه العملية وتأطيرها لأجل القيام بتشخيص موضوعي للحالات الإجتماعية وبشكل متجدد على مستوى الحي . – تخصيص الجماعة لدعم كافي لأجل تمكين الجمعيات العاملة في العمل الإجتماعي المؤسساتي لأجل الإضطلاع بدورها في رعاية الفئات الإجتماعية التي تختص فيها : دوي الإحتياجات الخاصة ، يتامى ، أطفال متخلى عنهم ، أطفال الشوارع ، مسنون ، المشردون …
وفي الختام نسأل الله أن يتقبل من دوي النيات الحسنة الذين بادروا وعملوا على تمكين المحتاجين من هذه المساعدات في كل شهر من أشهر رمضان طيلة العشر سنوات الماضية ، ونخص بالدعاء صاحب المؤسسة الحاج ميلود الشعبي الذي نرجوها له صدقة جارية يدركه مفعولها الخير في قبره وتفتح له أبواب الجنة ، كما نخص بالدعاء من كان سببا في استفادة فقراء مدينة تيزنيت من هذه المساعدات المرحوم المقاوم والقيادي الاتحادي الحاج الحبيب الفرقاني ، اللهم جدد عليه الرحمات وهو الذي خدم ودافع عن مستضعفي الأمة وهو على قيد الحياة و تستمر روحه وهو في الدار الآخرة على جلب المنافع لهم ، اللهم ارحم كل من سعى في هذا العمل الخيري من قريب أو من بعيد وشتت شمل كل من يعمل على استغلاله في غير ما نذر له وه بذلك يسعى إلى خلق أسباب انقطاعه . آمين يا رب العالمين.
نوح اعراب
Faut pas suprimer les commentaires puisque vous etes democrat