الخميس 14 نوفمبر 2024| آخر تحديث 6:21 12/21



أصيلي…وأعتز


كثيرا ما كنا نتمنى أن نتواجد في هذه المؤسسة التي شبهها أحد تلامذة البكالوريا علوم شرعية السنة الماضية بسفينة الإنقاذ،بالتأكيد هي كذلك،لكن هل يعتبر كل من أعاد التمدرس هذا؟أم أن ذلك يقتصر على البعض دون الآخرين؟
صحيح أن هذه المؤسسة هي سفينة من النوع الغالي والنفيس وبالخصوص التعليم الأصيل الذي يستقبل بحفاوة تلامذة لا يمكن لأية مؤسسة أن تستقبلهم في طلب إعادة التمدرس،بحيث تعطي لهم هذه الشعبة فرصة وأملا في التغيير لمن كانت لديه رغبة في ذلك لكن المشكل المطروح الآن هو أن الأغلبية تنظر إلى التعليم الأصيل بأنها شعبة من لا شعبة له خاصة الذين يلجونها دون قيد أو شرط حتى أصبح الإكتظاظ يعج الأقسام والأستاذ حارسا مكان الأستاذ بحيث لا تمر الساعة دون أن يجد متاعب مع المثلثين والمربعين،هل فعلا هؤلاء يستحقون كل ما يجدونه من معاملة حسنة من الأساتذة أم أنه يجب معاملتهم بالمثل؟ سؤال يبحث عن جواب يشفي الغليل إن ما يحطم القلوب هو تلك الثلة القليلة التي تبحث عن العلم وتصغي للأستاذ لكن لا تجد من يبادلها نفس التعامل ونفس الأخلاق في صفوف التلاميذ بحيث أضحى القسم مكانا للعويل والصياح وتبادل الشتم والسب دون تقدير حضور الأستاذ ومجهوداته من أجل التحصيل العلمي،إن هذه التصرفات تستوجب إجراءات قاسية تجاه هذه الثلة التي تكدر أجواء الدراسة وتلبي رغبات غرائزها على حساب التلاميذ،عار على كل مسؤول من أساتذة وإداريين مشاهدة هذا والبقاء خارج الخط كأن شيئا لم يقع،حرام عليكم أن تضيعوا شبابا يستحق التضحية أكثر من اللازم ،عارعليكم أن تمنحوا لهؤلاء أوراق السماح بالدخول إلى الفصول بعد تقرير الأستاذ وشهادته على تطفلهم،وعار عليكم أن تمنعوا تلميذا تغيب لضرورة من الدخول إلى الفصل إلا بمبرر،فإذا كان المبرر هومقرر من يدخل ويخرج فالأولى أن يطلب ممن طرده الأستاذ وأن يطبق هذا القانون على من عرف بمخالفاته الطائشة المملة،أخيرا وليس أخيرا من هذا المنبر الحر أوجه خطابي للمسؤولين وألح عليهم بمراجعة أوراقهم وإعادة النظر في قراراتهم حتى لا يضيعوا شبابا قلما نجد نظيره في المجتمع،ونندم حينما لا ينفع الندم.

بقلم: يوسف عدان
1باك علوم شرعية – تيزنيت