تعتبر منطقة أنزي إحدى الدوائر الثلاث لإقليم تيزنيت، وهي إلى وقت قريب من المراكز التجارية المعروفة في المنطقة، والتي يقطنها نسبة هامة من السكان، رغم ما تشهده مؤخرا من هجرة للفئة النشيطة بها. هاته المنطقة عانت من التهميش مقارنة بمثيلاتها لسنوات عديدة، خصوصا فيما يتعلق بالحرمان من البنيات التحتية، والماء الصالح للشرب… إلا أن ما أصبح ينغص على الساكنة عيشها، هو الوضعية الكارثية التى آلت إليها الطريق الرابطة بين أنزي وتيزنيت، حيث أن حالتها تؤرق سالكيها الكثر، من أصحاب سيارات الأجرة أو مالكي السيارات الخاصة. فهذه الطريق منذ إصلاحها سنة 1998 لم تشهد أي إصلاح أو صيانة، اللهم بعض الترقيعات التي لا تجدي نفعا، مما يجعلها مسلكا يشكل خطرا على روادها، وفي أحايين كثيرة (أثناء هطول الأمطار) تحول منطقة أنزي إلى منطقة معزولة عن بقية العالم لغياب قناطر على الوادي الذي يتقاطع مع الطريق في أماكن عديدة.
إن وضعية هذا الطريق، وعدم التدخل من طرف أية جهة (الجماعة المحلية- المنتخبون- وزارة التجهيز- السلطات المحلية- والغيورون على المنطقة…) تدفعنا للتساؤل عن سر هذا الإهمال وعدم القيام بأية مبادرة لانقاد هذه الطريق التي لم يبق منها إلا الاسم، أم أن سكان المنطقة المسالمين الذين لا يلجئون إلى أية أشكال نضالية تبيح تهميشهم وعزلهم خصوصا وأن الطريق هي الوحيدة التي تربطهم بمدينة تيزنيت.
إننا من هذا المنبر ندعو كل من له صلة بهذا الموضوع، كل من موقعه، الإسراع في إنقاذ ما تبقى من هذه الطريق، وإعادة تعبيدها إسوة بما يقع في جميع دوائر إقليم تيزنيت (إعادة تعبيد طريق أكلو- أربعاء الساحل- أولاد جرار- تافراوت…). لكي لا تبقى النقطة السوداء الوحيدة من طرق الإقليم.
أحمد بوتقرت