مازالت الآثار السلبية التي أوقعتها الأمطار السابقة بمركز بلدية تافراوت إقليم تيزنيت تظهر من فينة لآخرى في أماكن متفرقة من” المدينة”، فلم تسلم بعض قنوات صرف المياه العدمة من خراب وتضررت بشكل واضح بكل من محاذاة واد تافروات بموقع السوق الأسبوعي والجناح الشمالي لحي أضاض على هامش “المدينة” ، وقد عاينت تيزبريس المياه العدمة تنساب من القنوات المتضررة منذ عدة أيام مخلفة آثار سلبية على المحيط السكني والبيئي والسياحي “للمدينة” دون أن يتم التدخل المستعجل من قبل الجهات المسؤولة محليا وفي مقدمتها المجلس البلدي لبلدية تافروات وإدراة قطاع الماء حيث كان المبرر الذي تقدمه هذه الجهات بحسب مشتكين هو انتظار وصول فرقة خاصة من مدينة تيزنيت و التي حلت مؤخرا بالمدينة مما سمح بالتدخل من أجل إصلاح هذه القنوات، وقد وقفت “تيزبريس” على مستوى هذه الإصلاحات التي أنجزت على المستوى الموقعين المذكورين ولاحظت انه تم استعمال نوع من القنوات البلاستيكية يوحي بأنها سبق استخذامها أو تم اهمالها حتى تغيرت حالتها وتكسوها طبقة بنية بحسب معاينة تيزبريس لذلك زكتها في نفس الوقت شهادات مواطنين قبل وضعها وتغطيتها بشكل جزيء في الموقع الأول، ومن جهة أخرى زارت تيزبريس الموقع الثاني في الجزء الشمالي لحي أضاض على هامش المدينة حيث فاق الضرر درجة مهمة ولم يختلف مستوى التدخل عن سابقه فقد تم الإستغناء عن القنوات الإسمنتية واستبدلت بأخرى بلاستيكية التي تمر بمجر مائي فاقت حمولته المائية تقديرات المسؤولين الذين خططوا لمرور الشبكة في هذا المجرى المائي.
وفي نفس السياق فقد تم اسدال الستار عن أشغال توسيع شبكة تطهير السائل بكل من حي تيفراضن وجزء من حي اكلكال واضعة بذلك الحد لشكايات قاطني حي تيفراضن الذين كانوا يؤدون اقتطاعات تطهير السائل دون وجوده عدة سنوات، في حين لم يتمكن جزء مهم من ساكنة حي اكلكال من الإستفاذة من المشروع بسبب ضعف التمويل ونظرا للإشكالات التقنية المعقدة للشبكة بذات الحي بحسب تصريحات المسؤولين. ومن جانب آخر مازالت محطة معالجة المياه العدمة المحدثة منذ بضع سنوات عاجزة عن تحقيق الأهداف المسطرة في مشروعها فقد تحولت فقط إلى مكان تتجمع فيه بعض كميات المياه العدمة إلى أجل مسمى في حين تأخذ البقية مسارها في الغيابات الباطنية للمدينة التي تراهن وزارتي الفلاحة والسياحة جعلها نموذجا لمخططات عملها.
هذا ويذكر أن المدينة عاشت قبل الأمطار الأخيرة أزمة في الماء الشروب أربكت جميع المسؤولين وكل المرافعين عن قضايا المنطقة وأرغمت السلطات الإقليمية لعمالة تيزنيت على توقيع محاضر اجتماعات أكدت على برمجة مشاريع مهمة لمعالجة المشكل مازال المواطن التافرواتي ، إلى حدود هذه الساعة،ينتظر البدء في تفعيلها وفاء للعهد بحسب تعبير أحد الفاعلين السياسيين بالمنطقة.
فمتى يحضر الضمير المجتمعي في قلوب المسؤولين في مختلف الأشغال التي يشرفون عليها؟ يتساءل أحد التجار “بالمدينة”.
الحسين العوايد – تافراوت
في ظل الغياب التام للرؤية المستقبلية للمجلس البلدي لتافراوت حول نسق الأولويات فيما يتعلق بالبنيات التحتية ومن ضمنها التطهير السائل وقنوات الصرف الصحي بكافة أحياء البلدية ،وليس فقط مركز تافراوت ، يبقى المشكل عالقا ، مما يثير عدة إشكاليات بيئية خطيرة ، ومنها بالأساس ثلوت الفرشة المائية بالمياه العادمة ، حيث أن أغلب ساكنة الأحياء التابعة للجماعة الحضرية لتافراوت تعاني الأمرين في هذا المجال ، وذلك بالرغم من وجود مصالح المكتب الوطني للماء الصالح للشرب ، إذ يتم الإعتماد فيما يتعلق بالصرف الصحي للمياه المستعملة على آبار الإستبراء وليس حتى على مطمورات باطنية بالمعايير التقنية المتعارف عليها .
وكل هذا يشكل بالطبع قنبلة بيئية موقوتة لم يتجرأ ، للأسف الشديد ، أي مجلس من المجالس المتعاقبة على هذه الجماعة في البحث عن حلول لها أو حتى مجرد الخوض فيها .
وما يشكله اليوم ما يسمى بمشروع ” محطة تصفية المياه العادمة ” الموجود شمال مركز تافراوت ليس إلا مشروعا صوريا محضا ومنشأة معطلة تماما عن العمل .
والأنكى من هذا وذاك ،أن المياه العادمة لمركز تافراوت والتي تضخ بهذه ” المحطة ” ،يتم تفريغها في مجرى وادي تافراوت في اتجاه أرض جماعة أملن حيث يتم جلب الماء ” الصالح للشرب ” من طرف مصالح المكتب المذكور وذلك طبعا في إطارما يمكن أن نسميه ” بضاعتنا ردت
إلينا ” وهنا مكمن الخطر .
فهل يعقل أن يتم تدبير قطاع الماء الشروب بدون وجود تدبير معقلن ومتزامن للمياه العادمة؟