ففي الوقت الذي كان فيه المواطن القروي بمنطقة «وارْزْمِيمْنْ» التابعة للجماعة الترابية أربعاء رسموكة اقليم تيزنيت، يتطلع إلى تنمية مجاله الفلاحي و تحسين ظروف عيشه من خلال استثمارات حقيقية مواطنة ،أضحى من جديد هذا المواطن «الوَارْزْمِيمْنِي» يعيش هذه الايام ،حالة من الخوف و القلق الدائم تحسُّبا لقيام المسؤولين بالإقليم فتح مقلع دائــم لانتاج مواد البناء موضوع البحث العمومي للقرار العاملي رقم 32/2024 الصادر بتاريخ 28 مارس الماضي .
و سبق لساكنة المنطقة منذ سنة 2012،أن نظمت أشكالا احتجاجية، منها اعتصام في مكان المشروع و وقفة احتجاجية أمام مقر الجماعة، ضد محاولة فرض مشروع مماثل لاستخراج مواد البناء من وادي “تشوريت” و “بوتركي” بالمنطقة ذاتها،نتيجة الأضرار المادية التي تلحقها شاحنات نقل الرمال بالمسالك الطرقية التي تعب سكان منطقة «وارْزْمِيمْنْ» من أجل إنشائها بشكل تضامني فيما بينهم.
و في ذات السياق، سبق كذلك للمجلس الجماعي لأربعاء رسموكة، أن اتخذ مقرّرا وقتئد في إطار الدورة العادية لشهر أبريل 2012 ،يقضي بطلب عدم منح الترخيص لانشاء هذا المشروع نظرا لأن جزء مهم من المنطقة تتواجد داخل حقينة سد يوسف بن تاشفين ، و لان استخراج الاحجار و الرمال من هذه الوديان نَتَجت عنه أضرار بيئية واقتصادية واجتماعية .
هذا و حصل موقع «تيزبريس»، على محضر معاينة ميدانية يعود لسنة 2012 ، أوصت فيه اللجنة المكونة من ( قائد قياة رسموكة، النائب الثاني لرئيس اللمجلس القروي ، ممثل قسم الشؤون القروية بالعمالة ، ممثل وكالة الحوض المائي بسوس ماسة ، ممثل المديرية الاقليمية للتجهيز ،ممثل المديرية الاقليمية للمياه والغابات ، ممثل الدرك الملكي ) اوصت أنذاك برفع الضرر نظرا لمجموعة من الإعتبارات من بينها : “ الغبار الكثيف ” الذي قالت أنه “يؤثر سلبا على صحة و سلامة السكان” ، وفق ماجاء في محضر المعاينة الميدانية .
و تتساءل الساكنة المتضررة من احداث هذا المقلع ، في أنه إذا كان غبار أسطول الشاحنات يؤثر سلبا على سلامة و صحة السكان ، فماذا سيقول أهل الإختصاص عن غبار و أثربة المقلع الحجري ؟
لأجل لذلك، دقّت عريضة و شكايات وُجّهت إلى كل من عامل اقليم تيزنيت،مدير المديرية الإقليمية للتجهيز و الماء تزنيت،مدير المديرية الإقليمية للفلاحة تيزنيت، مدير وكالة الحوض المائي سوس اكادير،مدير المركز الجهوي للاستثمار سوس ماسة،رئيس جماعة و قائد قيادة أربعاء رسموكة، (دقّت) ناقوس الخطر إزاء هذا المشروع الذي تَعتبِره جمعيات المجتمع المدني و ساكنة منطقة «وارْزْمِيمْنْ» بارسموكن ، يهدّد سلامة و أمن المواطنين و يشكّل خطرا على البيئة لما له من تأثيرات سلبية من خلال تطاير الغبار و تغيير طبيعة الواد واستنزاف الفرشة المائية،مما يُهدد الواحات و مغروسات الساكنة بالإضافة إلى التلوث والضوضاء وكذا تخريب الطرق والمسالك بسبب الشاحنات والأليات الثقيلة للمقالع.
و شدّدت شكايات تنسيقية جمعيات المجتمع المدني بمنطقة «وارْزْمِيمْنْ» ،على أن هذا المشروع يُهدّد المسلك الوحيد الذي يربط دواوير المنطقة مع الطريق الجهوية رقم 104 وقد تم تعبيده مؤخرا، بعد سنوات طويلة من المعاناة بسبب هذه الطريق.
و لفتت الشكايات الى أن هذا المشروع يهدّد كذلك مشاريع تنموية مختلفة بمنطقة «وارْزْمِيمْنْ»، استبشرتها الساكنة خيرا في السنوات الماضية ،من تعبيد الطريق و فتح مسالك ومشاريع فلاحية مهمة وكذا تخليف شجرة الأركان وغرس مساحات كبيرة و إنشاء محميات للحفاظ على التنوع الإيكولوجي.
هذا و يشار أن اللجنة المكلفة بانجاز البحث العمومي لدراسة التعرضات التي تقدمت بها الساكنة المتضررة من هذا المشروع ،ستعقد اجتماعها بمقر قيادة أربعاء رسموكة، وذلك يوم الاثنين 20 ماي الجاري، على الساعة الحادية عشرة صباحا.
أسفله ، صور تُوثّق لجانب من نضالات ساكنة «وارْزْمِيمْنْ» ضد مشروع مماثل سنة 2012
تعليقات