الثلاثاء 22 أبريل 2025| آخر تحديث 5:06 11/03



العربي أبيهي، رئيس جمعية تيويناس للصياغين بتيزنيت يشخص وضع صناعة الفضة بتيزنيت

الدورات التكوينية التي يتحدث عنها المسؤولون عبارة عن فيلم أو مسرحية متقونة الإخراج ولا أثر ايجابي ملموس لها على الصناع، خاصة أن المكونين ليسوا في المستوى المطلوب بالنظر إلى أن مجموعة من الصناع المحليين أفضل من هؤلاء ويتوفرون على مؤهلات وكفاءات كبيرة، ونتساءل عن ميزانية هذه التكوينات التي تشرف عليها مندوبية الصناعة التقليدية والمستفيدين منها. لقد قدمنا، نحن في جمعية تيويناس وفي النقابة التي تمثل الصناع، مجموعة من المقترحات منها أن الصناع هم

من يختار محاور هذه التكوينات واختيار المكونين من ضمن الصناع أنفسهم. فعلى سبيل المثال، “صنعة بلادي”، فالمسؤولون أخبروا الصناع قبل 5 أيام أو أسبوع من أجل المشاركة، وهذا مستحيل أن يصنع الصانع التقليدي منتوجا في هذه المدة والمشاركة به. أما المعارض المنظمة، قيتم استغلالها بشكل مفضوح من قبل المسؤولين في الغرفة والمقربين منهم، وأنا أتحدث عن المعارض الوطنية والدولية، حيث يختارون أصدقاؤهم في سرية تامة، وهناك لوبي قوي ينشط في هذا المجال، أما المعارض المحلية فلا تعود بالفضل الكثير على الصانع المحلي.

مهرجان تيميزار للفضة: أسست البلدية جمعية بإشراف أحد نواب الرئيس، اختاروا لها اسم جمعية تيميزار للفضة دون إشراك الصناع في التأسيس، وخير دليل أن غالبية أعضاء المكتب ليسوا من الصناع ولا علاقة لهم بالفضة وصناعتها، نموذج رئيس هذه الجمعية. وهكذا فأول من ضاع في المهرجان الأخير هو الصانع التقليدي التيزنيتي، ونحن نسميه في الجمعية مهرجان “إهانة الصانع التقليدي التيزنيتي”، إذ أوتي بالصانع بعد إخراجه من محله للمشاركة في المعرض المنظم موازاة مع هذا المهرجان مقابل 250 درهما في اليوم ومنعه في نفس الوقت بعرض وبيع منتوجه الفضي وعرض سلع التجار فقط، وهذا إهانة أخرى للصانع التقليدي المحلي، في الوقت الذي أخذ الفنانون الملايين في دقائق معدودة. إلا أن ما يحز في نفسي إشراك 3 صناع من ذوي الاحتياجات الخاصة مقابل 200 درهما خلال مدة المعرض كلها؟!
   كما أن المكان المختار لإقامة المعرض (ساحة المشور)، يبرز أن المنظمين كانوا يقصدون من وراء المعرض التجارة والربح بدل الثقافة، إذ كيف يعقل أن يُنظم المعرض بجوار قسارية مشهورة ببيع المجوهرات الفضية، كل هذه الاجراءات تمت بتزكية المندوب الإقليمي للصناعة التقليدية. وأنا أستغرب لمنع الصناع من بيع منتوجاتهم بالمعرض ومن ضمن هؤلاء الصناع الممنوعين من بيع ما أبدعته أنامله الذهبية صانع محلي يتوفر على جائزة أمهر صانع على الصعيد الوطني، بعد أن جاء في المرتبة الثانية في مسابقة نُظمت على الصعيد الوطني. من جهة أخرى بلغ إلى علمي أن مجموعة من التجار الذين تم استقدامهم من مدن أخرى للمشاركة في المعرض عرضوا وباعوا للزوار سلعا وحلي ومجوهرات مصنوعة من المعادن بدل الفضة، ما يؤثر سلبا على سمعة المدينة.
تذويب التحف الفضية: على عكس ما جاء على لسان مدير مهرجان تيميزار في حوار سابق مع جريدة “الجنوبية للإعلام” عدد 6 لشهر شتنبر 2012 أن الصناع يعرفون القيمة التراثية للتحف الفضية ولا يقدمون على تذويبها حفاظا عليها، أقول بأن هذا الكلام مناف للحقيقة، فبصفتي صانعا، فالتذويب موجود، بالنظر إلى ثمنها الزهيد في السوق، لأن المسؤولية على الحفاظ على هذا الموروث الثقافي يتحملها بالأساس المسؤولون بوزارة الصناعة التقليدية وبوزارة الثقافة، لأنه بعد 30 أو 40 سنة هذه التحف ستختفي كليا في السوق بعد تذويب المخزون الموجود لدى بعض الأسر المعوزة في الأرياف. الكاتب: إبراهيم أكنفار ([email protected])