الطاهر أقديم – تيزبريس
نفاجأ في كل يوم بأحداث شغب في ملاعبنا الرياضية وخاصة تلك التي تحتضن مباريات كرة القدم، أبطالها أشخاص لاعلاقة لهم بالرياضة لا من بعيد ولا من قريب، إنما همهم الوحيد إفساد الفرجة والمتعة وعكر الأجواء في المدرجات لتشتعل نيران شغب خلف في أكثر من مرة قتلى وجرحى وخسائر مادية لاتعد ولا تحصى، وفي كثير من الأحيان تشهد بعض مباريات كرة القدم، أحداث عنف لا صلة لها بالرياضة وتحولت من نزالات كروية إلى معارك حامية الوطيس .
الجمهور الرياضي عامة والكروي خاصة لا علاقة له بمثل هذه الأحداث والجمهور الذي نبحث عنه يجب أن يكون ملتزما ومنضبطا بعيدا عن التعصب والعنف لأنه يبقى في كل الأحوال الرافد الدائم الذي يمد الملاعب بأسباب الديمومة والتطور، كما يعد عنصر دفع لتقديم أفضل وأجمل المقابلات .
اللجوء إلى الأساليب الغريبة والطارئة لن تأتي بالنفع على رياضتنا لا من قريب ولا من بعيد، بل ستجرنا إلى الهواية أكثر من التي نمارس فيها حاليا، فمن يهوى الكرة ويتابعها بشغف مرحبا به في مدرجاتنا أما أصحاب الشغب والعنف لا مكان لهم في الرياضة والوطن .
التعامل مع هؤلاء الذين يفسدون المباريات ويحدثون هلعا وسط الأنصار ويمسون بالنظام العام للدولة، يجب أن يكون بقوة وتتخذ في حقهم قرارات جريئة حتي لا تتكرر مثل هذه المشاهد المؤسفة لأن عواقبها وخيمة، أدركنا هذا فأصبح تخوفنا كبيرا من تأثر الناشئة بمثل هذه السلوكات وقد تبعدهم شيئا فشيئا عن قيم مجتمعنا، وقد تجعلهم يلجؤون إلى هذه الأفعال الإجرامية مستقبلا .
إلى متى سنستمر في هذا الوضع ؟
لقاءات كروية كثيرة عرفت أحداث لا أخلاقية وإصطدامات في مدرجات أعدت خصيصا لمشاهدة الإبداعات التي ترسم في أرضية الميدان، هذه الأحداث لايسعنا إلا أن نقول عنها إجرامية والأمثلة كثيرة وماخفي كان أعظم .
يبدوا لي أن هذه الظاهر تضر بالرياضية الوطنية، ظاهرة غير صحية بالمرة، وفي ظل غياب إرادة قوية وسياسة واضحة المعالم للحد من إنتشار هذا الفيروس الذي ينخار جسم رياضتنا، لن يتغير الحال بل ستزيد الأمور تعقيدا وقد نصل إلى ما لايحمد عقباه، وعلينا أن نحسب جيدا حساب الخطوات المستقبلية، حتى لانرجع إلى العصور القديمة ونسقط في فخ الصراعات اللامحسومة .
على الرغم أن الجامعة المغربية لكرة القدم، حاولت في أكثر من مرت أن تحد من هذه الظاهرة، وذلك بفرض عقوبات أو منع الجماهير من حضور بعض المواجهات، إلا أن ذلك لم يجدي نفعا، واستمر الحال على ماكان عليه، في مثل هذه الوضعيات يجب أن تكون القرارات جريئة وضرب بيد من حديد كل من سولت له نفسه أن يكون فوق القانون، وغير مسموح التعامل بطرق ملتوية، لأن القضية وطنية ولا مكان للفوضى .
لانستغرب ، ولانستبعد أن تشهد الأيام المقبلة أحداث مماثلة، لأنه لم يعد خافيا على أحد أن جماهير الفرق الوطنية لها عداوة فيما بينها، هي ظاهرة تهدد وبدون شك سلامة المجتمع ونحن في غنى عن آثارها السلبية، الأسباب متعددة والنتائح قاسية والمسؤولين في غفلة، فلماذا كل هذا ؟
تعليقات