كشف إلياس العماري، رئيس مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة، أن المنطقة التي تتهم اليوم بزراعة المخدرات ليست في حقيقة الأمر كذلك، والسبب في ذلك حسب قوله يرجع ربما إلى التعتيم المقصود أحيانا وغير المقصود في أحيان أخرى، مشيرا إلى أنه ربما صراع المصالح الدولية والجهوية ومصالح لوبيات المخدرات وبيع السجائر والمخدرات الصلبة، هم الذين أعطوا صورة سيئة وجعلوا من المنطقة والبلد ككل مصدرين لإنتاج المخدرات.
وتساءل العماري، في كلمة افتتاحية في إطار ندوة دولية حول الكيف والمخدرات، انعقدت مساء اليوم الجمعة بمقرّ مجلس الجهة بطنجة، تحت شعار جميعا من أجل بدائل قائمة على التنمية المستدامة والصحة وحقوق الإنسان، بالقول كيف نعاقب منطقة لأن ما تنتجه نبتة عادية جدا؟، مضيفا أن بين النبتة وتحولها إلى مخدرات، هناك أكثر من متدخل من بينهم المزارع، والناقل، ومحول النبتة من الكيف إلى المخدر، والمصدر، والمسوق وصولا إلى مرحلة الاستهلاك
وأشار العماري إلى أن آفة المخدرات ليست ذات طابع وطني صرف بقدر ما هي آفة دولية مثلها مثل الإرهاب، لا وطن ولا دين ولا لون لها، موضحا أن نبتة الكيف تستعمل في 50 مادة نافعة للإنسان (الطب، البناء، النسيج، مواد التجميل.
وقال العماري كيف نعدم مادة صالحة للإنسان صحيا وتنمويا، بل الأكثر من ذلك كيف نعاقب ساكنة لأنها تزرع نبتة نافعة ولا نعاقب من يقوم بتحويلها كمادة إلى مخدر يقتل الإنسان.
وأكد العماري أن هناك أزيد من 40000 مزارعا فقيرا يعيش في الجبل بدون وثائق هوية جراء الملاحقات الأمنية والمتابعات القضائية، وأقل من 1 في المئة فقط من تجار المخدرات يحاكمون، مضيفا بالأمس القريب كانت الطابوهات التي يتحدث عنها المفكرون ثلاثة وهي الدين، والسلطة والجنس، واليوم أصبح الكيف رابع الطابوهات، وكلما تحدثنا عن الكيف إلا واتهمنا، ولكن واقع الحال هو أنه من يعيش ليس كمن سمع، فحجم معاناة ساكنة المناطق المعنية بزراعة الكيف لا حدود لها، فهم لا يطلبون سوى الأمان والعيش الكريم.
تعليقات