قالت صحيفة ” الواشنطن بوست ” إن حزب العدالة والتنمية حقق اكتساحا انتخابيا بعد تشريعيات 2011، رغم السلطات المحدودة للحكومة في نظام تتحكم فيه ” حكومة الظل “، التي تضم مستشاري الملك وسلطات تقديرية واسعة للملك.
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أنه بخلاف باقي التيارات الإسلامية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فقد تعلم حزب العدالة والتنمية بالمغرب الدرس جيدا من تجربة الإخوان المسلمين في مصر، وحزب النهضة في تونس، فلم يسعى الحزب، تضيف ” الواشنطن بوست “، إلى تغيير هيكلة النظام، بل بدلا من ذلك، انكب أعضاؤه على ممارسة أسلوب عملي وشامل جديد للحكم يقوم على التغيير المجتمعي للدولة والمجتمع، ومباشرة مشاكل المواطنين الاجتماعية والاقتصادية.
وأضافت الصحيفة الأمريكية أن النتائج التي حققها حزب ” المصباح ” فاقت بكثير النتائج التي أحرزها سنة 2009، رغم ترأس حزب الأصالة والمعاصرة لخمس جهات في المغرب، مقابل اثنتين لحزب العدالة والتنمية، مشيرة إلى أن فوز ” المصباح ” كانت له رمزية كبيرة خصوصا في مدينة فاس، التي كان يسيطر عليها أمين عام حزب الاستقلال، حميد شباط، مؤكدة أن هذه الانتخابات شكلت قطيعة مع الاستحقاقات الماضية التي كان يهيمن عليها الفساد والرشوة.
وعزت ” الواشنطن بوست ” ما وصفته بـ “الانتصار ” الذي حققه حزب العدالة والتنمية في الانتخابات الجماعية والجهوية لـ4 شتنبر الجاري، إلى القوة التنظيمية للحزب داخل المدن، وحملته الانتخابية المنظمة، حيث قاد الحزب، تردف الصحيفة، ” حملة نظيفة ومنظمة مدعومة بشبكة من الأنصار، عكس حزب الأصالة والمعاصرة، وحزب الاستقلال، التي أشارت بعض التقارير إلى أنهم وزعوا الأموال والهدايا على الناخبين مقابل الظفر بأصواتهم.
وأوضحت ” الواشنطن بوست ” أن حزب العدالة والتنمية كان موفقا في حسن استغلال شبكات التواصل الاجتماعي ” فايسبوك “، ” اليوتوب “، والملصقات وحتى في الشعار الذي اختاره لحملته الانتخابية كما أن خطاب أمينه العام، عبد الإله بنكيران، لقي صدى واسعا لدى شرائح عريضة من المواطنين الذين حجوا بكثافة لتجمعاته الخطابية إبان الحملة الانتخابية.
” الواشنطن بوست ” اعتبرت أن وصول حزب العدالة التنمية لرئاسة الحكومة غير الحسابات السياسية في المغرب، حيث قدم بديلا للحكم في الأسلوب والمضمون يوصف بـ “النادر ” لمرحلة ما بعد الاستقلال، مشيرة إلى أن الحزب فضل المشاركة في تدبير الشأن العام وقبل العمل من داخل المؤسسات وقواعد ” اللعبة السياسية ” التي وضعها النظام، وهو ما جعل العديد من المواطنين المغاربة يتحدثون اليوم عن خطاب جديد في المشهد السياسي المغربي قوامه ” الصدق ” و “الشفافية ” بالنظر لخطاب رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران.
وأشارت ” الواشنطن بوست ” إلى أن الأمين العام لحزب العدالة والتنمية مسرور بالعمل من داخل قواعد النظام السياسي، مشيرة إلى أن رئيس الحكومة له أسلوب « برغماتي » في العمل، حيث يفضل الاشتغال على المشاكل الاجتماعية والاقتصادية للبلاد في ظل الاستقرار وقواعد النظام السياسي عوض التنازع في الصلاحيات والاختصاصات.
ولقراءة المقال من مصدره الأصلي إليكم الرابط أسفله:
https://www.washingtonpost.com/world/africa/islamists-dominate-cities-in-morocco-local-elections/2015/09/05/ae6d4424-53a5-11e5-b225-90edbd49f362_story.html
تعليقات