بعد نهشها لثلاثة أشخاص بدواري اشافوضن اوفلا و ازدار مطلع الشهر الماضي ، الكلاب الضالة الجائعة تستمر في شن غزواتها ، و تعود هذه المرة لتهاجم قطعان و رعاة بالجانب الغربي لجماعة أربعاء الساحل ( ألمتانو ، اشافوضن ، المكايم ، ادهمو عمر … الخ ) في اليومين الماضيين ، و تسقط العشرات من رؤوس الأغنام في ظل تراخي السلطات المحلية و لامبالاة المنتخبون في محاربة الظاهرة كما يقول المتضررون و الساكنة ..
أربعة أسابيع و ساكنة المنطقة تعيش حالةً من الذعر و الهلع و الخوف اليومي في ظل انتشار و شراسة مجموعات من الكلاب الجائعة تنتقل جماعياً و تجوب أرجاء المنطقة ، حيث صارت تهدد حياتهم و ابناءهم و قطعانهم من الاغنام و المعز ( النشاط الرئيسي لكسب عينة واسعة منهم قوتها اليومي ) .. و في ظل الجفاف الذي ضرب المنطقة ، و انتشار الحلوف و هاته الكلاب بالخصوص في الآونة الاخيرة و ما لازمها من تهديدات يومية ، أضحت مجموعة من الأسر تفكر جدياً في مغادرة دواويرها تجاه جهات توفر لها أدنى شروط الأمن و الاستقرار ، و أسر كثيرة مهاجرة ستلغي رحلتها الموسمية في قضاء عطلتها الصيفية المعتادة بين أحضان الأهل و الأحباب بسبب هذه الظاهرة ، و هذا ما يضع السلطات المحلية و المجلس الجماعي و المجتمع المدني في حرجٍ كبير ، صار من خلاله لزاماً التفكير في حلول ناجع لمحاربة الكلاب الضالة ..
و في هذا الصدد صرح احد ابناء المنطقة المعنية : ” أن مع هذه التهديدات اليومية ، الساكنة صارت ملزمة بحماية نفسها و صغارها و قطعانها من الهجمات المتوالية للكلاب الضالة ، و لم يعد أطفال المنطقة يتركون وحدهم للعب او للذهاب و العودة من المدارس و الكتاتيب القرآنية ، و حتى مرتادو المساجد في الفجر و الليل صارو ملزمين بالتسلح بالعصي مخافة هجوم غادر لكلب او حصار من مجموعة كلاب ” .
كما ذهب رئيس فيدرالية جمعيات اربعاء الساحل ( من موقعه المدني ) : ” أن مع الأسف الكلاب الضالة بالمنطقة لم تعد ظاهرة فقط ، بل صارت أسلوب حياة و واقع يومي ، و ما وصلت إليه الظاهرة من خطورة هو نتيجة إهمال و قصور في محاربتها لسنوات ماضية … و المطلوب حالياً من كل الجهات ، الاعتراف أولاً بتفشي و خطورة الظاهرة و تحمل مسؤوليتهم في وضع حدٍّ لها ، و ثانياً مراعاة عند وضع خطط لمحاربتها ، استحضار نجاعتها و جميع الأبعاد ، خصوصاً الثقافية و البيئية و الصحية منها . فلا يعقل أن توزع السموم و تترك بتلك العشوائية في الاحراش و الوديان ، و إغفال ما يمكن ان تتسبب فيه من مخاطر بيئية و صحية أخرى .داعياً الجميع ساكنةً و فعاليات مدنية و سلطات و منتخبين للتكتل و محاربة هاته المعضلة التي أصبحت نقطة سوداء على جبين الجماعة الترابية لأربعاء الساحل ” .
حسن بلقيس
تعليقات