قال محمد الساسي، أستاذ التعليم العالي بجامعة محمد الخامس، إن “حزب العدالة والتنمية خاض معركة سياسية حقيقية واستطاع ربح رهانها”، معتبرا أن قوة الحزب اليوم ليست رهينة بتواجد عبد الإله ابن كيران على رأس أمانته العامة، رغم الدور الكبير الذي لعبه هذا الأخير في المضي قدما بسفينة الحزب إلى هذا المدى، الذي صار فيه “المصباح” في صدارة الأحزاب السياسية المغربية، من خلال استثماره الأمثل للمؤهلات الذاتية لمناضلي الحزب، وكذا قدرته على تحويل هجمات خصومه إلى نقط قوة لصالح العدالة و التنمية، بحسب تعبير الساسي.
وأكد الساسي، الذي كان يتحدث ضمن الندوة الوطنية التي نظمتها كلية الحقوق أكدال، بمعية الجمعية المغربية للعلوم السياسية اليوم بالرباط، في موضوع “قراءات متقاطعة في الانتخابات الجهوية والجماعية لسنة 2015″، أنه بالقدر الذي استفاد فيه حزب العدالة والتنمية، من ضعف أداء معارضيه وعدم مصداقيتهم السياسية، بالقدر الذي شكلت مجموعة من العناصر والعوامل الذاتية، التي يتوفر عليها الحزب من حسن تنظيم لهياكله وانضباط أعضائه، واستقامة ونظافة ذمم قياداته بمن فيها أمينه العام، ومدى التزام قيادته وقواعده باحترام التوافقات داخل الحزب.
وسجل ذات المحلل السياسي، الذي وصف حزب العدالة والتنمية بكونه قوة سياسية وانتخابية لا نظير لها، ضمن عرض له حول مصادر القوة الانتخابية الحالية لحزب “المصباح”، أن النجاح المبهر واكتساح الحزب لنتائج انتخابات الرابع من شتنبر الجاري التي أدهشت الجميع، يعكس ثلاث مؤشرات أسياسية، في علاقة بمظاهر حصيلته السياسية للمرحلة الحالية، أولها أن هذا الفوز يعبر عن رضا الناخبين على مستوى الأداء الحكومي الذي يقوده العدالة والتنمية.
أما المؤشر الثاني، يضيف الساسي، الذي أكد على الدور البارز لحزب العدالة و التنمية في الرفع من منسوب السياسة لدى شرائح واسعة من المجتمع المغربي، فيدل على مدى الرضا الذي أبدته الطبقة العليا والوسطى التي صوتت سياسيا لصالح حزب العدالة والتنمية، وبخصوص المؤشر الثالث الذي يعكسه انتصار العدالة والتنمية السياسي، فقد أشار المتحدث ذاته، إلى حسن تقدير الناخبين لمستوى الأداء الإيجابي والجيد لمنتخبي العدالة والتنمية أثناء تسييرهم لعدد من المجالس البلدية والجماعات المحلية.
تعليقات