سرقة اللوحات الفنية وإخفاءها أمر جرت به العادة، لكن نحن بصدد إخفاء من نوع آخر، فقد تجرأ أستاذ على إخفاء لوحتين عن طريق حذفهما من فديو لحفل تقاعد نشره على صفحة واتساب للمؤسسة، ومنها على صفحة الثانوية على الفايسبوك؛ الشيء الذي سيجعل هذه المادة الإعلامية واسعة الانتشار، ومعها « جيمات « الأساتذة والمتتبعين المخدوعين، وأخشى كل ما أخشاه أن يصل إلى صاحبتي اللوحتين !!! لا يختلف هذا الاخفاء، مجازا، عن السرقة المذكورة سلفا، لأنه ” يسرق” فرحة تلميذتين، وحلم تحقق لهما بالانفتاح على العالم الخارجي عوض أن يبقى عملهما عملا مدرسيا ضيق الأفق! نتحدث هنا عن لوحة المسجد الأقصى بالقدس ، و لوحة ثانية تمثل المسجد الحرام في مكة ، وأرى أنه من واجبي ومسؤوليتي كأستاذ للتلميذتين، وكمؤطر لهما في هذا النشاط الفني أن أرد لهما الاعتبار.
لهذا أريد أن أبدي بعض الملاحظات عن هذا الفعل الشنيع، الذي لم يراع صاحبه لا مصلحة التلميذ، ولا مصلحة المؤسسة، ولم يكترث لحضور السيد المدير الإقليمي كشخص شمله التكريم من جهة، وتعامله بحس فني مع مجهودات التلميذات من جهة أخرى. الملاحظة الأولى ،عبارة عن تساؤل: كيف تجرأ هذا الأستاذ الذي لا صفة له لا في حفل التقاعد، ولا في المعرض الفني طبعا، على أن يصور إلى جانب مصور رسمي، وأن ينشر ويضيف ويحذف على صفحة الثانوية على الواتساب وعلى الفايسبوك، دون رقيب أو حسيب؟؟؟ كأننا نعيش فوضى تربوية!!!
الملاحظة الثانية هي أن المعرض الفني الذي أقيم بالثانوية جاء في ظاهره كقيمة مضافة لحفل تكريم العاملات والعاملين بالمؤسسة، لكنه ضمنيا يبقى عملا مستقلا لا يجب العبث به من طرف أي كان!!! هكذا، كان من الأجدى، عوض الحذف، الاكتفاء بنشر فيديو عن الحفل التكريمي فقط.
الملاحظة الثالثة عبارة عن سؤال آخر يفرض نفسه علينا جميعا كأساتذة وكإداريين لا يتعاملون مع أشخاص بالغين، بل مع فتيان وفتيات صغار وصغيرات، السؤال هو: ما هي حدود التأثير النفسي على التلميذتين اللتين أخذ منهما إنجاز اللوحتين جهدا ووقتا لا يقدران بثمن؟ وكيف نفسر وأد الفرحة التي شعرتا بها في حضور السيد المدير الإقليمي خاصة؟
لن أدخل في التفاصيل، وفي التوجه الذي يحكم الأستاذ، فذلك شأنه؛ فقط أقول إن فلسطين تتحدث عن نفسها، ونتمنى لها النصر القريب؛ ومكة يزورها ملايين المسلمين من شتى بقاع العالم كل سنة، ولن يضيرهما إخفاء صورتي المسجدين من طرف أي كان ! المجد كل المجد للتلميذات، فنانات المستقبل، ولكل من شجعهما وساعدهما، من قريب أو بعيد!!!!
كان آخر كلام قلته للتلميذات هو المثابرة وعدم ترك هذه الموهبة تضيع ببن طيات الزمن، وكان الجواب سريعا من إحداهن حيث أرسلت لي رسالة على الواتساب، بعد المعرض الفني بأيام قليلة، تخبرني أنها مستمرة في عملها الفني، وهذا فخر لي. ستجدون رفقته صورة لعملها الجديد، وستمثل هذه الصورة ، لا محالة، صدمة للبعض، وسيكتشف أن التلميذات هن من اخترن موضوع لوحات المعرض الفني، وليس الاستاذ المؤطر!!!
الاستا ذ عبدالله بعنو
تعليقات