إن الحديث عن مدارس العلم السوسية ليس حديثا تاريخيا فحسب بقدر ماهوحديث عن تقافة إسلامية متنورة أخدت في عمق التاريخ بجدور متينة *والواقع أعدل شاهد يشهده* لا تسفها زوابع الأحداث ولا تعفوها أعا صبر التحولات والتقلبات في حياة إلإنسان السوسي لدالكم فإن تناول الكلام في طي الموضوع داخل إطار محدود مفيد بالموضوعية .يعتبر أساسا في إيصال المعرفة والكشف عن مكنون في الحديث عن معاقل الفكر المغربي الدي صان وحدة المغرب وعقيدته وهويته وتراته عبر القرون
وقد أتيحت لي الفرصة بداعي القدر الجبار أن أكتب شيئا قليلا عن أحوال هده المدارس من حيث نظامها الداخلي ومناهجها التدريسية وفنونها العلمية معرفا بها أمام عدد من المستجدات في الساحة
قفمت بصياغة موضوع قصير حول التعريف بهده المؤسسات الخاصة لا فضى بها إلى إخواننا وزملاءنا الطلبة وغيرهم من المتعطشين إلى زيادة المعرفة واستقاء كل جديد جديد
فحاولت مستعينا بالله أن أحوك حياكة حيزة مقتطفة تتناسب والظروف الحالية والأحداث الواقعية متجنبا ألإطالة ولإسهاب والتمطيط والإعجاب ويكفي من القلادة ماأحاط بالعنق
مستقيا كل ماأسطره ومستلهما مغظم ما أزبره من خلال المراحل الدراسية التي قضينا ها في هده المراكز
وخاصة مدرسة إيكضي الجبلية البعقيلية أحد المدارس العريقة القديمة التي يعود تاريخ تأسيسها إلى القرن السابع
الهجري كما قال الوؤرخ المختار السوسي رحمه الله في كتابه المعسـول ج 17 وسوف أقسم هد الموضوع إلى ثلاتة أقسام :
1 : إنتشار المدارس العتيقة بسوس
2 .نظامها الدخلي الخاص والعام
3 : كيفية دراسة العلوم الشرغية فيها
المحور ألأول : نشأة المدارس العتيقة : لأريد أن أتحدث عن الحركة الدينية والعلمية بسوس بصفة عامة لأنه جزء
لايتجزء عن المغرب فبأي طريقة ووسيلة إنتشر بها ألإسلام والفقه في المغرب قد إنتشربها في ربوع سوس الجنوبية ومعاد الله أن نكون ممن يجعل المغرب عضين ويفرق بين شماله وجنوبه وشرقه وغربه إلآ أن للمدارس العلمية بسوس خصوصيات ومميزات لا يتنكر لها البيب ولا يتجاهلها المنصف ألأريب
وقد كان لقبائل سوس فضل السبق إلى تنوير الساحات ألإسلامية والعلمية بتأسيس المدارس العلمية إنطلاقا من
من النواة الألى للمدارس وهي مدرسة وكاك بضواحي تزنيت التي يرجع تاريخها إلى القرن الخامس الهجري
يقول المختار السوسي في كتابه* سوس العليمة* ص 17 .أن أول مدرسة عرفة في بوادي المغرب الإسلامي هي مدرسة أكلو بناحية تزنيت ودالك في أوائل القرن الخامس الهجري . وربما كانت قبلها مدارس أخرى
وإن كنا لا نعرف عنها شيئا الأن ثم توالت القرون والمدارس تشاد في السهول والجبال إلى أن نيفت على المائتين
..ومعلوم أن هده النواة هي منطلق العوة المتونية والحركة المرابطية التي أخضعت المغرب لسلطنها واحترق نجودها إلى الأندلس وطاردو بها إلى الشرق الإسلامي وبعدها تحركة القبائل السوسية في مناسبات شديدة وغبطة متلاحقة بتأسيس المدارسالأخرى على شكل متشابه أو قريب من التشابه
وهي عبارة عن بنايات متلا صة تبنى فيها بيوت الطلبة ومسجد الصلاة والمتوضأ ومسخن الماء وقاعة الدروس إلى جانب مسكن الفقيه المير والدرس ومسكن الطاهية والي الكبير لخزن أعشار القبيلة موونة للطلبة والفقيه في
