بالعودة إلى سياق الأحداث فقد سبق أن أشرنا إلى أن (ك) قد فرت إلى أكادير خوفا من افتضاح أمرها ولأن الشراكة التي عقدتها مع (م.ت) لم تكن طرفا رابحا ولا مستفيدا فيه. لذا لم يضيع رجل الأمن وقته في البحث عن مساند جديد له في عملياته، إذ سرعان ما سقط بين يديه أحد الشباب الذين جمعته كؤوس القهوة به، فتوطدت العلاقة بينهما وركبا سفينة المغامرة، فبدأت أول عملية للمتعلم الجديد، فكيف تمت؟ وما هي الأسباب التي دفعت الشاب إلى القيام بها؟ كاد الفقر أن يكون كفرا، والغاية تبرر الوسيلة، بهذا اقتنع (ب.أ) وبرر به الحالة التي يعيشها من وضع عائلي مزر، الشاب الذي أفادت مصادر لتيزبريس أنه لم يُمض سوى سنوات معدودة على أطراف الأصابع في الكُتاب، ولج ميدان الشغل صغيرا، تعقد وضعه المادي والنفسي بسبب ما أصاب أفراد عائلته وما تهدد حياتهم من أمراض مزمنة، ظروف استغلها مفتش الشرطة (م.ت) ليدفع مسير مقهى، ويجره ويستميله ويفتح له الأعين على عالم الاغتناء السريع، وأغراه وزين له أعماله، وأظهر له نتائج مكاسبه وعملياته السابقة، فأعمى بصيرته ودفع به دفعا إلى خوض غمار التجربة مستغلا جهله. وبناء على مصادر تيزبريس كان المستهدف هذه المرة شيخ على مشارف الثمانينيات أفنى زهرة شبابه في بلاد المهجر، وبحلول مغيب الشمس بأحد الأحياء المبنية حديثا والواقع في الضفة الجنوبية الشرقية للمدينة حيث تقل الحركة، والمباني في طور التشييد والعمران، أثناءها هَم الطاعن في السن (أ.و) بالخروج من مسكنه وركوب دراجته، لكن فتاة أدركته ودلفت إلى داخل بيته يصرح لباسها الشفاف والضيق بممتلكاتها، تستهوي بها ضعاف النفوس، موصدة الباب خلفها، لتنفرد بالضحية محاولة كسب بعض الوقت للإيقاع به متلبسا، وما هي إلا دقائق معدودة حتى نقر شخص على باب الضحية/المتهم الذي سارع إلى استقباله فلم يكن غير صانع الدسائس والمكائد مفتش الشرطة (م.ت) الذي تربص به وهدده بالاعتقال تحت ذريعة تورطه في جريمة يعاقب عليها القانون، مشرعا في وجهه الأصفاد، دافعا إياه إلى تحقيق معادلة المال مقابل التغاضي والكتمان لحفظ عرضه، ليبدأ مسلسل المفاوضات، وعلى شاكلة الأفلام البوليسية نادى على المتدرب والمساعد الجديد (ب.أ) عن طريق جهاز راديو لاسلكي ليكمل المهمة كما هو مدروس ومحسوب ، حيث جر الفتاة وعزلها باعتبار كونها مشاركة في الجريمة أمام ناظري الكهل ليستخلص رجل الأمن المبلغ المتفاوض عليه، ثم غادر الجميع وقد نال كل واحد نصيبه وجزاءه كل حسب دوره في صناعة الحدث، وقد جالت شكوك بالمشاركين في الفعل الجرمي حول قيمة المبلغ المتحصل عليه، غير أن قائد العمليات ستر عنهم المبلغ الحقيقي، الذي تجاوز بأضعاف كثيرة المصرح والمقسم بينهم حسب مصادر مقربة من تيزبريس. ونظرا لسعة جيب الشيخ فقد تعرض لعملية ابتزاز ثانية مشابهة لهذا السيناريو وعلى نفس منواله باستثناء تراجع المبلغ المستولى عليه إلى النصف تؤكد نفس المصادر لتيزبريس.
وفي ظل مجريات الأحداث الآنف ذكرها ضمن حلقات سابقة على صفحات الموقع، فالمسماة (ك) لم تكن تعرف (ب.أ) إلا بعد أن عرفه عليها حارس أمن (ي.ب) ولم تشر في معرض حديثها إلى هذه العملية إما تجاهلا أو لعدم مشاركتها فيها فعليا، مما يجعل المتعاقدة الجديدة في هذه العملية مجهولة، تأخذ دورا ثانويا وعابرا في مسرح أحداث الشريط. وأضافت مصادر تيزبريس أن نكران (م.ت) لأي علاقة له بالعمليات قيد السرد ونفيه لكل هذه التهم الكيدية التي عدها تلفيقات المقصود منها تصفية حسابات، يجعل المتقمصة لدور الطعم بعيدة عن الاستنطاق وكشف هويتها، لتكتفي بتأثيت المشهد العام وتظهر ككومبارس مياوم عابر.