في أيام مضت، حملت الأعلام واللافتتات، ورفعت اليافطات المناوئة، والأصوات المنددة، وصدحت حناجر الشباب كما الكبار، ليقول الجميع بصوت واحد، لا للفساد في أيت الرخاء، ولا للمفسدين فيها، وهو أمر كشف النقاب أكثر من أي وقت مضى عن هؤلاء، وأكد وجودهم، ما دامت أسماءهم رفعت بقوة في الوقفات، وطالبتهم بالرحيل.
جميعنا نشتاق لتلك الأيام القبيحة الجميلة، كلنا نرجع بمخيلاتنا إلى الوراء ثم نعيد التصفيق، طبعا إلا بعض دعاة السياسية التي ألفوا نهب الثرواث، والإغتناء اللامشروع على حساب البسطاء، متسترين وراء تلك الجبال التي لا يعلم أحد ماذا يجري ويدور بها إلا الله، أما المسؤولون المحليون والإقليميون والجهويون وغيرهم فلا تعني كلمة ” أيت رخا” في قواميسهم شيئا، ومن أحسن منهم صنعا، إنما يبحث في الخرائط ليجدها في الأخير في قاع إقليم عصف بأحلام الآلاف من المواطنين، وضاعف من حجم معاناتهم عوض أن يعفيهم من مجموعة من الصعاب.
لماذا لم يتغير حال المنطقة، ولماذا بقيت نواجه فصول التهميش، أليس لهذه الفصول نهاية ككل الفصول، لماذا يعيش المواطن الرخاوي في دار غفلون، هل بمحض إرادته أم عن غير هواه، ثم لماذا تتحكم نفس الوجوه في تسيير الشأن المحلي في المنطقة؟؟؟ أسئلة كثيرة لطالما طرحتها، وساءلت بها نفسي لكنني لم أجد لها جوابا.
بالعودة إلى أيام “الربيع الديمقراطي” بالمنطقة، كان الكل يلتئم حول ما يمكن أن نسميه انتصارات، لأن الإعداد لوقفة معينة، والتهيئ لها ثم الإنخراط في رفع الشعارات مع المتظاهرين، والبقاء معهم حتى توقع على بيان ختامي، فهو أمر ليس بالسهل على الجميع، لذى يمكن اعتباره تتويجا.
المهم أن الجميع انخرط في مسلسل ما سمي في تلك الأيام التي كان المغرب يعيش فيها حراكا شعبيا كبيرا خلقته حركة 20 فبراير، ولعل أول المنخرطين أيامها، هم طلبتنا الكرام، الذين يدرسون بجامعة ابن زهر بأكادير، وكانوا في مقدمة الرافعين للمطالب الآنية لتلك القبيلة المغلوبة على أمرها.
أمر أن عادي أن يكون الطلبة هم من يتزعمون الوقفات الإحتجاجية، بحكم البيئة، والمحيط الجامعي الذي احتضنهم رغم أنفهم، محيط أقل ما يقال عنه أن الطالب يتعلم فيه كيف يقود الإحتجاجات، وكيف يكتب على اللافتات، ثم كيف يهرب بسرعة البرق وكيف يتجاوز الأسوار والحيطان، قبل أن يتعلم رسم الخرائط الطبوغرافية، وتحليل أطروحة ساتر وإعراب بيت المتنبي وتعداد سنوات الحماية بالمغرب وغيرها.
الذي وقع جاء عكس التوقعات تماما، فبينما استبشرنا خيرا بشباب المنطقة، فعلت الأيام ما شاءت، وانقلبت الأمور رأسا على عقب، عندما يكون أول الداعيين للنضال يسير آخر في سيرورة واحدة مع من كان يصوب إليهم كدمات ولو بطريقة غير مباشرة، ولا يجد آخر حرجا في بيع قيمه بأبخس الأثمان، وآخر على رأس مهرجان،
مؤخرا وفي إطار واجبي المهني، دخلت إلى إحدى القاعات بمدينة أكادير لحضور أشغال مؤتمر أحد الأحزاب، لأكتشف بعد جلوسي أن أحج الصفوف مليء بطلبة منطقة أيت الرخاء.
هل هذا شغف في معرفة ما يدور في الساحة السياسية المحلية؟ وهل هي الرغبة القوية من قبل هؤلاء الطلبة في معرفة ما يجري ويدور في المشهد السياسي المحلي؟ لا أظن أن الأمر كذلك بقدرما عرج هؤلاء على القاعة ليعلنوا انضمامهم إلى هذا الحزب الصغير الكبير، الصغير في عمره والكبير في انتشاره وشيوعه، وهو الحزب الذي لطالما كان إلى الأمس القريب محط جدل، بل كان هؤلاء الطلبة أنفسهم يكنون له حقدا لا نظير له.
دعونا من هذه التمثيلية الفاضحة، يوما تتغنون بالتحرر من قيود هؤلاء، واليوم تنضمون إلى صفوفهم، ونحن الذين نرى فيكم شباب قد ينقدون في يوم من الأيام، وفي سنة من السنوات قبيلة إسمها أيت الرخاء، قبيلة كتب لها أن تقبع في الحضيض أبد الآبدين.
اعذروني على الإسم فأنا لا أقصد الإساءة لتلك البلدة بجبالها وسهولها ومنخفضاتها، لكني ألوم أهاليها، وإطلاق العنوان استعارة من باب إطلاق المحل وإرادة الحال، فهناك منبت غرسي، لكن، عذرا، تشابه فيك الفقير بالغني، المسؤول بالمواطن العادي، الكل يعيش في غيبوبة، ولا أحد يستفيق يوما ليقول، إن هذا منكر يجب التفكير في تغييره.
في انتظار هذا التغيير، لا يسعني إلا أن أقول لك الله يا أيت رخاء … المتخلفة طبعا.
محمد بحراني
مند ان فوظت قبيلة ايت الرخاء امرها الى الصحراوي الجراري حل بها مرض خبيث اسمه مرض الانقسام فاصبح الجار يكن الحقد الى جاره والزوج طلق زوجته لارضاء صاحب المرض الخبيث
افيقو من سباثكم واثركو شبابكم ليقودو الحافلة
تحاتي اليك من امريكا رغم انني لا اعرفك لكنك غيور على بلدتك