ذ.محمد أوتكضى
تألمنا لفراق هرم من أهرامات الفن والسينما الامازيغيين، فنان عصامي بزغ وسطع نجمه في سماء الساحة الفنية الأمازيغية بأعماله الابداعية المتعددة والمميزة، اتقن العزف على آلة العود ومزج الموسيقى بالنكتة والفكاهة واستلهم أغانيه من ألحان وايقاعات أحواش منطقة أيت الرخاء اقليم سيدي افني، دخل كل البيوت من أوسع أبوابها بفيلمه ” بوتفوناست”، إنه المرحوم الرايس محمد أنبكا المعروف في الوسط الفني بمحمد أبعمران، قبل وفاته ألم به المرض وطاله النسيان وتنكر له الكثيرون بمن فيهم من يدعون الدفاع عن الأمازيغية في كل مناسبة أو بدونها، باستثناء تكريمات تعد على رؤوس الأصابع( مهرجان اسني وورغ بأكادير، مهرجان الزيتون بتكانت،…).
وهو على قيد الحياة لم يزره وزير ولا كاتب دولة ولا أصغر موظف في أصغر مرفق عمومي ذات الصلة بالقطاع، إلى أن وافته المنية يوم الخميس 20 فبراير 2020، ووري جثمانه الثرى يوم الجمعة بمقبرة الرحمة بالدار البيضاء، في غياب شبه كلي للفنانة الأمازيغ ممن تقاسم معهم يوما معاناة واكراهات الميدان(باستثناء عبد الله بوصاك،عمر أشتوك،ازيكي عبد اللطيف،كريم نجوم سوس،محمد بنعلي..)، فتعاملوا معه كأنه دخيل على الفن والفنانة، ومازاد الطين بلة تجاهل الجهات الرسمية لوفاته، وسارت على نفس النهج المواقع الإلكترونية والقنوات التلفزية والإلكترونية التي تتسابق لنقل التفاهة أولا وأخيرا، باستثناء قناة الأمازيغية التي خصصت دقائق معدودة في نشرتها الإخبارية المسائية ليوم أمس، وكذلك فعل راديو بلوس في برنامجه تاغلاغالت نتزوري لمقدمه الحسن بوفران، أما الفنانة الأمازيغ الذين ينشرون كل شيء ولا شيء على صفحاتهم فتناسوا وفاته، لكن ذلك لا يعني أن الكل تجاهله، فقد أسعدني كثيرا بقدر ما ألمني رحيله، الكم الهائل من صور الراحل وفيديوهاته مقرونة بعبارات التعزية من جمهوره العريض الذي أحبه ومن مختلف البقاع، خارج وداخل أرض الوطن، هم من وقفوا بجانبه وهو عليل وتأثروا اليوم برحيله، أما البقية فيختارون بدقة متناهية الجنائز التي تستحق المشي وراءها.
رحم الله الفقيد رحمة واسعة وألهم ذويه الصبر والسلوان.
تعليقات