الخميس 14 نوفمبر 2024| آخر تحديث 8:34 10/19



الوافد الجديد بين حزب الوردة وحزب السلطة

 

عبد الله القصطلاني *

نادرة هي اليوم جرأة النخب السياسية في الاعلان الواضح لدعم المسار الديموقراطي ولو من بوابة المعارضة فالوافد الجديد المحتمل لتسيير حزب الوردة ( كما أعلن عن ذلك لاعتقاده أن فيه من المواصفات التي تؤهله لقيادة حزب عبد الرحيم  بوعبيد حيث قال في تصريح صحفي ” أعد الجميع بأنني سأعلن ترشيحي للكتابة الأولى للحزب في الأيام القليلة المقبلة”. هذا الشخص بالنظر عن إمكانياته ومستواه لقيادة الحزب نجح في إضفاء المخزنة على بروفايل حزب عبد الرحيم بوعبيد دون أن ينصاع له بقية الاتحاديين الشرفاء الرافضين للتخندق والاصطفاف مع مناهضي الاصلاح والتغيير مهندسي إفساد العملية السياسية برمتها وبعد أن تم استوزاره مع توقيعه شيك على بياض بعدم الاقتراب من العدالة والتنمية بعد أن كانت محاولاته التكتيكية والتي جعل من حزب المصباح خلالها فزاعة رفعت لمرة واحدة تجاه مهندس حزب السلطة ليلتقط الرسالة ويفهمها بسرعة البرق ليتم ارضاء مرسلها بمنحه كرسي الاستوزار فهل على مثل هذه النخب نعول؟؟  لكن الذي يمكن استنتاجه أن أفكار مناضلين تبوأوا مكان القيادة لحزب القوات الشعبية لفترة من الزمن انصهرت أفكارهم مع أفكار حزب السلطة الذي طالما اعتبره الاتحاديون حزب ممخزن ( لم يأت من رحم الشعب ) فكيف يعقل أن يصف ادريس  لشكر مهندس حزب السلطة بالوافد الجديد ليعود بعد الربيع الشعبي الديمقراطي وبعد خروجه من الحكومة ومواراة المهندس خلف الكواليس ليعلن أن لا شيء يمنع من  التقارب ما بين مكونات المعارضة ( الاتحاد و البام ) معتبرا أي انتقاد لهذا التقارب بين حزب القوات الشعبية بزخمه النضالي وتضحيات مناضليه وشهدائه مع حزب ولد وفي فمه ملعقة من ذهب مستفيدا من الدوباج ولم يراع المناضل الاتحادي لشكر أنه كان من المعارضين لأي شكل من التقارب كيفما كانت ظروفه إلا ان تاكتيكات القيادة وحسابات لشكر فضل معها إعادة ترتيب الاوراق تجاه ” العدو” الهدف الواحد الذي حقق ويحقق نجاحات تلو الاخرى ليتوعد حكومة بنكيران بدخول سياسي ساخن وهو ما ننتظره بشغف كبير لتتضح معالم سياسة المعارضة تجاه البرنامج الحكومي ( على الاقل فيما يتعلق بالقانون المالي والمخطط التشريعي ) لكن التساؤل الذي يبقى مطروحا هل سيقبل الاتحاديون بالوافد الجديد ( عراب التقارب بين الاتحاد الاشتراكي وحزب المخزن ) لقيادة حزب القوات الشعبية ؟؟ على أية حال نتمنى للاخوة في الاتحاد الاشتراكي نجاحا في محطتهم النضالية الوطنية آملين أن يكون لتيار المحافظة على مبادئ الحزب الكلمة القوية والمسموعة لفرملة نخب فشلت في تدبير الشأن العام من خلال موقع كراسي الحكومة لتجبر مكرهة على العودة والالتفات للبيت الداخلي الاتحادي من أجل إعادة ترميمه وبعث الروح النضالية فيه استعدادا للاستحقاقات المقبلة.  

[email protected] 

ّ* كاتب و صحفي