في إطار أنشطتها الثقافية والاجتماعية ، نظمت جمعية النهضة الاجتماعية والتعاون إكروما الدورة الأولى لملتقى إدرنان يومي 11 و 12 أبريل 2014 بدوار إكروما تحت شعار “إدرنان: عمق ثقافة التماسك الاجتماعي”. وقد عرفت هذه التظاهرة عدة أنشطة ثقافية واجتماعية ورياضية وفنية.
شهد اليوم الأول حضور السيد عامل صاحب الجلالة على إقليم تيزنيت مصحوبا بالوفد الرسمي وعدد من الشخصيات البارزة، الذي استقبل بحماس وحفاوة كبيرين من قبل السلطة المحلية وأعضاء الجمعية والأطر التربوية إضافة إلى سكان دواوير إكروما والمنطقة، حيث شرفهم السيد العامل بهذه الزيارة، التي أشرف فيها على تدشين عملية التشجير بمحيط فرعية إكروما، كما أشرف على توزيع أزيد من ثمانمئة (800) شتيلة وشجرة مثمرة على السكان، كما حضر تقديم عرض أطباق إدرنان التي فاق عددها ثلاثة وستين (63) طبقا إضافة إلى معرض المنتوجات المحلية.
وشهد اليوم الأول في الفترة الصباحية فقرة حكايات من التراث الأمازيغي للأطفال نشطها الأستاذ أحمد لبحيرة، والتي استفاد منها تلاميذ فرعيتي إكروما وانجارن وكذا أطفال المستوى دون سن التمدرس. وقد نالت هذه الفقرة استحسانا وإعجابا من طرف تلاميذ وتلميذات الفرعيتين. وتزامن هذا النشاط مع تنظيم حلقة قرآنية شارك فيها فقهاء المنطقة، إضافة إلى تقديم عرض حول “مجال الاقتصاد الاجتماعي للفئة النسوية” بحضور عدد مهم من نساء دواوير إكروما.
واختتم اليوم الأول بتنظيم أمسية فنية بمشاركة فرقة احواش والفكاهي بوشعيب أبعمران ومن تنشيط زهرة أمكرود، التي أتحفت الجمهور ببعض الأراجيز الشعبية.
وفي اليوم الثاني انطلقت مسابقتين في رمي الصحون من تنظيم جمعية تكانت اكويان للقنص. وقد فاق عدد المشاركين اثنان وأربعون (42) مشاركا في المسابقة الأولى وثمانية عشرة (18) في البطولة. وحظيت هذه المسابقة بإعجاب الجمهور الذي هب بكثافة لمشاهدة هذه العروض الرياضية الفريدة من نوعها التي قدمت لأول مرة بالمنطقة.
وتتميما لأنشطة الملتقى، نظمت مسابقة في السباق على الطريق، شارك فيه تلاميذ فرعيتي إكروما وانجارن التابعتين لـ م/م اشنيظ أحمد بن بلعيد، تحت إشراف الأستاذين: محمد بوكورن و عبد الرحمن الهاشي، والمؤطر الرياضي رضوان أيت حيدى. هذا النشاط الرياضي تضمن مسابقة من أربع فئات: الذكور والإناث (كبار وصغار). وقد نالت هذه التظاهرة الرياضية استحسانا كبيرا من طرف التلاميذ والتلميذات المشاركين فيها.
هذا وقد عرفت الفترة المسائية أنشطة ثقافية تجلت في مسابقة في حروف تيفناغ وورشة في الجداريات لفائدة التلاميذ بتأطير من الأطر التربوية بالمؤسسة بشراكة مع النيابة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية. وتزامنا مع ذلك نظمت بقاعة الاجتماعات بجماعة انزي ندوة ثقافية حول موضوع إدرنان، التي عرفت مشاركة فعالة من قبل الفاعلين الجمعويين وكذا الأساتذة الذين أطروا هذه الندوة. كما خرجت بتوصيات تمحورت حول أهمية هذا الملتقى، وكذا الجهود التي بذلت من أجل إنجاحه. كما ثمن الحاضرون هذه المبادرة ودعوا إلى تنظيم هذا الملتقى في دورات أخرى. كما نوه الحاضرون بمجهودات الجمعية؛ هذه الجمعية الفتية رغم إمكانياتها المحدودة وتجربتها المتواضعة برهنت عن مستوى فائق في التنظيم الجيد خاصة بالعالم القروي، الذي يحتاج إلى مثل هذه الملتقيات الدينية والثقافية والفنية والرياضية والاجتماعية التي تساهم في تنمية المنطقة.
واختتم هذا الملتقى بأمسية فنية كبيرة شارك فيها عدد من الفنانين: عمر أسملال، محمد أجوجكل، أحمد أو ماست، لحسن أوبيهي أشتوك، ومن تقديم وتنشيط زهرة امكرود. هؤلاء الفنانين الذين اتحفوا الجمهور بقطع غنائية أمازيغية جميلة، كما تخلل هذه الأمسية فقرات وقصائد شعرية أمازيغية ألقاها الشاعر محمد نبيه.
وبهذه المناسبة فإن الجمعية تتقدم بأحر التشكرات للسيد عامل صاحب الجلالة على إقليم تيزنيت ورئيس المجلس الإقليمي والوفد المرافق لهما، وكذا السلطة المحلية وأعضاء الجماعة القروية لأنزي والأطر التربوية بـ م/م اشنيظ أحمد بن بلعيد وجمعيات المجتمع المدني، كما نتقدم بالشكر الجزيل لساكنة المنطقة خاصة وسكان إقليم تيزنيت عامة، وكل من ساهم من قريب أو من بعيد في إنجاح هذا الملتقى الأول من نوعه.
ومن خلال هذا الملتقى فقد حققت جمعية النهضة الاجتماعية والتعاون إكروما ما تهدف إليه من إحياء التراث الثقافي وصلة الرحم وتمتين العلاقات الاجتماعية من جهة وتنمية المنطقة من جهة ثانية.
تعليقات