بينما أتابع يوم أمس الجمعة إحدى البرامج الوثائقية الخاصة بالحياة البرية على القناة الإماراتية (ناشيونال جيوكرافيك أبو ظبي)، إذ أثار انتباهي تخصيص إحدى أمراء هذا البلد الأثرياء مستشفى خاصا به لرعاية النسور البرية ببنية تحتية عالية الجودة طبعا، أمامه ترسو سيارات فارهة قل نظيرها في هذا العالم. حينئذ تذكرت مستشفياتنا المتواضعة وحالتها المزرية، مر شريط الأحداث مسرعا في ذهني: مريضتان تتوسدان سريرا واحدا في نفس الآن لقلة العتاد، أم تلد فتخطفها يد المنون من ابنها الرضيع في حينه لندرة الاهتمام، وممرضة تمشي الهوينى متبخترة تصرخ في وجه المرضى لضعف النصير كأن أمر الدنيا قد جمع بين يديها فلم يبقى لها إلا النطق: كن ليكون، غير آبهة بأنين المرضى المساكين… إنها أحداث شاهدت إحداها بأم عيني والباقي نقلته وسائل الإعلام بمختلف أصنافها مبلغة القاصي والداني بتفاصيلهما.
أما على الصعيد الدولي فقد وافق زعماء الإمارات مؤخرا على منح عسكر مصر مبلغا ماليا مكافأة لهم على الانقلاب العسكري ضدا على الشرعية الديموقراطية مقدر بمليار دولار، إلى جانب قرض بنحو مليارين وديعة مصرفية لبناء دولة مرتقبة على أنقاض جثمان الديموقراطية المدفون. وبعد الأحداث الأليمة والمجازر الفظيعة التي اهتز لها أرض الكنانة هذه الأيام ولم تنقلها قنوات العسكر من قتل الأبرياء وسفك دمائهم بلا وجه حق كما يقتل أحدنا ذبابة دون أن تحرك من كيانه المشاعري أي شيء، ذنبهم الوحيد أنهم تظاهروا ليبدوا رأيا مخالفا لتوجه الانقلابيين مسالمين ومطالبين بعودة رئيسهم المنتخب ليصورهم الإعلام شياطين مردة يسعون للإفساد وإرهاب الآمنين مستحقين القتل بشتى الوسائل الممكنة.
مجازر وأي مجازر تعيد نسخ التجربة الديموقراطية التي قدمت للعراق على طبق من دبابة بعدما مرر قرار إبادة بلاد الرافدين على ظهر المدعو (محمد البرادعي) آية البيت الأبيض في أرض الضعفاء والمساكين الذين لا حول لهم ولا قوة.
العسكر في مصر أعلنها صراحة حربا شعواء بلا هوادة لإخضاع من لم يرضخ بالإعلام أو المال أو التزلف والتملق للشرق تارة وللغرب تارات أخرى. المنظمات الحقوقية العالمية خفت صوتها وبح نتيجة الإصابة بالإنفلونزا الصيفية التي يسببها الولاء لقرارات البانتاغون والسي آي إي، والقوانين المتعارف عليها كونيا من قبل زعماء القرارات العالمية الذين أهلكوا الحرث والنسل في بلدان العالم الثالث لا تحمي الضعفاء ممن ليس من الأعراق السامية الذين يحق لهم كل شيء لتحقيق سعادتهم على أنقاض الآخرين. استرخصت دماء الأبرياء و(كبار العالم) في غفلة يقفون متفرجين علّ ساعة الصفر تأتي بالخير العميم، لأنه ليس من مصلحتهم أن تهدأ الأمور في بلادنا، في مصر وسوريا وفي فلسطين والعراق والسودان والصومال وأفغانستان والدائرة آتية على تونس باغتيال المعارضين الطريقة المثلى لإذكاء نيران الفتنة ومسح آلة الجريمة بالإسلام الذي تمسح به كافة الشرور لجهل أدعيائه وتكالب أعدائه والتناحر بين أبناء الجسد الواحد خدمة لمصالح المتحكمين في العالم من وراء حجاب.
تأسفت على منحة الإمارات لعسكر مصر تهنئة لهم على الانقلاب، بل وتحسرت على مستشفى النسور فيها، لِم لم يبن مثله في مكان ما في ميدان التحرير أو رابعة العدوية بعيدا عن الحسابات السياسية القاتلة وتكفيرا عن الخطأ الأول، حتى يجد المقتول على الأقل كفنا يريحه من عناء الحياة بكل عز وكرامة ويتمكن الجريح من لملمة جراحه ولو بأدوية النسور ووسائل علاجها، فقد تكون أفضل من لا شيء في زمن صار فيه النسر أولى من الإنسان.
بقلم: أحمد اضصالح
C’est facile d’écrire et dire tout (en fin tout) et n’importe quoi mais as tu conscience de ce que t’as entrain d’écrire? plutôt un désir de montrer ses capacités de rédiger en
. arabe
!!! trop d’article trop de métaphore une salade pourrie voir acidulée
Quand le sage montre la lune, l’abruti regarde le doigt.AM