توجه ثمانية عشر مدرسا مغربيا أمازيغيا، في الثالث والعشرين من نونبر 2009، إلى «معهد ياد فاشيم الدولي للدراسات حول الهولوكوست»، من أجل المشاركة في حلقة دراسية حول المحرقة اليهودية، بدعم من «مؤسسة عائلة أديلسون». حسب ما ذكره المعهد، فإن أحد المشاركين كان قد استمع إلى إحدى المحاضرات التي ألقاها «ماريو سيناي» بإسبانيا، وطرح عليه فكرة تنظيم
حلقة خاصة بالمدرسين المغاربة يحتضنها معهد ياد فاشيم، فما كان من الفرع الأوربي للمعهد إلا أن رحب بذلك المقترح وأرسل في طلب بعثة خاصة من المدرسين المغاربة من بينهم نشطاء جمعويون أمازيغ.
ولقد زار المشاركون «متحف تاريخ المحرقة» ومعرض «بيسا» للصور الفوتوغرافية الذي يظهر كيف قام مسلمو ألبانيا بإنقاذ اليهود خلال فترة المحرقة. كما حضر المشاركون عددا من المحاضرات حول المحرقة ومعاداة السامية، والتقوا مع بعض الناجين. وتميزت الزيارة أيضا بلقاء الصحافي إيمانويل هالبرين، الذي يعتبره الإسرائيليون أحد رموزهم الإعلامية، إلى جانب عقد لقاء مع عضوي الكنيسيت ياكوف إدري، من حزب كاديما، ودانييل بن سيمون، من حزب العمل، وكلاهما ينحدران من أصول مغربية.
ونقلت النشرة الإخبارية لمعهد ياد فاشيم عن قائد البعثة الأمازيغية، بوبكر أوتادايت، قوله بأن اهتمامه بتاريخ الهولوكوست نابع من دراسته لتاريخ ألمانيا بالجامعة بالدار البيضاء. كما أوردت نشرة المعهد تصريحا لأحد المشاركين الآخرين الذي قال: «باعتباري سوسيولوجيا، أنا لا أستطيع فهم كيف يمكن للناس تجاهل إخوتهم وتحقيرهم وقتلهم بتلك الطريقة الوحشية». وأضاف بالقول: «إن معهد ياد فاشيم يقوم بدور بطولي في مجال حقوق الإنسان… لأنه ينقل رسالة كونية إلى الإنسانية جمعاء. عندما تكون في معهد ياد فاشيم، فإنك تدرك بأن الحوار بين الأشخاص من كل الأجناس والأديان والطوائف هو الحل».
وأكد أرييل ناهمياس، رئيس المكتب الفرنسي بالمعهد، أن أولئك المدرسين يقومون بشكل غير رسمي بتدريس تاريخ الهولوكوست بالمغرب. وهو ما أثار غضب جمعيات أمازيغية ونقابات مغربية من بينها النقابة الوطنية للتعليم العالي بكلية العلوم بأكادير التي أصدرت بيانا استنكرت فيه بشدة إقحام اسم الأمازيغ في عملية التطبيع تلك. ومن جهتها عبرت دوريت نوفاك، مديرة المعهد، عن تطلعها لاستقبال المزيد من البعثات من المغرب.
وكانت مجلة «الرابطة» الإسرائيلية قد كشفت عبر موقعها الإلكتروني عن بعض الحيثيات التي أحاطت بتلك الزيارة، التي تعتبر الأولى من نوعها من بلد مسلم، حيث سلطت الضوء على طبيعة العلاقة القائمة بين «جمعية الصداقة الأمازيغية اليهودية» التي تم أحدثت في ماي 2007، والتي تروم، حسب المجلة، التنسيق مع الإسرائيليين في بعض «مجالات التعاون» السياسي والثقافي والسوسيو اقتصادي.
الكاتب عبد الله أوسار عن يومية الإتحاد الاشتراكي ليوم 10/9/2010