الإثنين 16 سبتمبر 2024| آخر تحديث 2:16 08/29



سيدي احمد اوموسى ..موسم بدون تصوف ليس موسما !

سيدي احمد اوموسى ..موسم بدون تصوف ليس موسما !

ابراهيم وزيد

غابت جلسات الوعظ والارشاد باللغة الامازيغية عن رحاب القاعة الفسيحة لجامع تازروالت، المرفوعة بأربعين سارية (أي نفس عدد المجاطيين، الذين استقدمهم سيدي احمد اوموسى لبناء الجامع في القرن السادس عشر)، كانت حلقات صوفية يحضرها جمهور غفير، وتبث للذين يقتعدون في جنبات الزاوية وأسطحها الفسيحة عبر مكبرات الصوت.. ويعزى غياب الحضرات الصوفية خلال هذه السنة، الي تأخر الجولة الصيفية لفقراء اداولتيت، اذ انطلق الطواف السنوي متأخرا عن موعده، وهم الآن في مرحلة تنالت آيت صواب..
اعتاد الدرقاويون إقامة حضرات صوفية في مناسبات معينة، يتعلق كثير منها بذكرى وفاة من يرونهم أولياء وصلحاء ومنهم سيدي احمد اوموسى.. غالبا ما يتحلقون حول وعاظ معروفين، أشهرهم سيدي علي البعمراني… من الصفات المطلوبة في الواعظ أن تكون له القدرة على التأثير في نفوس العامة بحسن الصوت والايراد قصد دفع المذنبين الى البكاء والى التوبة.. والتوبة كما هو معلوم من المفاهيم الأساسية لدى الصوفية وهي أول مراتب التصوف ومقاماته…
الطواف ركن أساسي في الممارسة الصوفية بسوس، الدراويش يعرفون أين يجدون الله، لا يطوفون حول الكعبة ويطوفون حول ديار الفقراء فما بين أزقتهم يجدون الله.. حسب كتاب “التشوف”، جنوب المغرب كان مركز الثقل الرئيس لنشاط الصوفية بما وجد فيه من رباطات عريقة استمرت في أداء وظيفتها الدينية والعلمية، لـﺫلك برزت البادية في كتب المناقب..[1] تراجع اللغة الامازيغية في الحقل الديني يعزى كـﺫلك الى تقلص انتشار التيار الصوفي ببلادنا، فالمتصوفة كما نعلم يعملون باللغات المحلية على عكس الفقهاء، الـﺫين يتشبتون باللغة العربية، ولا يقبلون غالبا أن يخلطوا فصاحتهم برطانة “البربر”، نظرا لغطرسة أغلبهم وتعاليهم عن الرعية..[2] يمكن أن تعرف من يلقي درسا من دروس الوعظ والإرشاد في الملتقيات الدينية من خلال اللغة المستعملة، فكلما سمعته يتكلم بالامازيغية فإنك أمام خطيب صوفي، ولما تلتقط أﺫنك كلاما بلسان عربي، تعرف أن المتكلم فقيه يتعالى عن قومه، وهو ينقل أحاديث شريفة نسبت الى الرسول محمد بعد قرنين من وفاته..

طبعا، دروس تفسير البخاري عادة قديمة تعود الى فترة المرينيين، فقد تميزت مجالسهم بانعقاد مجالس الحديث للتبرك به وتزايد الاهتمام بصحيح البخاري للاعتقاد بأنه يفرج الشدائد.[3]. حتى أصبحت تغلب على دراسة الحديث النبوي المظاهر الاحتفالية، حيث كان الحكام والعامة، يحضرون عند بعض الفقهاء حفل اختتام صحيح البخاري في رمضان[4]..

المتصوفة يستقبلون عموم الناس بوجه بشوش وصدر رحب، لسان حالهم يقول ما قاله جلال الدين الرومي:

– “لا يهم من أنتَ، ولا إلى أي طريقِ تنتهي، تعالَ..

– لا يهم من تكون: عابر سبيل.. ناسكاً.. أو عاشقاً للحياة. تعالَ..

– فلا مكان لليأس هنا. تعالَ..

– حتي لو أخللتَ بعهدك ألف مرة، فقط تعالَ لنتكلم عن الله







تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.