شكلها القديم وفي العصر الحديث تتجلى بنمط جديد وشكل مخالف بازحة مسخن الماء ومسكن الطاهية والأهراء العشرية لأن الصندوق المالي للمدرسة الدي تودع فيه مالتبرعات والصدقات والزكوات يقوم بتموين الطلبة والفقيه وضيوف المدرسة وغالبا مايكون بيد اللجنة المسيرة أوبيد الفقيه نفسه
والقبيلة المؤسسة هي التي تتولى شؤون المدرسة الخارجية من مشارطة الفقيه وأداء الواجب السنوي له ومراقبة اعماله في تسيير المدرسة والقيام بمهماته المنوطة بها وإلا فتستبدله بفقيه ءأخر يتحمل المسؤلية من جديد على أساس القنون الداخلي للمدرسة وتتولى تموين الطلبة من ثلث أعشار القبيلة قيما ومن صندوق المدرسة حديثا
وقليلا مايكون الفرد الواحد من أفراد القبيلة أو الفقيه نفسه هو الدي يتولى تسيير المدرسة تسييرا خارجيا
وبفضل هده الجهود المبدولة من طرف القبائل السوسية في نشر المدارس ورعايتها إزدهرت الثقافة العربية والعلوم الإسالمية وخاصة في العصور المتلا حقة عصر الموحديين والسعديين والعلويين
المحور الثاني : يحتوي على نظام المدارس الداخلي الخاص منه والعام :
لايكاد النظام الداخلي للمدارس العتيقةيختلف من مدرسة إلى أخرى والقواسم المشتركة بينها هي أسياسة النظام العام لها .والفوارق البسيطة تعتبر إستحسانات القبيلة أوهوية الفقيه وميولاته إد تعتبر القبيلة والفقيه عاملين متساندين في مراقبة النظام وتسيره على الشكل المناسب لمنظومة الحياة الثقافية والإجتماعية والإقتصادية
وفيما يلي اراد لمجموعة من أساسيا ت النطام العام لها
أولا المحافظة على الصلوات الخمس في مسجد الجماعة ولا يسمح لاي أحد التخلف عنها إلا لعدر شرعي مقبول
2ثانيا الحفاظ على تلاوة الحزبين الراتبين الصباحي والمسائي بشكل جماعي منتظم بعد الفراغ من صلاة الصبح مباشرة وصلاة المغرب والرواتب كدلك
3تالثا ملازمة حضور الدروس الرسمية اليومية بعد تحضير المتن وتقريره في الألواح أوفي الدفاتر او شرح المتن ودلك بحسب مستويات الطالب ومراحله الطلبية وبحسب الفن وصاحبه
4رابعا وجوب القيام بالأعمال التناوبية بين الطلبة إن كان هناك مايقتضي التناوب من تحضير الطعام وتنظيف المدرسة وإقاض الطلبة للصلاة وخدمة الضيوف وما إلى دلك من حاجيات رسمية
5 خامسا تجنب إرتكاب مامن شأنه أن يخل بنظام المدرسة وقانونها من إحترام الفقيه وتنفيد أوامره واستدانه في الدهاب إلى أي مكان خارج المدرسة واحترام الضيوف وجيران المدرسة في أموالهم وأهليهم والقيام بنوبات كما سلف أنفا
6سادسا إن الفقيه هو الدي يسير المدرسة داخلا من إلقاء الدروس ومراقبة الطلبة وحل النزعات التي يمكن حدوثها بين الطلبة وربما يعين في تلقين الدروس ومراجعاتها من يرى فيه الهلية العلمية ويعين ءاخر في تسيير
الشؤون ألأخرى ممن فيه الكفاءت الشخصية والفكرية فيسمى هدا الأخير في عرف الطلبة *المقدم الأمين*
هده خلاصة مجموعة من أساسيات النظام العام . وقد تكون إضافيات أخرى تخضع لميولات الفقيه وتوجيهاته العامية الدينية فيلزم الطلبة بعقد ندوات إنشائية أوسبوعية أومحاضرات مشتركة .أومراحعات دروس مجموعية أوختمات قرءانية في أيام معينة أوتنظيم مناسبات دينية ووطنية وقبلية وغير دلك منما يستمد من روحية الفقيه
وأريجيته ومن عادات القبلة وطقوسها التوراثية
المحور الثالث : كيفية الدروس العلمية فيها
