نظم إتحاد الجمعيات التنموية لأمانوز بدائرة تافراوت إقليم تيزنيت، حملة طبية تحت شعار ربيع الأمل لأرى سماء بلادي من جديد، لفائدة الفئات المعوزة لما يناهز مائة حالة مصابة بداء مرض العيون الجلالة، وذلك بمدينة الدار البيضاء يوم الأحد 26 ماي 2013، الإتحاد نظم هذه المبادرة الإنسانية في إطار احتفالات الشعب المغربي، بالذكرى العاشرة لميلاد صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن، إتحاد الجمعيات التنموية لأمانوز بشراكة مع وزارة الصحة العمومية، والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية لعمالة الدار البيضاء أنفا، وبتعاون مع مصحة العين لطب العيون للدكتور محمد شهبي، الجميع ساهم في إنجاح هذه العملية التي استفاد منها العشرات من الحالات المعوزة، وتمكنت بفضل تظافر هذه الجهود من استعادة بصرها بشكل أفضل حيث استفاد المرضى مجانا من خدمات طبية عالية المستوى بإحدى أبرز المصحات الخاصة بالمغرب في مجال طب العيون، وقد خضعوا للعلاج بالطرق الحديثة، واستفادوا من تركيب العدسات التي وفرتها وزارة الصحة، وتطوع الدكتور محمد شهبي وطاقمه مشكورين بإجراء عشرات العمليات الجراحية مجانا. منذ الساعات الأولى من فجر يوم الأحد 26 ماي 2013 تجند منظموا الحملة الطبية الخيرية لإزالة الجلالة “المياه البيضاء” مصحة العين بالدار البيضاء استنفرت كل طاقمها الطبي بإشراف مباشر من الدكتور محمد شهبي، حيث كانت غرف العمليات تستقبل المرضى منذ الرابعة فجرا، إتحاد الجمعيات التنموية لأمانوز بدوره استنفر أعضائه ومتطوعيه بإشراف مباشر من السيد الحاج قاسم بنكريم رئيس الإتحاد، فيتم نقل المرضى من مركز الإيواء ببوركون باتجاه مقر مصحة العين بأنوال، حيث يتم تحضيرهم لإجراء العمليات الجراحية، وذلك بعد التأكد من بياناتهم وفحوصاتهم الطبية، وكان المنظمون قد نقلوا عددا من المرضى عبر الحافلة من منطقة أمانوز بدائرة تافراوت إقليم تيزنيت، باتجاه مدينة الدار البيضاء، حيث تم إيوائهم مجانا بمركز بورغون وسط البيضاء، كما تم إخضاعهم لفحوصات طبية للدم لفرز الحالات حسب قابلية استفادتها من هذا العلاج من دون مضاعفات لاحقة، ويتم استبعاد الحالة المصابة بأمراض مزمنة مثل التهاب الكبد الفيروسي “الباتيت سي”، هذه العملية الطبية الخيرية لهذا العام سطر لها هدف إجراء مائة عملية جراحية إزالة الجلالة لتمكين المستفيدين من الإبصار مجددا بوضوح، والإستفادة من خدمات طبية عالية المستوى وذلك مجانا حيث ان المستفيدين والمستفيدات هم من الحالات المعوزة والتي تعاني من الهشاشة ولم يكن بمقدورها إجراء مثل هذه العمليات نظرا لتكلفتها المرتفعة سواء بالقطاع العام أو بالقطاع الخاص. وقد كللت هذه الحملة بتنظيم حفل بنادي كهرما بشارع تادارت بالبيضاء حيث تم تعبئة استمارات للتنقيب عن الكفاءات المحلية والوطنية وقدمت عروض فن أحواش، وخلال هذا الحفل ألقى السيد الحاج قاسم بن كريم رئيس إتحاد الجمعيات التنموية لأمانوز ونائب رئيس جامعة الجمعيات لجهة سوس ماسة درعة، كلمة رحب فيها بالحضور الكريم وبالجمعيات المحلية المنتمية لإقليم تيزنيت وجهة سوس عامة ولأمانوز خاصة، كما رحب بممثل وزارة الصحة وممثل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والدكتور محمد شهبي والطاقم الطبي لمصحة العين، وشكر الجميع على ما بدلوه من جهود جبارة لإنجاح هذه المبادرة الخيرية. السيد علي كروم عضو الإتحاد تناول الكلمة وخص العنصر النسوي بالتحية وأشاد بحضورهن الكثيف، والذي لأول مرة يتجاوز عدد الحضور النسوي عدد الحضور الذكوري، وشكر الدكتور محمد شهبي الذي لم يبخل بدعمه وقيامه بعشرات العمليات