غابت بطلة المسلسل الهوليودي (ك) وانقطعت أخبارها منذ تنفيذ العملية الثالثة لحوالي سنتين عن تيزنيت إلى غاية بداية شهر نونبر 2012 بعدما علم أحد زملاء مفتش الشرطة (م.ت) بالعمليات النوعية التي قام بها هذا الأخير، ولاحظ غياب نادلة مقهاه المفضل الذي كان يتردد عليه، فحصل على هاتفها واتصل بها، ليبادر إلى تسلم زمام القيادة ويتزعم أفراد فريق متكامل، يجمع بين جرأة الفتوة ورصانة الشيخوخة ليتقمص دور البطولة هذه المرة الشرطي (ي.ب) الذي اتصل بالبطلة (ك.ت) فلبت رغبته بالحضور عبر الوسيط (ص.أ) ليتناغم المشهد وتتكامل الأدوار، لكن النادلة المتمرسة لن تكرر هذه المرة الأخطاء التي ارتكبتها مع شريكها السابق في الفعل الجرمي، حيث وضعت النقاط على الحروف منذ الوهلة الأولى، فهل سيفلح هذا الرباعي في اصطياد فرائس سمينة تكفي الجميع؟ وما هي الأدوار التي سيتقمصها كل عضو من أعضاء العصابة؟
وحسب مصادر تيزبريس، لقد جرى أول لقاء واجتماع مغلق داخل سيارة بعد تعميق التعارف بين الشركاء الجدد وعقد الاتفاق وإمضائه، بدأ العمل مباشرة بعد أسبوع حيث تمكن (ص.أ) من الحصول على هاتف الضحية الأولى لهذه المجموعة الحديثة النشأة (ف) اليافع الذي مازال في فورة وريعان الشباب ليصل الرقم إلى يد بائعة الهوى (ك) وبعد اتصالات بين الطعم والضحية رتب موعد وضرب فكانت الوجهة منزل الشاب (ف) القاطن بالمنطقة الشرقية للمدينة قرب السوق الأسبوعي وغدت خطة الرباعي تسير نحو تحقيق أهدافها بولوج (ك) لمنزل ضحيتها وتربص كل من (ي) و (ج) بهما فيما كانت مهمة (ص) قد انتهت بتزويد الجميع بالمعطيات اللازمة، إضافة إلى كونه طاعنا في السن لن يقدر على مواكبة تحركات الفريق الشاب وقبل قيام المغرر به بعلاقات حميمية مع مستهويته دق (ج) باب المنزل ليخرج صاحبه متفاجئا برجل في يده جهاز راديو مماثل للذي يستعمله رجال الأمن والأصفاد الألمانية تلمع مرسلة رسائل للماثل أمامها وهو المتلبس بوقوعه والإيقاع به في جريمة يعاقب عليها القانون، وضافت مصادر تيزبريس أن رجل الأمن (ي) كان يراقب الوضع ويتابع الأحداث ويقوم بدور التغطية بعدما مكن زميله المزيف (ج) من وسائل العمل وبقيت الضحية مذهولة من بديهة “مخابرات” المدينة وكيف تمكنت منه وقد جالت في ذهنه أسئلة عدة هل وشى جيراني بي أم أن شخصا قد لمحني أم ماذا؟ وهو يتقدم الدرج مع الشرطي المزيف الذي خيره بين الزج به في غيابات السجن أو أداء مبلغ مالي معتبر يستجيب لحاجيات أربعة أفراد.ولم يكن لدى (ف) من خيار سوى الرضوخ للأمر المفروض فخرج معه ليحضر له ما يحفظ به ماء وجهه تاركا (ك) وحدها تنتظر ما ستؤول إليه الأوضاع، وبعد نصف ساعة تقريبا عاد الفتى لبيته ليصاحب فتاته على مقربة من مكان عملها منزلا إياها، دون أن يكرمها بما قضته معه من ساعات حالمة. وقد تكفل المنتحل لدور الشرطي (ج) بإعطاء النادلة نصيبها من الغنيمة وتوزيع الباقي على الكل حسب مقادير معينة.
وحسب مصادر تيزبريس، فإنه من خلال أقوال (ب.أ) الشرطي المزيف يتبين أن مفتش الشرطة (م.ت) قد حصل بدوره على مبلغ من العملية وإن كان أقلهما فهو اعتراف بالشيخ صاحب السبق والفضل، وهذا يؤشر على أن العلاقة بين (ك) و (م.ت) حاضرة وإن لم تكن بشكل مباشر فليس ببعيد أن يكون هو من دفع زميله (ي) للاتصال بها إذ من الصعب الوثوق في طعم جديد يتميز بمواصفات وظروف (ك) السابق ذكرها. وأضافت مصادر تيزبريس أن، خلال التحقيق، نفى كل (م.ت) و(ي.ب) جميع المنسوب إليهما من الأقوال والأفعال ولم يعترفوا بتصريحات شركائهم، غير أنهما لم ينكرا معرفتهما بكل من (ك) و (ج.أ) إذ يمتهنان نفس المهنة، ويجمعهما بهما تقديم المشروبات لزبائنهم في المقهى ورجلا الأمن من جملتهم.
لكن وطبقا لما ورد على تيزبريس، فهذه الضحية الشابة (ف) لم يتم استدعاؤها للمثول أمام الضابطة القضائية ولم تقدم شكاية في الموضوع كما جرى بالنسبة لبقية الضحايا؟ كما نتساءل عماذا كان يفعل المفتش (م.ت) طوال انفصاله عن دميته التي يحرك خيوطها؟ هل بقي مستمرا في عملياته طوال السنتين التي انقطعت فيهما (ك) عن التنسيق معه؟ هذا ما سنتعرف عليه في أحداث الحلقة الموالية، تابعونا في الحلقة الخامسة.