يشكل هدا المحور بين المحورين الثلاثة أساسا هاما في صورة المدرسة العتيقة وتسييرها عى شكل خاص متجاوبا مع الخصوصيات في نوعية الفنون والمنهجية الإلقائة وسوف أقسم هدا المحوار إلى قسمين أساسيين
1أولا الفنون العلمية المدروسة بالعتايق أو مراحلها
2ثانيا طريقة الإلقاء والتدريس لهده الفنون
.. أولا يعتبر النطام التدريجي في المدرسة العتيقة ركيزة أساسية في تكوين الطالب تكوينا علميا وثقافية فتتوزع المراحل الطليبة إلى ثلاثة مستويات
بعد حفض القرءان الكريم الدي يعتبر أول بوابة من بوابات التعليم العتيق ألأولي بحيث لا يسمح لأي طالب ألإنخراط في صوفوف المتسفحين لدراسة العلوم إلا بعد حفظ القرءان حفظا كافيا
وبعد التحقق من إتقان حفظه يدخل به الأستاد أو الفقية في عالم العلوم الشرعية التي قد يجهل عنها كل شئ
رغم السنين الطوال التي قضاها في حفظ القرءان فيرى نفسه أمام حاجة شديدة إلى مجموعة من المعارف الحتى يقويما علميا بين زملائه في المؤسسة فيضطر إلى حفظ المتون واقتران من المفرادات اللغويية وتركيب الأساليب العربية الى قواعد عامة وجزئيات تفصيلية في علوم العربية والفقه
وإليمك جماة من الفنون والمتون العلمية التي يجتازها الطالب خلال مستواه الدراسي الأول بدراسة عدة فنون علمية منها أولا
1مقدمة ألأجرومية ومتن أبن عاشر في العقيدة العقيدة ألأشعرية .. ومبادئ الفقه المالكي في العبادات
والتصوف الجنيدي والزواوية والمجردية ولا مية ألأفعال في التصريف
ونصيحة الإخوان الدردية في الأداب و
2أما المرحلة التانية فيمر خلالها طالب العلم بمتون علمية أخرى منها
الفية إبن مالك في النحو والرسالة القيروانية في الفقه المالكي ومقامات الحريري والمعلقات السبع وورقات أم الحرميين في مبادئ الأصول وفقه العبادات والمختصر والسيرة النبوية بمنظومات
3وفي المرحلة الثالثة أوالعالية . تدرس الدروس العليا المتنوعة فيدرس الفية إبن مالك بالشروح الكبرى
وألأبواب الأخيرة من المختصر والعاملات وعلم الأصول بمتن جامع الجوامع وعلوم البلاغة بالجوهر المكنون والتحليص ومبادئ علم المنطق بمتن السلم وتحفة إبن عاصم والقضاء وعلم التفسير والحديث والفرائض والعروض ومبادئ علم الهيئة بمتن الغتي الدي قال عنه المختار السوسي إنه بعيد عن الهيأة
وأما علم الطب فلم يعد يدرس في المدارس العتيقة ولم يبق في بد فقهايها إلا بهايا من الطب التجربي السادج الدي لم يعود سائر الركب بعدما أكل عليه الدهر والشرب
هده خلاصة لما يدرس بالمدارس عموما وقد تكون هناك إضافاة أخرى في الفنون والمتون بمقتضى إجتهاد الطلبة واختيار الفقيه
2 ألأساس التاني من هدا المحوار طريقة ألإلقاء والتدريس
تعتبر الطرق التدريسية في العصور الماضية شبه متغارية لإشتراكها في القواسم التالية
أن تكون باللهجة المحلية الأمازيغية ولو كان الفقيه ممن يتقنن اللغة العربية الفصحى والعامة وامثال سيدي عبد الله بن محمد الإغشاني شيخ شيخنا الدي قضى سنين طوالآ في مدينة مراكش تعلما وتعليما وعملا وأخد عن جلة العلماء بالمدرسة اليوسفية فلم يصرف دلك عن عادات السوسيين في التدريس حتى لا يدخل شيئا جديدا في المط التعليمي
2 أنها تكون سردية تلقينية لا تجاوبين حوارين
3 ثالثا لا تفتح باب المناقشة إلا بعد الفراغ من الدرس لعل دلك يرجع إلى عدة أسباب
منها مايكون بين الطلبة والفقيه منغحترام مفرط وتوقير تعدى طوره
