صحيح أن القراءة مطلب حضاري لا بديل له، ولبنة أساسية في بناء نهضة وتقدم الأمم والشعوب، والأمة التي لا تقرأ قتلت نفسها بنفسها، وصحيح كذلك أن القراءة هي أول أمر إلهي في التنزيل الحكيم، وهي الوسيلة الأكثر فاعلية والمعتمدة في اكتساب المعرفة ..
إلا أن الذي غفل عنه الكثيرون هو أن المطلوب ليس القراءة في حد ذاتها، بل القيمة المضافة منها، فمن الخطأ اتخاذ القراءة غاية وهدفا بينما هي وسيلة.. ما أقصده هو أن المطلوب ليس القراءة وحسب، بل القراءة التي تنفع الأمة الإسلامية والإسلام، وبناء على ذلك فإنه وبالرغم من أن نسبة القراء متدنية جدا في أمتنا، إلا أنه سواد أعظم كذلك ضمن هذه النسبة لا يستفيد من قراءته إلا دور النشر وباعة الكتب، وهذا ما أسميه القارئ المتوحد، والتوحد حالة نفسية تجعل صاحبها منغلقا على ذاته، يفعل كل شيء لنفسه ولا يتفاعل مع غيره. أو لنكن أكثر جرأة ونسميه القارئ الأناني، أليست قمة الأنانية في الظروف الحالية أن تؤثر نفسك على أمتك في سبب أساسي ورئيس من أسباب النهضة والتقدم؟
فما المطلوب إذن مني كقارئ مسلم؟
بكل اختصار، أن تقرأ ما ينفعك وينفع أمتك، وتبلغ منه ما استطعت ولو فكرة..
والتبليغ درجات، أدناها التبليغ الفردي، وهو التبليغ الذي يتم على مستوى فردي مع المعارف والأصحاب، وأعلاها التبليغ الجماعي المنظم، الذي يكون عن طريق أنشطة عامة: محاضرات أو عروض أو ندوات.. أو الكتابة والتأليف والترجمة.
باختصار شديد، ما نحتاجه اليوم كأمة مسلمة، ليس أفرادا يقرؤون بل أمة تقرأ بأفرادها.
-تعريف بالكاتب-
“خالد مربو تيزنيتي من مواليد سنة 1991، حاصل على شهادة الباكالوريا في العلوم الرياضية من ثانوية المسيرة الخضراء، يتابع دراسته حاليا بماليزيا تخصص هندسة النانوتكنولوجيا، مدون باللغتين العربية والإنجليزية وكاتب هاو في المجال الأدبي والفكري والعلمي التقني ومطور مواقع.
للتواصل: [email protected]
الموقع الشخصي: www.khalidmarbou.com“