الأحد 20 أبريل 2025| آخر تحديث 9:07 06/04



وزير الأوقاف يطالب تيزنيت بـ “تسييج مؤسسة العلماء”


التوفيق:”من مصلحة جميع المناضلين السياسيين الانخراط في إطار مشيخة العلماء وإمارة المؤمنين”خلال الأيام الدراسية لإحياء الذكرى الألفية لمدرسة وكاك بن زلو اللمطي التي تنظمها جمعية علماء سوس بتيزنيت، أيام 28 و29 و30 ماي 2010، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، تحدث وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية السيد أحمد التوفيق عن المدارس العلمية العتيقة التي….

 لم تنخرط بعد في مسلسل التأهيل بلغة فيها تهديد بمقاطعتها وحدد لها آجالا للإسراع بتقديم ملفاتها، وصرح أن عدد هذه المدارس لا يتجاوز 15 بالمائة على الصعيد الوطني. وأبرز أن التعليم العتيق وبرنامج الشأن الديني عليه أن يبقى متميزا ومسايرا لمتطلبات العصر، حتى يفتح آفاقا جديدة للطلبة الخريجين. وأضاف في هذا الباب أن الوزارة قررت تعديل نظام الامتحانات داخل المدارس العلمية العتيقة انسجاما مع روح بنود الميثاق الوطني للتربية والتكوين والمخطط الاستعجالي، وذلك بعدم اعتبار عامل السن لولوج الكتاتيب القرآنية والمدارس العلمية العتيقة. وطالب احمد توفيق في معرض حديثه، جمعية علماء سوس بتقديم ملتمس لجلالة الملك، بصفته أميرا للمؤمنين وحامي حمى الوطن والدين، ليكون تأسيس الجمعية واشتغالها وفق ظهير ملكي شريف، كما هو الشأن لرابطة علماء المغرب، وبرر الوزير مقترحه بالمستجدات والتطورات التي شهدها الشأن الديني في المملكة، خاصة الخلط بين ما هو سياسي ومدني، وأكد أن كل ما له علاقة بالعلوم الشرعية والدينية مرتبط مباشرة بإمارة المؤمنين.وفي ثنايا حديثه، جدد السيد الوزير مطلبه لأعضاء جمعية علماء سوس، حيث جاء على لسانه لأكثر من أربع مرات، مضيفا أن العلماء المؤسسين للجمعية كانوا رجال ثقة علمية أدّوا رسالتهم كما يجب زاهدين في الدنيا.كما قال بأن العلامة وكاك بن زلو اللمطي كان عالما للأمة وذا علم شرعي وثقة وبَركة، إذ كان المؤمنون يتبركون بدعائه “ونحن في حاجة إلى علماء نتبرك بدعائهم، وهذه خصال من كانوا قبلنا”.وتحدث الوزير عن تصنيف للعلماء، حيث أشار إلى أن “العلم لا يقاس بالشهادات وليس كل ما يبث عبر الهواء، ولكن العلم ما ينفذ إلى القلب ويشفي الضمائر وأن عالم الأمة هو الذي يخدم ثوابتها”. وأضاف بأن أحد البلدان الإسلامية العريقة انبهروا أمام البرامج والخطط الدينية وأسلوب المغرب في تعامله مع علمائه والعناية بشؤونهم. كما أكد على ضرورة تسييج وتأطير مؤسسات العلماء لحمايتهم في إطار المشيخة وإمارة المؤمنين، وناشد السيد الوزير كل المناضلين السياسيين الانخراط في هذا المخطط والبرامج الإصلاحية للشأن الديني بعيدا عن “الغوغائية وإلقاء الكلام على عواهنه”. وطالب من سماهم بالمتسرعين الذين يبحثون عن أشياء أخرى “الاشتغال خارج مؤسسة العلماء لأن عالم الأمة يتميز بقوة الصبر على تحمل الأذى”، مستشهدا بأن علماء سوس، كما جاء في أحد كُتب العلامة المختار السوسي، لهم سلطةً اكتسبوها بفضل زهدهم في سلطة الدنيا وتعلقهم بالعِلم الشرعي وخدمة الدين، وناشد علماء سوس بالاقتداء بأجدادهم السابقين. كما أوضح أن ضرورة الارتباط بالمشيخة وامتلاك سلطة اجتماعية وتأهيل التعليم العتيق وتطويره، هي تحديات ثلاثة تواجه علماء المغرب في العصر الحاضر. على هامش النشاط و أثناء حديثه عن نظرة الغربيين للمغرب في القرن الماضي، أشار عضو أكاديمية المملكة المغربية السيد عبد الهادي التازي في حضور السيد وزير العدل الأستاذ محمد الناصري، أن الأجانب كانوا يصفون الأحكام المغربية التي يصدرها قضاة المغرب بـ “الأحكام المريخية” (نسبة إلى كوكب المريخ) في إشارة منهم إلى الأحكام الظالمة. كما طالب التازي من المنظمين تخصيص النشاط المقبل لموضوع المرأة وإسهامها العلمي والجهادي في منطقة سوس العالمة، بعد أن لاحظ غياب العنصر النسوي ضمن المُحاضرين والحضور.رغم تَشُّرف المنظمين بالرعاية السامية لصاحب الجلالة، فقد شهد التنظيم ارتباكا واضحا، حيث تأخرت أشغال الجلسة الافتتاحية لساعتين، الساعة 10 و50 دقيقة بدل 9 صباحا، وغابت لجنة استقبال الضيوف الذين حجوا من داخل المغرب وخارجه، خاصة من موريتانيا، تونس ونيجريا، واستاء بعض المشاركين من تباين الجودة في محافظ الدورة، فيما حُرم منها الغالبية العظمى من الحضور ولم يُُسلم لهم حتى برنامج الأنشطة.و لقد اضطر المنظمون لنقل أشغال باقي الجلسات من قاعة العروض لدار الثقافة إلى القاعة الكبرى لمقر عمالة تيزنيت التي استقبلت جلسة الافتتاح، بعد تدخل الكاتب العام للمجلس العلمي الأعلى الذي سجل أن قاعة دارة الثقافة غير مناسبة للندوات، خاصة بعد أن وجد العلماء والفقهاء والطلبة والحضور صعوبة الولوج إلى المقاعد الوسطى للقاعة نظرا لازدحام الصفوف. نظر عامل إقليم تيزنيت نظرة استغراب إلى السيد وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، حين قال السيد الوزير أن عمالة تيزنيت وضعت رهن إشارة الوزارة بقعة أرضية لبناء مدرسة علمية عتيقة وفق المنظور الجديد للوزارة لتحديث الشأن الديني و”تسييج” مؤسسة العلماء، حسب لغة الوزير.وحينه، تساءلت بعض فعاليات المجتمع المدني حول السبب الذي جعل عمالة تيزنيت “تتبرع”على أغنى وزارة من حيث الأراضي التي تتوفر عليها، في الوقت الذي تحتاج فيه عدة جمعيات وإدارات محلية إلى مثل هذه الالتفاتة.و قد استاء بعض الفقهاء وطلبة المدارس العتيقة من إقصائهم من وجبة العشاء لليوم الأول، مع العلم أن الميزانية المخصصة للذكرى قُدرت بعشرات الملايين، بالإضافة إلى أن الجمعية المنظمة – حسب مصادرنا- تتوفر على رصيد مالي مهم. كما تساءلت بعض فعاليات الجماعة القروية لأكلو، موطن العلامة بن زلو اللمطي الوكاكي ومدرسته، عن الأسباب التي جعلت المسؤولين ينظمون الذكرى بعيدا عن أكلو.