ثانيا أن الطلبة يظنون الفقيه بضيق دراعا بتساؤلاتهم ومناقشاتهم على مرئ وسمع الحضور
ثالثا ورابعا من أهم ألأسباب وأقواها في عرقلة المناقشة
إن الطلبة يستغنون عن مناقشة الروس مع الفقيه بالحلقات الإضافية التي يعقدونها بينهم للتوطيئات والمراجعات إلى جانب أن الفقيه يتحمل إلقاء كمينة كبيرة من الدروس يوميا مم يوثر حجرا سلبيا في تقبل كل مناقشة وسؤال
أما في الوقت الحاضر فقد اخذت المنهجية التدريسية في بعض المدارس العتيقة تكتسي ثوبا جديدا في ضمن الازدواجية بين طريقة التلقين والحوار وازدواجية أخرى في لغة الإلقاء والبيان وفتح أغلاق المناقشات العلمية فيحدود الدرس الملقى وهذه نبدة منجانب الثقافة في إطارالفنون المدروسة وأسلوب تفعيلها
المحور الرابع في التصريح بنمادج من الشخصيات البارزة في ميدان التصنيف والإبداع من ابناء العتيقة
من الصعوبة بمكان محاولة الإحاطة بجميع أو بجل من يهتم بالتأليف والتقييد في المحيط السوسي على الإطلاق لأن قسطا ضخما من الثرات السوسي قد نشبت به براثن الضياع والإندثار وقسطا ءاخر مازال منحبسا في أيدي الإهمال تحت غطاء ال^إ6ستبداد والإستيثار لان المؤرخ الكبير المختار السوسي أعياه الإطلاع على كثير من الؤ لفات التي يصدف أسماءها في بطون الوثائق أثناء قيامه بجولات واسعة في أطراف سوس باحثا عن الكنوز العلمية في الخزائن الكبرى فكان ذالك دليلا على ما انذثر من التراث وما استأثر به أهله من هذا القبيل وصحيح أن السوسيين لم يولو العناية للتأليف بقدر ما يولونها للتعليم بين الأوساط لعل من أهمّها
هضم النفس وعدم الثقة بها
غياب التشجيع من قبل الحكومة ومن الشعبية معا
تحمل أعباء في إلقاء دروس كثيرة يومية ومزاولة أعمال أخرى نازلية وإصلاحية
انعدام توفر المراجع المعتمدة العلمية لدى كثير من الفقهاء
ورغم هذه العراقل كلها فقد برز في ميدان التأليف والإبداع نبغاء ترتقي مؤلفاتهم وإبداعاتهم إلى مستوى رفيع في شكلها ومضمونها وفي علوم مختلفة واذكر منهم على سبيل الثمثيل لا الحصر
1أبو عيسى الجزولي النحوي الشهير حاجب المقدمة وغيرها والذي قربه أبو يوسف يعقوب الموحدي فحظي لديه بمكانة جليلة ت616 ه
2سيدي سعيد بن سليمان الكرامي السملالي الرسموكي من أحفاد أبي بكر بن العربي المعافري والذي أصبحت مؤلفاته في النحو والتصريف والفقه تخترق إلى الشرق الإسلامي وها هو ذا أحد العلماء المحققين بالسعودية ينجز تحقيق شرحه على الألفية ت 882 هجرية
3 سيدي الحسين بن علي الشوشاوي الروداني العلاّمة الاصولي من مؤلفاته شرح تنقيح القرافي سمّاه –رفع النّقاب عن تنقيح الشهاب -وقد حققه بعض علماء الشر أخيرا ت ءاخر القرن التاسع هجري
4 سيدي احمد بن سليمان الرسموكي له مؤلفات في الفرائض وعلم الحساب والنحو والفقه ت 1133 هجرية
5 سيدي محمد بن علي بن سعيد اليعقوبيالإيلا لني شارح المنتخب في قواعد الأصول للزقاق وإن سبقه إليه المنجوري إلّا انّه أكثر تدقيقا وتحريرا بعلم من قارن بينهم ت 1226 هجري
6 سيدي الاحسن بن مبارك التمودّزتي البعقيلي له منتظومات ومحررات دقيقة يقول عنه المختار السوسي كان إماما عظيما ومرشدا حكيما سنّي نابذا لكلّ بدعة ولو إعتادها غيره من الصوفية فقاوم التوغّل في الأشياخ وإشادة الهياكل عليهم وسوق الهدايا إلى مشاهد هم ت1316 هجرية
