الأربعاء 13 نوفمبر 2024| آخر تحديث 1:10 01/14



الحلقة الثامنة والأخيرة من مسلسل “عصابة البوليس” بتيزنيت: عمليات نمطية مكررة ضمانا للفعالية

الحلقة الثامنة والأخيرة من مسلسل “عصابة البوليس” بتيزنيت: عمليات نمطية مكررة ضمانا للفعالية

1 – في بيت الوالدة، يحلو الوصال وتحلو المودة: بناء على مصادر توصلت بها تيزبريس، وقعت هذه العملية في فاتح شهر محرم الحرام وبمقربة من الوكالة البنكية المتواجدة بطريق إفني، استخلص البالغ خمسين عاما (إ.أ) مالا من الشباك الأوتوماتيكي. وأثناء همه بإدارة محرك سيارته توجهت صوبه كريمة بجلبابها الأسود كانت تترصده طالبة منه إيصالها فوافق على عرضها، فبدأت تثيره وتغمزه ليزني بها مظهرة إعجابها به، فما كان منه إلا أن نقلها إلى منزل والدته بتجزئة حما، دخلا عقر الدار وبعد ربع ساعة من الحديث طلبت منه إحضار قنينة ماء استغلتها فرصة لإبلاغ شركائها، رن الجرس وبعد أن فتح (إ.أ) الباب داهم المتنكر في صفة شرطي (ب.أ) توا ومنفردا المسكن، فأشهر في وجهه الأصفاد وتسلم منه بطاقة تعريفه الوطنية والتقط له صورة في وضع مخل بالأخلاق مع الفتاة، وحتى لا يُعتقل (إ.أ)  لكونه متورط في قضية فساد موضوعها الخيانة الزوجية ابتزه (ب.أ) على مقدار معين من المال جلبه له الضحية من منزله الخاص في حينه، ليعود بعد برهة إلى منزل والدته حيث ترك فتاته تنتظره ليقودها خارجا قبل أن يقع في ورطة ثانية. إنها صورة طبق الأصل لوقائع الحلقة الثالثة إن لم نقل هي ذاتها على حسب المصادر التي تستقي منها تيزبريس معلوماتها.
2 – في المنزل، خطة مكررة لسيناريو الحلقة الرابعة
بعد خمسة عشر يوما من تنفيذ آخر عملية للخلية الإجرامية أي في أوائل شهر دجنبر 2012 كما أوردت مصادر مطلعة لتيزبريس جاء الدور على المسن المتقاعد (م.خ) الذي يقطن بحي ليراك، حيث كانت كريمة على سابق معرفة به وكان يهاتفها بين الفينة والأخرى وبإيعاز من الشرطي (م.ت) الذي يمثل الرئيس الشرفي للعصابة ، قام مسير المقهى (ب.أ) باقتراح (م.خ) على شركائه، نصبا مقبلا يُرمى بالسهام الفتاكة لكريمة ، وبعد زوال الشمس عن كبد السماء، ضربت الدلوعة موعدا لمرافقة الشيخ الكهل إلى منزله بعد أخذ الترتيبات اللازمة والاستعدادات المطلوبة من قبل أفراد المجموعة (ي.ب) و(ب.أ)  و”رئيس المخابرات” و”بنك المعطيات” (ص.أ) الذين لا تخرج كريمة عن ملمح أبصارهم، حيث أعدوا مسرح العرض وهيؤوا كل أكسسواراته ودبجوا نصه الذي لم يخرج عن المألوف بل اقتبسوا ونقلوا مشاهد الحلقة الرابعة كما هي ، مكالمة فموعد فلقاء…  ثم دخول فمساومة فانتهاء… بغض الطرف عن صاحب الابتلاء
3 – في السيارة، متقاعد آخر يريد استرداد فحولة الشباب
وارتباطا بالمقاطع السابقة دائما نجد أن الأسلوب المعتمد في رصد الضحية المشرف على خريفه الثمانين (م.أ) قد تكرر هو الآخر في الحلقة الخامسة. كيف ذلك؟
بعد البصم على وقائع الأحداث والتواضع عليها ووضع المخارج الممكنة، رافق مزود الشبكة الإجرامية المتمكن من أحوال الضحايا (ص.أ) الذي يعرف عن صديقه القديم (م.أ) الشاذة والفذة بسيارة هذا الأخير قبيل عصر يوم جمعة 21 دجنبر 2012 يجوبان بعض الشوارع كما أنهي إلى علم تيزبريس، وبناء على المكان المتفق عليه على مقربة من شارع الحسن بن يوسف أو المعروف بشارع 30 ، كانت تسير فتاة بلباسها العصري المغري تنتظر من يقلها، فاقترح (ص.أ) على المُغرر به أن يوصلا النادلة كريمة إلى مقصدها، ودون تردد لبى العجوز النداء ودعا السائرة للركوب، واستمر التنقل من حي إلى حي ومن شارع لشارع كأنه طواف بالعروس، وانتهى دور(ص.أ)  داخل شريط  الأحداث، فطلب من صاحبه النزول للوفاء بسابق مواعيده وقضاء بعض أغراضه. وأضافت مصادر تيبريس أن الشابة انتهزتها فرصة لتحريك مشاعر وأحاسيس المسن المتقاعد الذي انفردت به مرسلة له خطابا يحمل كلمات لا تفسير لها سوى : هيت لك. فما كان منه إلا البحث عن مكان مهجور وفضاء مستور، فأتم مشواره قاصدا طريق إفني، ولأنه لم يجد فيه مكانا خلاء لكثرة الحركة، عاد أدراجه إلى طريق أكلو الهادئ بجوانبه الفسيحة الممتدة وطرقه الكثيرة الغير المعبدة التي اختار الطاعن في السن (م.