يُعتبر فضاء مغرسة الزيتون بمدخل مدينة تيزنيت (طريق أكادير)،من بين الفضاءات الخضراء بمدينة تيزنيت و التي تم إنجازها بهدف خلق فضاء ترفيهي الأطفال و تأهيل الفضاءات الخضراء بالمدينة و المحافظة على البيئة .
لكن تَحوَّل هذا الفضاء البيئي الترفيهي، في غفلة من الزمن إلى ملاذ “مُنزَوي” لمختلف المتسكعين والمتشردين و قُطّاع الطرق و حتى المنحرفين منهم الذين باتوا يتخذونها كموقع استراتيجي للتعاطي لشتى أنواع الإدمان، من مخدرات وخمور، محولين فضاءها الأخضر إلى “شبه مطرح” لرمي الأزبال و القاذورات و قضاء “حاجاتهم البيولوجية” من تبول وتغوط في الهواء الطلق وأمام أعين المارة.
و تأسف العديد من مواطني مدينة الفضة الذين التقتهم جريدة” تيزبريس ”،للحالة التي يوجد عليه هذا الفضاء اليوم من تدهور في الجانب البيئي والأمني، و بحسب تصريحاتهم فإن المغرسة أصبحت مكانا خطيرا و وكرا للجريمة حيث سبق و أن كانت مسرحا للعديد من الجرائم التي كانت آخرها جريمة الاغتصاب التي تعرضها لها بحر الأسبوع الماضي، أحد الشبان وسط هذا المرفق الذي يعتبره البعض من النقاط السوداء، التي يختلط فيها المنحرف و المتسكع و قاطع الطريق مع الأمهات و الأطفال جنبا إلى جنب و حتى وقت متأخر من الليل .
دخلنا إلى المغرسة للوقوف على وضعيتها المزرية ، وما شدّ انتباهنا هو أن المنحرفين داخل هذا الفضاء يتجولون بكل أريحية بين الأطفال و الأمهات من مختلف الأعمار ،حاملين معهم قنينات الخمر و “الدوليو” الى درجة أن البعض منهم مسلّح بالأسلحة البيضاء .
وجدنا هؤلاء بعض هؤلاء المنحرفين داخل المغرسة على شكل جماعات صغيرة تصل إلى أربع أو خمس مجموعات ،كل واحدة مكونة من 6 افراد وما فوق، يتعاطون المخدرات علنا دون أي خوف، ويقارعون كؤوس الخمر و المسكرات تحت أنغام موسيقى صاخبة التي صنعت ضجة بالمغرسة.
جلسنا مع مجموعة من المرتفقين الذين تأسفوا للحالة التي وصلت إليها المغرسة، حيث وصفوا لنا واقعها مجمعين على أن أغلبية الشباب الذين يقصدون المكان غُرباء يأتون على شكل مجموعات إما لشرب الخمر أو التجارة في الممنوعات أو لتناولها، والقيام بعمليات السرقة، وكذا قيامهم بالتحرش بالنساء .. مضيفين أنه ما أن يُسدَل الليل ستاره حتى تنضاف مجموعات أخرى ومن نوع آخر منهم شباب وفتيات و مثليين يسهرون بهذا الفضاء يغازلون قنينات الماحية وأكياس البلاستيك المملوءة بالسلسيون والسراج والترصد والتخطيط للسطو على المارة .
والشيء الملفت للانتباه أيضا أثناء تجولنا بهذا الفضاء ، هي الحالة التي توجد عليها أشجار الزيتون التي تم التخلي عن عملية ريِّها ، مما أفقد المكان جماليته، وزاده حدّة، النفايات و قارورات و علب الخمر التي أصبحت ديكورا تعوّد عليه المرتفقين.
و خلاصة ما سبق هو أن هذا الفضاء في حالة يُرثى له اليوم، في ظل عدم الاهتمام بهذا المرفق العمومي، مما أدى إلى تحوُّله لملجأ للمتشردين والمنحرفين و اللصوص، وهو فضاء كان من المفترض أن يمنح الصورة الجميلة لمدخل مدينة تيزنيت و ملجأ للساكنة لتفريغ ضغوطات حياتهم اليومية ، إلا أنها لم تعد كذلك، وبالعكس فقد أصبحت المغرسة نقطة سوداء و مسرحا للعديد من الجرائم فضلا على أنها مشوهة للمنظر العام.
تعليقات