7 سيدي محمد بن العربي الأدوزي نسب له المختار السوسي أكثر من عشرين مؤلفا وهو جدّه من أمه فهو إلى جانب مشاركته في الفنون العلمية له أيضا يد صناع في النجارة والتزويق والبناء والهندسة واختراع ءالات التوقيت واستنباط المياه وحاول أن يقيم مطبعة فنجح في كل شيء سوى تحصيل مداد لا يجمد بسرعة كما أقام مطحنة متعددة الأرحاء تدور ببهيمة واحدة في حين واحد وقام بمدّ حبال من داره بأدوز إلى المدرسة وبينهما مسافة بعيدة يأتيه بواطتها كل م ايريد من الدار لهذا قال عنه حفيده المختار فهو عجيب في وقته بين الفقهاء حتى كأنّه ليس منهم ت 1323 هجرية
8 سيدي محمد بن مسعود المعدري التزنيتي نسب له المختار السوسي في رجالات العلم ص 158 أكثر من أربعين مؤلفا في الفقه والنحو الأصول والمنطقوله نظم للرسالة العضدية ت 1330 هجري
9 سيدي الطاهر بن محمد الإفراني قال عنه المختار له يد يد في اللأدب قلّما يطاولها أحد أقرانه شعره ونثره الأندلسيان زهرة المحافل ومنية الأديبوقد خلف هذا الأديب ديوانا مخطوطا في مجلّدين في مختلف الأغراض الشعرية ت 1374 هجرية
10سيدي محمد المختار السوسي العلامة الكبير والمؤرخ الشهير والذي احيا الله القطر السوسي وأنقده من أوحال الإهمال والضياع بفضل مؤلفاته وصيحاته التي بطلقها في ءاذان العلماء لعلّهم يستفيقون من سباتهم العميق
وشهرة الرجل تغني عن الإسهاب في تعريفه ت1383هجرية
هاكذا أدرك السامع انّنا استعرضنا أفرادا قليلين برزوا سابقا في مجال الإبداع والتّأليف مرتبين حسب القرون وعقودها على قدر نقطة من اليم الزّاخر أوشكلة من شكل الحكماء
وفي العصر الراهن وجدت مجموعة كبيرة من أبناء العتيقة والمجال فسيحا متباعد الأطراف مستساغ اللهنة بسبب الإندماج في اللأوساط الثقافية والحصول على وسائل متيسرة وخزانات متوفرة فأثروا الرفوف بمؤلّفات متنوعة وشروح متعددة وتحقيقات وتعليقات مدققة
أمثال سيدي صالح الصالحي في علوم العبية والتوقيت والميراث وسيدي مولود السريري الهشتوكي في علم الأصول ورجالاته وسيدي امحمد الواسخيني في التاريخ ولواحقه وسيدي إبراهيم التّامري في التّاريخ أيضا والتّحقيقات وسيدي عبد الله بن الطاهر التّناني في الفقه المالكي والمناسك وسيدي احمد أبو الوفاء في السيرة ومنظوماتها وغيرهم كثير تطول بذكره القائمة
=خاتمة=
لا يخفى ما للمدارس السوسية من مساهمة كبيرة في بناء الثقافة العربية الإسلامية وما لأعلامها من دور في إبداع الفكر وتوسيع ءافاق العلم في شتّى مجالاتها العلمية والأدبية والفنية وغيرها وما لسيرهم في نفوس الأجيال المتعاقبة من مكانة تتجلّىفي التعلّق بها والنشوف لمخابئها واستحضار التاريخ لمعايشته عبر لقطات حية تكشف عن تجارب الماضين وتوحي بعظات ودروس من حياتهم
من هنا اندفعنا لكتابة هذا الموضوع كلبنة من لبنات الهيكل المرصوص في حياة المدارس منذ نشأتها إلى العهد الراهن وفي ظمن المراحل التي تمر بها دراسيا وتربويا ونمادج من المتخرجين منها في قرون متباينة ومتلاحقة
راجين بذالك أن نؤدي لها بعض حقها الواجب علينا
وأن نكشف النقاب عن محيا خصائصها سائلين المولى عزّ وجلّأن يتقبّل منّا الأعمال والحسنات ويتجاوز عنّا المساوي والهفوات إنه نعم المولى ونعم النّصير والحمد لله رب العالمين
إبراهيم الطاهري
أنزي -إقليم تيزنيت-