استطاع مسؤولو الجماعة الترابية الركادة يومي السبت والأحد الماضيين تحرير جزء يسير من الملك العام بالسوق اليومي بودادية الخير بأولاد جرار وذلك بعد أن تم إخلاؤه من صغار الباعة المتجولين والفراشة وإخلاء محطة السوق من مجموع السيارات المهترئة التي اتخذها أصحابها مستودعا دائما لعرباتهم.
اختلفت الآراء والمواقف بخصوص هذا الإجراء. ففي الوقت الذي عبر فيه مجموعة من أصحاب المحلات التجارية الدائمين بسوق الودادية عن ارتياحهم لهذه الخطوة التي لطالما انتظروها منذ سنوات عدة، كانت الخطوة التي أقدم عليها المسؤولون موضع استياء كبير من فئة الباعة الجائلين باعة الخضر والفواكه والخبز وأسماك السردين الذين طالبوا بإيجاد حل خلال الأيام القليلة المقبلة يرضيهم ويرضي زبناءهم من الذين اختاروا التبضع بهذا السوق بدل التنقل لجماعات تزنيت أو بونعمان أو الأخصاص أو آيت الرخاء.
فئة أخرى من المواطنين الجراريين استحسنت عملية التحرير هاته ودعت السلطات المختصة بالجماعة الترابية لمواصلتها حتى لا تشمل فقط المواطنين المحسوبين على الفئات الهشة والضعيفة، حيث لازال كبار التجار بمختلف تراب الجماعة وكذا الحرفيون وأصحاب المقاهي يحتلون جزءا كبيرا من الملك العام، فمنهم من قام بحيازة عشرات الأمتار المربعة من الملك العام ليحولها لحدائق أو محلات خاصة ومنهم من قام بإنشاء بنايات على هذا الملك ومهم من أغلق الطرق والشوارع العامة في وجه العموم ومنهم من اتخذ الشارع العام لإقامة بساتين خاصة.
فهل سيتجه المسؤولون بجماعة الركادة نحو وقف مختلف مظاهر الفوضى والعشوائية بالمنطقة بمواجهة نزيف البناء العشوائي والتجزئات اللاقانونية وبالحد من استغلال الممتلكات العامة للأغراض الشخصية و بتحرير الملك العام كذلك وحسن تنظيمه بشكل شمولي ودائم إعمالا لمبدأي المساواة والإنصاف أم أن مثل هذه الإجراءات ستبقى دوما سيفا مسلطا في كل مناسبة على أعناق الأسماك الصغيرة وصغار المواطنين ممن لا بواكي لهم؟
عياد بلعيد – أولاد جرار
تعليقات