احتضنت مدينة المضيق فعّاليات الدورة السادسة للمنتدى الدولي للمدن العتيقة وتنمية التراث، تحت شعار “المضيق ملتقى الحضارات: التراث اللامادي، إحياء، حماية وتثمين مستدام”، وهي الدورة، المُنظمة من طرف الشبكة المتوسطية للمدن العتيقة وتنمية التراث بتعاون مع عدد من الشركاء المؤسساتيين من 26إلى 28 أبريل الجاري وقد ركّزت على السبل الرامية إلى الرفع من قيمة التراث اللامادي في مجالاته المختلفة من عادات وتقاليد وفنون وأدب وتراث طبيعي، وجعله أساس تطوير القطاعات السياحية والثقافية والتنموية بالمغرب.
وعرفت هذه الدورة ، على غرار الدورات السابقة ، مشاركة جماعة تيزنيت بوفد هام على رأسه ” عبد الله القصطلني” نائب الرئيس و “عبد الكريم الشعوري” كاتب المجلس و ” إبراهيم ادالقاضي “رئيس اللجنة الثقافية و الرياضة و التربية.
وتعتبر هذه الدورة محطة لتنفيذ التوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، والتي تستهدف بالأساس الرفع من قيمة الأنسجة التاريخية للمدن والتراث الثقافي وضرورة الاستناد على “الرأسمال اللامادي” كمعيار أساسي في تطوير السياسات العامة،بحيث يتمكن جميع المواطنين من الاستفادة من ثروة بلدهم، وتحسين ظروف عيشهم، والحرص على ضمان أمنهم.
هذا وتم خلال أشغال المنتدى تسليط الضوء على مختلف تمظهرات التراث المادي واللامادي الذي ما فتىء صاحب الجلالة الملك محمد السادس، يعطيه أولوية ومكانة مرموقة في خطبه وتوجيهاته السامية، الأمر الذي جعل منظمة اليونسكو تقر رؤية جلالته السديدة الداعية إلى إقرار معايير جديدة للرأسمال اللامادي. وجعل مؤسسات بلادنا تهتم أكثر بالتراث المغربي اللامادي، العربي، والأمازيغي والصحراوي:” …واعتبارا لمكانة الثقافة الحسانية، في وجدان أبناء الصحراء، فإننا نعمل على تعزيز آليات الحفاظ على التراث الصحراوي، والتعريف به، ولاسيما من خلال بناء المسارح والمتاحف ودور الثقافة، بمناطق الجنوب..”.
يذكر أن الدورات السابقة التي نظمت بكل من شفشاون تطوان، طنجة،وزان والعرائش والتي حظيت بالرعاية الملكية السامية، عرفت نجاحا باهرا وحضورا نوعيا ومميزا، ونوقشت فيها القضايا التنموية المتعلقة بالتراث وبالمدن العتيقة المغربية، وعلاقتها بالمدن العتيقة الأخرى الدولية والإفريقية، بحضور نخبة من المسؤولين والخبراء المغاربة والأجانب الذين أضفوا عليها طابعا علميا واستراتيجيا خاصا.
تعليقات