تقع منطقة إنثر في الجهة الشرقية لجماعة بونعمان بمدينة تيزنيت ، وتمتد حدودها إلى الطريق الوطنية رقم 1 ( بمركز جماعة الأخصاص) عبر مسلك بسيط غير معبد، وهي منطقة جبلية عدد سكانها يقارب 10000 نسمة موزعة على أزيد من 28 دوارا ( دوار توياك- إفرض- أكني أورغ- إديعيش…) أغلب سكانها هاجر لأسباب عديدة والباقي من الفئة الفقيرة. وتعد إنثر من القبائل المهمة والمعروفة منذ القدم بجماعة بونعمان بكثافة وحيوية سكانها موزعة على دائرتين انتخابيتين، وتعاونية نسائية لإنتاج وتسويق زيت أركان المحلي ذو الجودة العالية، وعدد كبير من الجمعيات التنموية والثقافية والرياضية. كما تتميز بالثروات الطبيعية الهائلة من قبيل : كثافة أشجار الأركان والصبار، وتنوع الأعشاب الطبيعية، كما تعتبر منطقة مهمة لزراعة القمح والشعير، وبها أراضي شاسعة لرعي الأغنام والماعز، وكذا تربية الأبقار والنحل… بالإضافة إلى أنها غنية بالمعادن إذ كان يستخرج منها الرصاص في عهد الحماية الفرنسية… وما خفي أعظم.
بالرغم من هذه الثروات الطبيعية والبشرية الهائلة التي تنتظم في جمعيات وتعاونيات ، إلا أن المنطقة تعرف هجرة كبيرة لساكنتها في السنوات الأخيرة إلى المدن المجاورة وإلى خارج المغرب لأسباب عديدة نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: البحث عن لقمة العيش، وقساوة الظروف الطبيعية والمناخية، والعزلة شبه التامة عن المحيط الخارجي، والتي ساعد في تعميقها التهميش والإقصاء من جميع الجهات الوصية عن المنطقة، مما أدي إلى تفاقم معضلتي الأمية والفقر المدقع في صفوف نساء ورجال المنطقة.
فالمنطقة تعرف إغلاقا للمستوصف الصغير (عبارة عن حجرة واحدة بالقرب من مركز مجموعة مدارس أركان) الذي كان السكان يستفيدون من خدماته ، ورغم مطالبتهم باستئناف عمله إلا أن الصبر هو ملجأهم ، بالإضافة إلى غياب حملات طبية للساكنة ، وغياب الدعم الاجتماعي ألذي يسمع عنه في الجماعات المجاورة .أما ما يدهش الساكنة هو توزيع مصابيح الإنارة العمومية جودة ووفرة حسب الولاءات السياسية والانتخابية.
إلى جانب ما تطرقنا إليه من تقصير وإهمال على المستوى الصحي والاجتماعي، هناك مشاكل عديدة على مستوى البنيات التحتية، أهمها وأكبرها تأثيرا على الحياة اليومية لساكنة المنطقة والتي تؤرقها هي حالة المسلك الذي ينطلق من جماعة بونعمان والمار بالمنطقة عبر الدواوير( توياك-إفرض-أكني اورغ- إديعيش…) وينتهي بالطريق الوطنية رقم1 في مركز لاخصاص،
هذا المسلك الذي حضي باهتمام كبير من قبل الفرنسيين في عهد الحماية لإدراكهم بأهميته ودوره، لأنه صلة وصل بين ثلاث جماعات قروية( بونعمان-سيدي عبدالله- لاخصاص)، وأنه مصدر غني لاستخراج معدن الرصاص، مما دفعهم آنذاك لوضع تصميم له قصد تعبيده، إلا أن المشروع تجمد بعد رحيل الفرنسيين إلى يومنا هذا.
و لولا بعض المجهودات التي تقوم بها أحد جمعيات المنطقة بترميم وترقيع المسلك من الفينة إلى الأخرى ، خصوصا فترة هطول الأمطار، لأصبحت المنطقة معزولة عن المحيط الخارجي. في الوقت الذي نشهد فيه إهمال مريب من الجهات المعنية.
ولهذا فإن ساكنة المنطقة توجه رسالة استنكار إلى جميع المسؤولين كل في موقعه( منتخبون، سلطات محلية، ، الفلاحة، مندوبية المياه والغابات، الصحة، إدارة التجهيز) للتدخل لحل مشكل هذه المنطقة المنكوبة التي تتفاقم مصائبها يوما بعد يوم، وخصوصا الطريق التي يحلم بها الصغير والكبير ، المقيم والمهاجر من أبناء المنطقة، هذا الطريق الذي سيكون له شأن كبير بتعبيده ،على الصعيد المحلي والإقليمي ، حيث سيختصر الطريق التي تربط بين ثلاث جماعات قروية (بونعمان-سيدي عبدالله- لاخصاص) والطريق الوطنية رقم1، وسيفك العزلة عن أزيد من 10000 نسمة، وبالتالي توافد الساكنة المهاجرة لإنشاء وإصلاح منازلهم بالمنطقة، بالإضافة إلى تيسير استغلال الثروات الطبيعية الهائلة بالمنطقة، مما سينعش الساكنة وبالتالي توفير الأمن الغذائي والاستقرار. الكاتب :أحمد بوتقرت