في خطوة لا تنم عن قيم المروءة ولا الدين ، أقدم والد الطفل القاصر (ع . ب ) الذي ضبط يوم أمس في حالة تلبس مع المستشار الجماعي السابق بإبضر ( ل . ص ) داخل سيارة هذا الأخير بشاطئ أكلو ، ـ أقدم ـ على تأكيد تنازله عن متابعة هذا المستشار السبعيني ، بالرغم مما اقترفه في حق فلذة كبده من ممارسات شاذة لمرات عددية قد تُسبب له في انعكاسات نفسية خطيرة مستقبلا ، هذا و بالرغم من كون هذا الأب كان متشبثا ، طيلة يوم أمس بعد الإعتقال ، بمتابعة الجاني الذي يشغل منصب رئيس جمعية دار الطالب إبضر و طالب بتزيل أقصى العقوبات في حقه.
وقد أثارت الطريقة التي أقدم عليها والد الطفل القاصر في تقديمه للتنازل، الجمعيات والهيئات التي تعنى بحقوق الطفل والتي كانت تستعد لمؤازرة الضحية المحتاج لدعم نفسي لعله ينسى أو يتناسى ما وشم في ذاكرته و الذي سيخلف لديه أضرار نفسية وبدنية قد تلازمه مدى الحياة وتؤثر بالتالي على اندماجه الاجتماعي والأسري الطبيعي.
واستغربت هاته الجمعيات ، في اتصال بالموقع ، كيف لبعض الآباء أن يبيعوا شرف أبنائهم ويتنازلون عن مطلب المتابعة وفتحوا باب التساؤل عن قيمة التنازل المدفوع، الذي يشجع تفشي هذه الظاهرة ، وحملت ذات الجمعيات مسؤولية تكاثر أمثال هذه الدئاب البشرية التي تنهش بلا رحمة أجساد أطفال أبرياء ، لبعض الآباء عديمي الضمير ، وللمؤسسة القضائية من خلال النصوص القانونية التي تبرئ الجناة في مثل هذه القضايا بمجرد تنازل دوي الحقوق . كل هذا في الوقت التي تتعامل السلطات في البلدان الغربية بعقوبات جد مشددة مع هؤلاء المرضى النفسيين إلى درجة طرح مقترحات للقيام بخصي كيماوي لمقترفي هذه الجرائم .
وتستعد احدى الجمعيات التي تعنى بحماية الطفولة للدخول على الخط وذلك بتنصيب نفسها كطرف مدني وأكدت حضورها غدا أثناء تقديم المتهم.
وجدير بالذكر أن مدينة تيزنيت تعرف في الآونة الأخيرة تفشي هذه الظاهرة الخطيرة ، حيث أسفرت أغلب محاكمات الجناة إما بعقوبات لا ترقى إلى درجة ما ثم اقترافه في حق فلذات الأكباد ، أو بالبراءة من خلال عملية التنازل المدفوع مما يشجع هذه الظاهرة في ظل تساهل قضائي غريب وفي ظل كون الموضوع ما يزال طابو في المجتمع، حيث يخشى بعض الضحايا وأسرهم أن يتعرضوا لسخرية المجتمع ويكونون بالتالي مكرهين على الصمت.
تعليقات