تعيش مدينة تيزنيت هده الأيام فوضى غير مسبوقة، حيث غاب رجال الأمن ورجال القوات المساعدة والمخازنية العاملين بالملحقات الإدارية من شوارع المدينة، ولم تعد هناك دوريات لتنظيم الباعة المتجولين، كما تم توقيف الحملات التي كان يقودها رؤساء الملحقات الإدارية، التي كانت تعمل على تحرير الشوارع الرئيسية والأزقة المحيطة بأسواق المدينة وأمام المساجد من الباعة المتجولين.
وأصبحت هذه الظاهرة تزداد يوما بعد ويزداد معها عدد تجار الرصيف و صارت تلقى نوعا من التثبيت ،من قبل من يتعاطونها،والذين من بينهم باعة متجولون يستحوذون على أماكن متعددة في نفس الشارع، يعرضون فيها سلعهم المختلفة ، وخصوصا بعد انتشار خبر تخصيص جماعة تيزنيت لأمكنة داخل السوق الجماعي الجديد المحادي لسوق الخميس من أجل تثبيت هؤلاء الباعة .
ومعظم هؤلاء الباعة الجدد الذين يزدادون يوما بعد يوما يرغبون بدورهم في الحصول على مربع داخل السوق الجديد مما دفع بالعديد منهم إلى اللجوء لهذا النوع من التجارة على الرصيف لعله يحظى بمحل بدون مقابل .
هذا الوضع حول شوارع وأزقة المدينة هذه الأيام إلى “سويقات” للخصر والفواكه والملابس بإستعمال العربات بمختلف أنواعها، مما نتج عنه احتلال شبه تام لمختلف الساحات المتواجد بالقرب من المساجد وساحة المشور والسوق البلدي وأمام مقر الصناعة التقليدية وبالقرب من سرية الدرك الملكي والطريق المؤدية إلى مقر إقامة عامل اﻻقليم ..حيث خلق هذا الوضع نوعا من اﻻختناق المروري لدى أصحاب السيارات وكذا الراجلين.
وبهذا فتحت تجارة الرصيف شهية لدى مجموعة الأشخاص الذين يقومون باحتلال بعض اﻻماكن في اطار هذه الفوصى ، ومن هؤلاء ميسورون يحولون بعض الأرصفة و جنبات الطرق بالمدينة إلى بقرة حلوب تدر عليهم أموالا باهضة وهي خالصة من الضرائب والمرابحات وغيرها من الواجبات التي تثقل كاهل أصحاب المحلات الذين صاروا بهذا المنطق الشاذ عرضة للإفلاس.
كما أن بعض أصحاب المحلات التجارية وجدوا في هذه الظاهرة مؤخرا مصدرا لربح المال الرخيص عن طريق «كراء» بمبالغ مختلفة الأماكن للباعة المتجولين أمام محلاتهم التي تعرف استفحالا للظاهرة.
فصاحب محل تجاري بأحد أزقة تيزنيت قام بكراء فضاء أمام محله لأحد الباعة وعن جوابه عن سؤال لموقع” تيزبريس” حول اقدامه بفعله هذا على تشجيع هذه الظاهرة التي ما فتئ التجار يطالبون من المجلس الجماعي والسلطات محاربتها، أجاب بالحرف : ” أَوْدِي هَاذْ شِي شْفْنَا السُلُطَات وَالمجلس مَا قَادِين إيحَرْبُو هَاذْ لْوِيلْ.. اللهم نْكْرِيوها ..غادي افرشو فيها غادي افرشو فيها.. اللهم ندخلو فيها شويا ديال الرزيق”.
وللوقوف على هذه الفوضى من احتلال الأرصفة والساحات والفضاءات العمومية ، نقل موقع ” تيزبريس ” حيثيات هذا الموضوع إلى احد الباعة وعضو التنسيقية المحلية للباعة المتجولين بـتيزنيت حيت قال في تصريح للموقع أنه ضد استغلال غير القانوني للملك العمومي و طالب خلال تصريحه بضرورة العمل على تثبيت الباعة الجائلين بمكان خاص ، الأمر الذي سيمكنهم من خلق ظروف أفضل لممارسة الأنشطة التجارية،وانتقد ذات المتحدث المجلس الجماعي و معه السلطات المحلية بالمدينة في عجزهم عن إيجاد حل ناجع لهذا الأمر .
وفي تصريح لبائع متجول آخر ( الحسن. ا ) ، والذي دخل الى غمار هذه التجارة خلال الأشهر ، أكد لموقع “تيزبريس” ان صديق له كان يمتهن تجارة الرصيف ويقطن معه هو من اقترح عليه ممارسة و الإنخراط في هذه النوع من التجارة لعله يحظى مستقبلا بمحل داخل السوق الجديد بعد عملية تسجيله في لوائح المستفيدين وهو ما دفعه إلى عرض سلعته مضيفا بالحرف : ها حْنْا تَانْفْرشُو عْلَى الله إلى شْدَات نْسْتَافْدُو مْعَ هَاذْ الناس وَخَا غِير ابيع لواحد بلي كاين ياك ماغادي نخلصو حتى حاجة نبيعو اونقلبوها شي حاجة زوينة”.
تعليقات