أ) أحدها ليعرج بسيارته بعيدا عن ناظري المارين والفضوليين ودائما حسب نفس المصادر، وما هي إلا دقائق حتى ظهر المزيفان المنتحلان لصفة رجلي أمن المقتفيان للأثر بعد تلقيهما للإحداثيات ، وهما الوجه الجديد والذي يظهر لأول مرة مكسرة رتابة الشخصيات بائع قطع غيار السيارات (م.أ) ومدربه (ب.أ) الذي اكتسب الخبرة بل أصبح ينظر إلى نفسه مخبرا حقيقيا من كثرة العمليات، لا ينقصه إلا رقم التأجير.وقعت الفريسة في المصيدة فاستجارت بالأوراق المالية حتى لا تكون قضية تلوكها ألسن البرية. وتقتسم العصابة الأرباح الصافية.
وحسب مصادر تيزبريس دائما، لم يقبل (ي.ب) و(م.ت) شهادات شركائهما فيهما التي اعتبراها اتهامات مجانية مجانبة للصواب ترمي إلى النيل منهما إذ لا علاقة لهما بمخططات العصابة ولا بالأدوات البوليسية المستعملة في ارتكابهم لعمليات النصب والاحتيال والابتزاز.
4 – آخر واقعة البطل بوالكواش
لا بأس هنا أن نذكر بالخطوط العريضة التي يرويها المعروف بالبطل بوالكواش (أحمد.أ) والذي عرضت تيزبريس لشريط فيديو ـ انظر الفيديو ـ يحكي فيه عن تفاصيل آخر عملية للعصابة التي فضحها وأبلغ عن أفعالها الجرمية لدى الضابطة القضائية وجعل حدا لممارساتها المشينة، حيث أشركت العصابة في هذه العملية محتالا صاعدا جديدا وهو المتزوج العاطل (ي.ب) والذي حاولت كريمة فيها إغراء وإغواء (أ.أ) بعد أخذ ورد وقبل أن يغلق بائع الأفرشة والأغطية محله يوم 26 دجنبر 2012 باغتته كريمة بدخولها المحل مزيلة عنها جلبابها عارضة وكاشفة لعورتها لم يلبث أن دخل عليهما كل من (ي.ب) و (ب.أ) لينهرا الشيخ ويزبدا ويسباه ويصفاه بأقبح النعوت ويلتقطا له صورة وهو مصفد بجانبها لمزيد من الإثباتات والقرائن ويطالباه بمبلغ 60000 درهم لكنه لم يكن يمتلك غير 3200 درهم أخذاها مع غطاءين ثم انصرف الثلاثة، لكن الأحداث تسارعت وبلغ إلى مديرية الأمن أمر العصابة ورغم أن (م.ت) قد أعلم الفاعلين بالأمر لكنهما خاطرا بتحصيل ما تبقى من المبلغ من الضحية، والتقاه في اليوم الموالي (ب.أ) عند الضفة المقابلة للسيرك المتواجد حاليا بشارع الحسن بن يوسف لكن التنسيق الحاصل بين عناصر الشرطة لم يدع المجال أمام مسير المقهى ورجل الأمن المزيف مجالا للهرب، وقد دلهم على بقية أفراد المجموعة واعترف الجميع بالمنسوب إليهم من العمليات التي قاموا بها والضحايا المتهمين الذين أوقعوا بهم، وبالأدوات المستعملة من أصفاد وهواتف مشابهة لتلك التي يتوفر عليها رجال الشرطة وهواتف نقالة وسيارات حيث تم حجز كل هذه الأغراض وغيرها ومتابعة الأظناء بتهم المشاركة في انتحال مهنة نظمها القانون والحصول على مبالغ مالية تحت التهديد والفساد والتحريض على الدعارة….
5 – على هامش العمليات
لقد تبين لتيزبريس من خلال التعليقات والاتصالات وتفاصيل العمليات ما يلي :
أن الكشف عن سجل الاتصالات بين الأفراد قد يظهر جملة من الحقائق.
بروز الجرأة في العمليات بالانتقال من ظلام الليل إلى واضحة النهار.
تجاوز أعمار الضحايا الستين بمعدل 65 سنة ومنهم من بلغ الثمانين من عمره و أقلهم استوفى 50 سنة.
جميع الشهادات تؤكد أن (ي.ب) لم يتسلم أموالا من الضحايا بيده وإنما بوساطات.
أن أغلب الضحايا كانوا متزوجين ويخافون على أنفسهم وعلى مركزهم الاجتماعي وعلى أبنائهم خصوصا وأن أولادهم قد بلغوا سن الزواج بمعنى أن فضيحتهم قد تجعل بناتهم وأبناءهم  مرفوضين بسبب الأعمال المشينة التي أقبل عليها أولياء أمرهم وإن لم تثبت بعد إدانتهم.
أن كل شخص يمكن أن يحل محل الضحايا المتهمين خصوصا المتهمون منهم زورا وبهتانا وأن تلفيق التهمة بهذه الطريقة والمنهجية قد يطال أي فرد أريد الإساءة إلى سمعته سواء بظهور بوادر منه أو لا.
تراجع المستوى الأمني بالمدينة الهادئة والمسالمة.
………..
هكذا تنهي تيزبريس حلقاتها المرتبطة بعمليات عصابة البوليس دون أن تنسى مواكبة تفاصيل الأحداث ووقائع المحاكمة المشهودة التي تعرفها هذه القضية التي باتت حديث القاصي والداني والكبير والصغير.