الجمعة 15 نوفمبر 2024| آخر تحديث 11:48 03/27



تيزنيت : تجربة غرس شجرة ” Moringa Oleifera” ببعض المؤسسات التعليمية تحت إشراف خبيرة فرنسية

تيزنيت : تجربة غرس شجرة ” Moringa Oleifera”  ببعض المؤسسات التعليمية تحت إشراف خبيرة فرنسية

تزامنا مع الاحتفال باليوم العالمي للغابة، وبعد مرحلة تجريبية أولية لغرس بذور ” المورينكا اوليفيرا” الهندية الاصل Moringa Oleifera خلال شهر مارس من السنة الماضية في ثلاث مؤسسات تعليمية بتيزنيت في فضاءات بيئية وجغرافية متنوعة في كل من مجموعة مدارس ابن الهيثم بجماعة اكلو و مدرسة أنونعدو التابعة لمجموعة مدارس النخيل بوجان ومدرسة المختار السوسي بمدينة تيزنيت، حلت المتطوعة الفرنسية خبيرة النباتات السيدة ناتاشا لينيلو بمعية مساعدها الفرنسي المختص في مجال البستنة السيد جون باسكال اندري لابوركاد، صباح يوم السبت 25 مارس 2017 بمدرسة المختار السوسي بتيزنيت، لتفقد مشروع غرس نبتة المورينكا والاطلاع على وضعية نموها بفضاء المدرسة . وقد أبدت سعادتها لما لاحظته من رعاية كبيرة للمشروع وعناية من لدن كل مكونات المؤسسة التربوية )ادارة واساتذة ومساعد تقني ومتعلمين( مكنت من إنجاح التجربة والحصول على شجيرات الموينكا كاملة النمو وباغصان يانعة وثمار ناضجة.
وبمشاركة مجموعة من متعلمي المستوى الخامس ابتدائي، قامت السيدة ناتاشا بمعية مساعدها بتجريب عملية جديدة للتشجير من خلال تقطيع بعض أغصان شجرة المورينغا ووضعها في حوامل مصنوعة من الكرطون وملئها بالأتربة المخصبة وسقيها من اجل غرسها من جديد لتمكين الشجرة من التكاثر وهي مايطلق عليها بعملية الافتسال ” Le bouturage “.
وتتمثل هذه العملية في أخذ جذع من أعضاء الجهاز الخضري للنبتة ويكون حاملا لبرعم ثم ردمه في التربة، وبعد فترة تخرج من هذا الغصن جذور وتنمو البراعم لتتفرع إلى فروع جديد. وهي طريقة سريعة مستعملة من بين عدة طرق تمكن من مساعدة النباتات على التكاثر بدون استعمال البذور والحصول على نبات جديد انطلاقا من أحد أجزاء النبتة الأم كالساق أو الجذر أو البرعم أوالأوراق، ويسمى هذا التكاثر أيضا بالتكاثر الخضري أو التكاثر اللاجنسي. وهو الطريقة الأساسية والسريعة لاكثار العديد من السلالات النباتية الممتازة التي يرغب في المحافظة عليها دون تغيرفي صفاتها . وتختلف الطرق المستعملة باختلاف العضو المستعمل للتكاثر، أهمها: الافتسال والترقيد والتطعيم. وتتمثل عملية الترقيد في ثني فرع نامي من النبات الأم إلى الأرض وهو ما زال متصلا بها. ويستمر النبات في نموه معتمدا في غذائه على النبات الأم، ثم يفصل الفرع عن النبات الأم بعد تكوين الجذور ليكون نباتا مستقلا، ويجري ذلك عادة في أوائل فصل الربيع، أما التطعيم، فيتمثل في نقل بُرعم أو غصن حامل لبراعم يدعى الطعم من النبات الذي نرغب في تكاثره، إلى نبات مغروس يعرف بالحامل. ويشترط لنجاح عملية التطعيم أن ينتمي الطعم والحامل إلى نوع واحد أو إلى أنواع متقاربة من النباتات.
وفي حصة الزوال، كان فوج اخر من تلامذة النادي البيئي بالمؤسسة على موعد مع ورشة بيئية أطرتها الخبيرة الفرنسية ومساعدها المتخصص في البستنة بإحدى القاعات الدراسية، عبارة عن عرض نظري بالصور حول أهمية الغطاء النباتي في محاربة التصحر وانجراف التربة، إضافة إلى تقديم فوائد شجرة المورينغا من الناحية الغذائية والطبية والعلاجية والبيئية لصالح الإنسان والحيوان والنبات المغروس بجوارها . كما كانت مناسبة لتنظيم مسابقة في الرسم بين التلاميذ حول شجرة المورينغا العجيبة وفوائدها المتعددة .
يشار إلى أن “المورينغا أوليفيرا” نوع من الاشجار الصغيرة التي قد يصل طولها الى 10 امتار وهي من أسرة Moringaceae، موطنه شمال الهند، لكنه اصبح يتلاءم مع جميع المناطق والمناخات، سواء كانت جافة او رطبة او شبه استوائية وحتى المناطق الصحراوية، لانه يحتوي على جذر درني يسمح له البقاء بدون ماء لعدة أشهر. وهذا النوع من الأشجار يساهم في الحفاظ على البيئة ويحارب التصحر ، وهو سريع النمو قد يصل طوله 1 متر في الشهر، أوراقه ذات قيمة غذائية عالية غنية بالفيتامينات والمعادن والبوتاسيوم والكالسيوم والمغنيسيوم والحديد والأحماض الامينية وثماره تؤكل طازجة او معلبة ويصنع منها زيوت نباتية طبية وغذائية، إضافة الى استعمالها الطبي في العلاج.
وتجدير بالذكر أن غرس شجرة المورينغا اوليفيرا بالمؤسسات التعليمية يدخل في اطار المشروع البيئي الذي تشرف عليه الباحثة الفرنسية ناتاشا لينيلو في العديد من الدول والمناطق، ويدخل حاليا بإقليم تيزنيت في مرحلة التجريب الأولى , ويمتد على عدة مراحل . ومن المرتقب أن يتطور هذا المشروع في مرحلة ثانية الى تعاون تربوي بين مؤسسات تعليمية مغربية وفرنسية في مجال التراسل البريدي حول المشاريع البيئية الموجودة بكل مؤسسة وتقاسمها بهدف تبادل التجارب واغناء الرصيد اللغوي للتلاميذ في اللغة الفرنسية. فيما يتم في مرحلة ثالثة انفتاح المشروع على الكفاءات المحلية المهتمة بالفلاحة وغرس الاشجار المثمرة بمختلف المناطق القروية بالاقليم وتشجيعهم على تعميم التجربة. وتبقى المرحلة الرابعة اخر مرحلة للمشروع يتم خلاله توسيعه افقيا إلى أقاليم اخرى بالجهة وبجهات أخرى كاقليم زاكورة على سبيل المثال، لتجريبه في مجال محاربة التصحر.







تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.