الجراحي مجانا، وتحدث عن القيمة المضافة لفعاليات المنطقة وكبار السن الذين بفضلهم ينعم الوطن بالأمن والإستقرار، وان أبناء منطقة سوس قاموا بسواعدهم بتنمية منطقتهم ولم ينتظروا الدولة التي حسب تعبيره لم تخسر عليهم أي ريال، فور وصول الدكتور محمد شهبي لقاعة الحفل حتى حضي باستقبال الأبطال حيث وقف الجميع لتحيته تعبيرا منهم على الشكر والتقدير للمجهودات الخيرية التي يقوم بها، وتوجه الدكتور ليقبل يد ورأس جده المعمر الذي يناهز عمره المائة سنة، وحرص على حضور الحفل ليشرف على تكريم حفيده الدكتور محمد شهبي، علي كروم تحدث عن اتصالات جارية مع مؤسسة أمريكية ذات سيط عالمي تنشط في هذا المجال قصد عقد شراكات تعاون مع الإتحاد، كما رحب بالإعلامية البارزة الأستاذة زينة همو وأشاد بالصحافة المحلية جنود الخفاء، كما رحب بالفنان القدير عبد العزيز الشامخ. الدكتور محمد شهبي تناول الكلمة وأشاد بدور الإتحاد ورئيسه، ونوه بجهود الطاقم الطبي من ممرضين وأطباء وإدارين وعاملين سهروا على إنجاح العملية، واصفا هذا العمل بالواجب الوطني أولا قبل كل شيء، وأشاد بجدية جمعيات المجتمع المدني بالمنطقة، وبدور وزارة الصحة في توفير المستلزمات الطبية لهذه العملية، وتأسف لعدم الوصول لهدف العملية بإجراء مائة عملية في اليوم حيث لم يحضر جميع المرضى المسجلين كما كان متوقعا، الدكتور محمد شهبي يفتخر بأصوله الأمازيغية وعبر عن سعادته بحضور جده في هذا الحفل، وقال ان ما نقوم به من حملات طبية خيرية هو واجب وليس جميلا، وهدفنا إثارة انتباه المسؤولين الى ضرورة ان يكون هناك برنامج معمق لمعالجة ومحاربة هذا المرض لأن إنجاز عشرات أو مائة عملية يبقى مجرد نقطة في بحر. وبحضور جد الدكتور محمد شهبي المعمر، تم تكريم سيدة من أكبر المعمرات بجهة سوس، يتعلق الأمر بالسيدة زينة لحسين، والتي دعت الله ان يجازي المحسنين خيرا على إحسانهم. وقد شهد اللقاء إثارة موضوع معاناة الساكنة بإقليم تيزنيت من آفة الحلوف حيث يعاني السكان والفلاحون من انتشار رهيب للخنازير البرية التي تعيث فسادا بالمنطقة. وقد تلى الأستاذ محمد فكيكي برقية تعزية ووقف الجميع لتلاوة الفاتحة على روح الفقيد الشيخ نايت حمو عابد، أحد رجالات منطقة تهالة ومن أرز الفاعلين الجمعويين بها والذي التحق بالرفيق الأعلى 12 ماي 2013 رحمه الله. وفي الجانب التحفيزي لهذا الحفل تم توزيع عدد من الهدايا والشواهد التقديرية على عدد من الفعاليات والجهات التي ساهمت في إنجاح هذه المبادرة الخيرية، وتم تكريم مصحة العين و الدكتور محمد شهبي، حيث قام جده الشيخ المعمر بتسليمه الشهادة التقديرية، وهدية رمزية، وسط تصفيقات وزغاريد الحضور. كما سلمت شواهد تقديرية لكل من وزارة الصحة، المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بالدار البيضاء أنفا، مركب كهرما. الإعلامية البارزة الأستاذة زينة همو مباشرة بعد تكريمها الى جانب الفنان عبد العزيز الشامخ، حرصت على تقديم شهادة تقديرية الى أكبر امرأة معمرة بسوس، وفي كلمة لها أشادت زينة همو بمثل هذه المبادرات الإنسانية، والتي تصدر من نساء ورجال يتحلون بحب الوطن والسيعر نتمازيرت، وعبرت عن سعادتها لحضور ودور المرأة ومشاركتها في مثل هذه الأنشطة الجمعوية، سواء بأدرار تمازيرت أو بالمدن. الفنان المبدع عبد العزيز الشامخ تناول الكلمة وأتحف الجمهور بآخر إبداعاته الفنية، والتي تجاوب معها الحاضرون. عبد العزيز الشامخ وجه تحية للمرأة الأمازيغية، وأشاد بدور مثل هذه الجمعيات في تمكين المرضى المعوزين والفقراء من الإستفادة من العلاج مجانا، وتحدث عن عمله الفني الجديد والذي يسلط الضوء على