ذ.أحمد الطالبي
أيتها النقابات ، رجاء كفوا عن الحديث باسم المتقاعدين وعموم الفقراء، الذين لم ينلهم من تفاوضكم المزعوم مع المحكومة غير السراب…
كفوا عن مغازلتهم وأنتم العاجزون عن تنزيل اتفاق ذهب ضحيته كثير من الذين اضطرهم الوهن إلى مغادرة طارئة، بعدما استوفوا شروط الترقي بموجب كذبة وقعتم عليها دات أبريل، وسميتموها اتفاق السادس والعشرين…
رجاء احترموا ذكاءهم و احترمرا أمراضهم المزمنة التي يرصعون بها أكتافهم كالنياشين، و يتسلون بها على السرير ليلا بحثا عن غفوة نوم…
احترموا أوجاعهم التي تملأ جيوبهم نهاية كل شهر والتي بحمد الله يتبضعون بها من الأسواق…
احترموا من سحقهم القهر الطبقي من الشرائح الإجتماعية الدنيى، وكفوا عن تزييف وعي الناس بشعارات وقضايا لا تشتري خبزا ولا دواء….
كفوا عن الهراء….
انعموا وحدكم بما يتحصل لذيكم من ريع المكاسب ما دمتم فاشلين في الترافع عن كل شرائح الفقراء، واكتفيتم باستمالة قطعان من انتهازيات البورجزوازية الصغرى لتحصين مواقعكم، وضخ بعض مما تحصل من ضرائب الكادحين في جيوب الأتباع التٌُبع الذين ليس لهم من الطبقة غير الإسم…
بئس المُستقطِب و المُستقطَب…
بئس كل نضال مزعوم لا ينصف الفقراء ولا يكرس عدالة اجتماعية للجميع…
بئس ما اقترفنا معكم من خطايا النضال….
إذا لم يحمل فاتح ماي بشائر للجميع، فلا داعي لإقامة كرنفالات شعاراتية مقرفة، تُفرغ الذكرى من حمولتها التضامنية ومن رمزيتها…
صحيح أن النقابة ضرورة طبقية وعمالية، شريطة أن تحمل أجهزتها وقواعدها وعيا طبقيا، وقيما تضامنية و تآزرا يضمد جراح الجميع…
دون ذلك فمجرد قطيع تائه في الخلاء يتهافت على حفنة عشب هنا و هناك، يأكلها القوي دون الضعيف… إلا من سلمت عقيدته النضالية ولم يمسسه شره الإنتهازية، وهم قلة !
حين تعود لنا الحقوق، نعيد إليكم ثقتنا ونضعكم تيجانا على رؤوسنا..
……………
لسنا واجهة لإشهار باطلكم، فكفوا لنكتفي..
و هنيئا لكل غبي ضخت حكومة الأوليغارشية بعضا من قروش في جيبه، والتي حتما ستستخلصها من ضريبة TVA التي يتحمل وزرها كادحو الشعب، في إطار سياسة اضرب هذا بذاك لتغنم، ولتنسف شروط أي تحالف محتمل يجمع الكل في كثلة عمالية واحدة دائمة ومستدامة…
تعليقات