توجت الطالبة الجامعية إيكن دهو، يوم السبت، بلقب “ملكة الورود” وذلك في النسخة الـ 53 للمهرجان المعروف في المغرب باسم “ميس روز”، والذي يختتم فعالياته اليوم الأحد.
المهرجان انطلق، الخميس الماضي، ببلدة قلعة مكونة، البلدة الأمازيغية الصغيرة الواقعة جنوب شرقي المغرب، والتي تبدو وفية لتقليد احتفالي بدأ فيها منذ أوائل الستينيات من القرن الماضي.
واختيرت دهو، وهي ابنة أول ملكة في تاريخ مهرجان الورود، بعد تنافس مع التلميذة بسلك الباكالوريوس (مرحلة التعليم الثانوي)، حسناء أيت بها، التي احتلت المركز الثاني، فيما ذهب المركز الثالث للطالبة الجامعية، حنان أيت الشلح.
وتم تقديم، إيكن دهو، المتوجة بلقب النسخة الـ 53 للمهرجان، للجمهور في كرنفال شعبي جاب، مساء يوم السبت، شوارع قلعة مكونة، عاصمة الورود بالمغرب، بحضور أكثر من 25 ألف شخص من زوار المهرجان المغاربة والأجانب.
وقالت إيكن دهو لوكالة “الأناضول”: “تتويجي ملكة للورود رد اعتبار للمرأة الأمازيغية الواعية المثقفة”.
وأضافت: “رغبتي أن نساهم في تنمية هذه المنطقة بإبراز كل المبادرات والكفاءات التي ستجلب لهذه الرقعة الجغرافية فرصا واعدة للتنمية بالاعتماد على خيرات البلد، ومنها الورود العطرية”.
وتأمل ملكة الورود أن يكون تتويجها باللقب مناسبة للمشاركة في أعمال خيرية ستعود بالنفع على أرياف مناطق “مكون” و”بومالن” و”دادس”، جنوب شرقي البلاد.
ومنذ عام 1962، انخرطت قلعة مكونة في تقليد محلي لاختيار ملكة الورود، وذلك من وحي العلاقة بين الورود وصيانة جمال المرأة؛ إذ تتقدم فتيات يشترط انحدارهن من المنطقة ذاتها للترشح للفوز بلقب الملكة، وتختار من تضافر فيها الجمال الخارجي مع الفطنة والمعرفة بتاريخ المنطقة وتقاليدها.
وحول الدورة الحالية من المهرجان، قال يوسف بوري، رئيس لجنة تنظيم مسابقة ملكحة الورود، لـ”الأناضول” إن 40 فتاة من حوض مكون بدرعة (رقعة جغرافية جنوب شرق البلاد) تنافسن هذا لقب هذا العام”.
ومضى قائلا: “دورة هذا العام ناجحة بكل المقاييس مشاركة وتنظيما وتنافسا على اللقب”.
وأضاف أن “لجنة تحكيم المسابقة حصرت معايير ملكة الورود في: حسن الخلق، والإلمام بالثقافة المحلية الأمازيغية، وحسن الجمال (الحد الأدنى منه)، وجمال الزي الأمازيغي المحلي، وأن يكون عمر المترشحات يتراوح ما بين 18 إلى 28 سنة، فضلا عن المستوى الثقافي الذي لا ينبغي أن يقل عن المتوسط”.
وأوضح بوري أن “جائزة رمزية خصصت للمتوجة بلقب نسخة عام 2015 قيمتها المالية 10 آلاف درهم” (1176 دولارا).
ودأب منظمو مهرجان الورود بالمغرب على تنظيم هذه المسابقة بشكل منتظم سنويا منذ عام 1962.
وضمت لجنة تحكيم المسابقة هذا العام، حسب بوري، ممثلين عن السلطات المحلية والمجتمع المدني و”الفيدرالية البيمهنية للورد العطري بالمغرب” (هيئة غير حكومية تجمع مهنيي الورود العطرية بالبلاد).
وتعد زراعة الورد النشاط الاقتصادي الرئيس لساكني المنطقة التي لا يكاد يخلو بيت فيها من قطعة أرض صغيرة تنمو فيها تلك الزهرة التي تحمل اسم “الوردة الدمشقية”، التي يستقطر منها ماء الورد، ويعلب في قنانٍ تصدر إلى المناطق الداخلية للمملكة وبعضها إلى الخارج.
سعيد أهمان – الأناضول
تعليقات