الأحد 8 سبتمبر 2024| آخر تحديث 12:11 06/17



أكادير :طلبة شعبة التاريخ والحضارة ينظمون أمسية تراثية بامشكيكلن

أكادير :طلبة شعبة التاريخ والحضارة ينظمون أمسية تراثية بامشكيكلن

بعض الطلبة مع الأستاذة المشرفة الراجي

نظم خمسون طالبا وطالبة تخصص مسار التراث – الفصل السادس- بجامعة ابن زهر يإشراف من الأستاذة خديجة الراجي في إطار وحدة: “الاعلاميات المطبقة على التراث”، نظموا أمسية تراثية بأكادير إمشكيكلن بإقليم اشتوكة أيت باها مساء يوم السبت 14 يونيو 2014، وتعد هذه المرة الأولى حسب الأستاذة الراجي “التي يحتفي بها شباب بتراثهم على مشارفه وتحت نظره. شباب وأي شباب! طالبات و طلبة جاءوا من كل أرجاء الجنوب، من أقصى الجنوب من السمارة والداخلة، ومن آسا والطنطان وكلميم وسيدي افني، من واحات درعة: طاطا وفم لحصن وفم زكيد وزاكورة، ومن الأطلس الصغير الغربي لخصاص، ومن بسيط تزنيت وأربعاء الساحل، ومن سهل سوس: أزرو وهوارة وتارودانت ومن الأطلس الكبير الغربي: حاحا وأولوز. يجمعهم تخصصهم في التراث وإيمانهم بضرورة الحفاظ على الهوية الثقافية التى تستمد وحدتها في تعددها. جاءوا جميعا لقول: لا للإهمال الذي تتعرض له ايكودار”. وقد تطوع لتأطير هؤلاء الطلبة في دورات تكوينية نقلا عن الأستاذة الراجي: “كل من الباحث رحال مبارك والباحث مصطفى المرحوم والباحث والاعلامي النعمة ماء العينين، والأستاذة الجامعية والفنانة الفوتوغرافية فريدة بوعشراوي. وكانت للطلبة والطالبات عدة زيارات ميدانية لقرية امشكيكلن ومحيطها بتأطير من الأستاذة خديجة الراجي وبدعم من أمين آكادير امشكيكلن السيد مبارك بن عمر”.

ابتداءا من الساعة السادسة مساء من يوم السبت 14 يونيو 2014 بدأ الزوار والحضور يتوافدون على أكادير إمشكيكلن مكان الحفل التراثي، وقد أشارت الأستاذة الراجي لهذه الأجواء الحميمية بالقول: “توافد علينا الأستاذة وطلبة سلك الدكتوراه وطلبة سلك الماستر تخصص تراث ومحبي التراث ومهتمين ومشجعين، وكنا كلما حل بين ظهرانينا ضيف تلقف الطلبة بفرح وحبور وقادوه في جولة سياحية بآكادير امشكيكلن يسابقون الوقت، قبل أن يحل عليهم الظلام فلا يمتعوا نظرهم بدقائق أموره  دقة بنائه. تحول طلبتنا إلى مرشدين سياحيين، مرشدين كما نتمنى ونطمح، مرشدين مثقفين واعين بقيمة المعلمة التراثية التي نالوا شرف التعريف بها. وكنت كلما نظرت إلى وجه أحدهم وهو يشرح ويسرد حكاية هذا الآكادير ألاحظ سعادته الغامرة. لما لا وقد قادته هذه التجربة الفريدة إلى ان يكون هو مصدر العلم بعد ان كان طالبه”.

وقد انطلقت أشغال الأمسية التراثية التي حملت شعار: “يوم من حياة آكادير امشكيكلن”، بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، وتلا هذه الآيات الجليلة كلمة للأستاذة خديجة الراجي رحبت من خلالها بالحضور، وأكدت على الأهمية التاريخية والتراثية لأكادير إمشكيكلن، ودعت الساكنة المحلية للحفاظ عليها بإعتبارها خزانا للذاكرة الجماعية للمنطقة. وبعدها تم عرض الشريط الوثائقي الأول من انجاز الطلبة حول استعداد مدشر امشكيكلن لاستقبال ضيوفه. قام الطلبة فيه بتمثيل الحياة داخل مدشر إمشكيكلن قديما مركزين على اللباس التقليدي ونوع الوظائف والواجبات التي تقوم بها المرأة والرجل بالمدشر استعدادا لاستقبال الضيوف. وتلا هذه الفقرة عرض شريط تشخيصي بالآمازيغية أيضا بعنوان:”يوم من حياة آكادير امشكيكلن” أبدع فيه الطلبة في استنطاق الرواية الشفوية والتراث المعماري من أجل إعادة الحياة إلى هذا المخزن الجماعي. ثم عرض شريط مصور عن استقبال إيكودار للزوار من مختلف المناطق المجاورة و من جهات أخرى عبر القوافل التجارية، وقد جسد الطلبة اللحمة التي كانت بين الأمازيغ المستقرين والعرب الرحل أيام الرخاء والأمن والطمأنينة. وكان العرض الثالث فرصة لتعريف الحضور بثقافة الرحل ونمط عيشهم. وتجسيد حياة الرحل قام الطلبة بطرق خيامهم وتمثل حياتهم وإعادة انتاج سلوكاتهم اليومية في شريط قمة في الدقة والابداع وبلغة حسانية شاعرة وشاعرية.

واختتمت العروض بروبورتاج مصور دقيق عن الواقع الحالي لآكادير امشكيكلن وما آل إليه من خراب وما يتعرض له من إهمال. وبعدها وجه  الطلبة عدة توصيات لاعادة الاعتبار للمخازن الجماعية، ودعوا جميع المؤسسات والسلطات المعنية لترميم أكادير إمشكيكلن بإقليم اشتوكة أيت باها. وفي نهاية الأمسية عبر الحضور عن سعادتهم وإعجابهم الكبير بهذا المشاط المتميز. فهنيئا للأستاذة حديجة الراجي، وهنيئا للطلبة النجاح الذي حققته أمسيتهم: يوم من حياة آكادير امشكيكلن.

 محمد فراح







تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.