معاناة ساكنة المنطقة مع الحلوف وبوغابا، وقال ان أرضنا عزيزة علينا ولهذا لا يمكننا أن نقف ساكتين ونرى من يدمرها ويفسدها، بعد إلقاء قصيدة بوغابا بالأمازيغية تم إلقائها بالعربية، لنقول لا لا لا لبوغابا، عبارة رددها الحاضرون بالأمازيغية أوهو أوهو أوهو إبوغابا.. علامات التأثر كانت بادية على ملامح الحاضرين وهم يتفاعلون مع عرض الفنان عبد العزيز الشامخ، حيث وجدوا كلمات أغنيته تعكس بحق معاناة ساكنة المناطق الجبلية النائية بإقليم تيزنيت وسوس، وفي مشهد مميز قام الفنان عبد العزيز الشامخ بإهداء ألبومه الجديد إلى أصغر طفل حاضر بالحفل، كبادرة رمزية تحمل أكثر من دلالة، بأن التشبث بالأرض وبالهوية لن ينقطع وسوف يستمر جيلا بعد جيل. الأستاذ محمد مستاوي الكاتب الباحث المؤلف، تناول الكلمة وتحدث عن بعض مؤلفاته الشهيرة وعددها يتجاوز 23 مؤلفا والتي كرم فيها المرأة الأمازيغية ودافع من خلالها عن حقوقها، وألقى الشاعر محمد مستاوي قصائد مميزة لقيت إعجاب الحاضرين. وجود كبار الفنانين وعمالقة الفن الأمازيغي في هذا الحفل ترافق مع وجود موهبة شابة مبدعة من بنات منطقة أمانوز، يتعلق الأمر بالشابة فدوى فصلي 18 سنة بعد توجيهها لكلمة مؤثرة لأمها الحاضرة بالقاعة شكرت الدكتور محمد شهبي على مبادراته الإنسانية النبيلة وقدمت هدية من شباب المنطقة الى الدكتور محمد شهبي، استمتع الحاضرون بالعرض الفني للموهبة الشابة فدوى، والتي غنت بالإنجليزية ببراعة. وختم الحفل بالدعاء الجماعي سائلين العلي القدير أن يحفظ أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس بما حفظ به الذكر الحكيم وأن يقر عين جلالته بولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير الجليل مولاي الحسن وصاحبة السمو الملكي الأميرة الجليلة للاخديجة وأن يشد أزر جلالته بصنوه الأمثل صاحب السمو الملكي الأمير الجليل مولاي رشيد وسائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة. وفي يوم الإثنين 27 ماي 2013 وبعد قيام الطاقم الطبي لمصحة العين بإجراء فحوصات ما بعد العمليات للمرضى المستفيدين من هذه الحملة، وبعد تناول وجبة الغذاء بمركز الإيواء ببوركون، توجهوا عبر حافلة الى مسجد الحسن الثاني لصلاة العصر والقيام بجولة سياحية بهذه المعلمة التاريخية، لكن للأسف تفاجؤوا بجهات أمنية قالت انها تابعة لمؤسسة مسجد الحسن الثاني، تمنع عليهم التصوير بالباحة الخارجية للمسجد، وهو ما دفع المرضى الى العودة للحافلة، والتي نقلتهم الى شاطئ عين الذياب حيث استقبلهم السيد علي كروم وقام بضيافتهم بمقهى تروبيكانا الشهير، و وضع كل طاقم تروبيكانا في خدمتهم كما حرص مديرها على خدمتهم بنفسه، حيث قال لهم اطلبوا واشربوا ما تريدون مرحبا بكم، وبعد استراحة الجميع، والسعادة تبدو على محياهم وهم يشاهدون أمواج البحر والسماء الزرقاء بعد استعادتهم لنظرهم، و يتلذذون بالمشروبات الباردة التي قدمت لهم. بعدها وزع المنظمون أكياسا بها مؤونة غذائية ومشروبات كزاد للطريق، وبعد الدعاء توجهت الحافلة من مدينة الدار البيضاء باتجاه تافراوت بإقليم تيزنيت، مؤذنة بانتهاء مرحلة من أنشطة وأعمال ومبادرات إتحاد الجمعيات التنموية لأمانوز، والتي استفاد منها الى اليوم 1400 حالة، لكن مصادر خاصة بشبكة و منتديات إداوسملال قالت ان حملة هذه السنة قد تكون الأخيرة، وهو أمر دفعنا للحرص على متابعة كل تفاصيلها لندون وننقل لكم بعضا من فصولها، حيث لمسنا انه سادت روح التضامن والتكافل والتضحية ونكران الذات، حيث ساهم الطبيب والفنان والجمعوي والمثقف والمسؤول، لكي يتحول شعار ربيع الأمل لأرى سماء بلادي من جديد الى حقيقة.